ينظم مخبر المخطوطات الجزائرية في غرب إفريقيا بجامعة أدرار يومي 2 و 3 مارس القادم ،الملتقى الدولي الثاني للمخطوط بعنوان « المخطوطات الجزائرية في عيون العرب والمستشرقين « بمشاركة أساتذة من جامعات إسبانيا ، فرنسا ،بريطانيا ، نيجيريا ، غانا ، تونس ، ليبيا ، الإمارات ، السعودية ، موريتانيا ، النيجر ، العراق ، إيران ، ومن أزيد من 15 جامعة جزائرية .
و حسب الدكتور أحمد جعفرين ، مدير المخبر ، فإن إشكالية المؤتمر جاءت انطلاقا من الأهمية البالغة للمخطوطات عبر مختلف الدول المتعاقبة على حكم المغرب الأوسط منذ الفتح الإسلامي لهذه الديار، حتى أن الباحثين الفرنسيين الذين شاهدوا وجمعوا المخطوطات من مكتبات المدن الجزائرية غداة الاحتلال ، اندهشوا من كثرة الكتب التي وجدوها ومن تنوعها ومن جمالها والعناية بها ، كما اعترف بذلك البارون ديسلان، وادريان بيربروجر وشارل فيرو ،حسبما ذكره المرحوم أبو القاسم سعد الله في تاريخ الجزائر الثقافي .
و نظرا لأهمية المخطوطات الجزائرية تاريخيا وعلميا، فقد اهتم بها العرب والمستشرقون على حدّ سواء ، ويضيف ذات المتحدث بأن الملتقى الدولي الثاني سينطلق من الإشكاليات التالية: مدى أهمية المخطوط الجزائري منذ الفتح الإسلامي و نظرة الآخر إليه ، من العرب والمستشرقين و تقييم ما قدمه المستشرقون للمخطوط الجزائري و أهم المراكز التي تضم شتات المخطوطات الجزائرية المتواجدة وطنيا وعالميا و كذا الخطوات الضرورية التي يجب القيام بها لضمان الحفاظ على المخطوطات الجزائرية في أي نقطة تتواجد بها. بخصوص أهداف هذا الملتقى ،أوضح الدكتور أحمد رئيس الملتقى، بأنه يهدف إلى وضع بيبليوغرافيا للمخطوطات الجزائرية في العالم ، و التعريف بأهم المراكز الحضارية والعلمية التي يوجد بها المخطوط الجزائر، وكذا توثيق صلة الربط بين الجزائر ومحيطها الإفريقي والعالمي ، و توظيف الوسائل العلمية لخدمة المخطوطات الجزائرية .
فضلا عن الاستعانة بجديد البحث العلمي في قضايا جرد المخطوطات وفهرستها، و كذا رقمنتها ومناهج بحثها ، بالإضافة إلى التعريف بالتراث الجزائري في المخطوط المحفوظ في المكتبات العالمية ، وتسهيل مهمة الوصول إليه تحقيقا ودراسة.
أما محاور الملتقى فقد حددت في 6 محاور وهي أولا المخطوطات الجزائرية والعربية وحمايتها في ظل الدول المتعاقبة على المغرب الأوسط ، و ثانيا جهود القدماء والمعاصرين في ضبط المخطوطات وحمايتها من التزييف والتحريف واستعراض نماذج تطبيقية من ذلك. أما المحور الثالث فيتناول إسهامات المخطوطات الجزائرية في النهضة العلمية والثقافية للحواضر والمراكز العلمية عبر العالم ، في حين يتضمن المحور الرابع جهود العرب والمستشرقين في الحفاظ على المخطوطات الجزائرية والعربية مالها وما عليها، ناهيك عن محورين يتعلقان بإسهامات المؤسسات العلمية الجزائرية والعالمية في الحفاظ على المخطوطات الجزائرية والعربية ، والمخطوطات الجزائرية بين الحفظ و الرقمنة ، وبين التحقيق والدراسة.
ع/نصيب