أكّد المخرج المسرحي، ماسينيسا حدبي، 24 عاما، المتوج مؤخرا بجائزة أحسن إخراج مسرحي في المهرجان الوطني الثقافي للمسرح الأمازيغي بباتنة في طبعته 11، أنه يعتبر الجمهور أحسن جائزة تحصل عليها، لأنه وفي له يتابعه أينما حلّ، و يتناقش معه ويعرف ما يريد منه من خلال تعابير الوجه، مضيفا بأن الجمهور هو من يدفعه إلى مواصلة دربه الفني على السكة الصحيحة.
و أكد ماسينيسا في لقائه مع النصر، أن المسرح بالنسبة إليه، ليس فقط ما يعرض على الخشبة، بل هو كل ما يحيط بنا، و يعتبره نمط حياة و سلوك ، مضيفا «علينا أن نرضي الجمهور و نرضي أنفسنا، لأن الفنان عليه أيضا أن يكون راض عما يقوم به، حتى يكسب المتفرجين ويتقبلون عمله.
وبخصوص الجائزة التي افتكها في المهرجان عن مسرحية «إنيق ويس سبعا» أو «الطابق السابع» التي أنتجها المسرح الجهوي كاتب ياسين لمدينة تيزي وزو، والتي جابت مختلف ولايات الوطن، لاسيما الشرقية في جولة فنية، قال ماسينيسا حدبي، بأنّ نيل لقب أحسن إخراج مسرحي، شرف كبير له وهذا سيزيد لديه الرغبة في الإبداع المسرحي أكثر، و تقديم أعمال في المستوى، مشيرا إلى أن اختياره من بين 16 فرقة شاركت في المهرجان، تحدي كبير بالنسبة إليه، بالرغم من أنه سبق وان تحصل على نفس الجائزة في نفس المهرجان سنة 2017 ،عن مسرحية «مت إذا» التي كتبها عمران سالم.
علما أن مسرحية «الطابق السابع» تسرد حكاية خمسة أشخاص تواعدوا في المحكمة مع القاضي الذي يتواجد مكتبه في الطابق السابع، لإخفاء جريمة قتل والتنصل من المسؤولية، و يلتقون في المصعد الكهربائي، وعند وصولهم إلى الطابق الرابع ينقطع التيار الكهربائي و يشرعون في الكشف عن أسرارهم شيئا فشيئا، ويظهرون أخيرا وجوههم الحقيقية في جو من الغضب ويرتكبون جريمة قتل .
و قال ماسينيسا، أنه كان واثقا من تألق العمل في المهرجان، فقد اعتمد على جهود جميع أعضاء الفرقة المسرحية و النتائج التي تحصل عليها، هي ثمرة جهود كل الأعضاء ، فعادوا بجائزة أحسن دور رجالي التي تحصل عليها مالك فلاق، إضافة إلى الجائزة التي مُنحت له.
المتحدث يأمل أن ينتشر المسرح الناطق بالأمازيغية و ينشط عبر كامل ربوع الوطن، ولا يرتكز فقط على بعض المناطق التي تتحدث بها، مثل أم البواقي وباتنة وتيزي وزو وبجاية والبويرة ، و يمكن القول، حسبه، أن هذا النوع من المسرح لا يزال جهويا ، مشيرا إلى أن الجمعيات الثقافية هي التي أنعشت المسرح الأمازيغي، وهي متنفس لعشاق الثقافة والمسرح و تنشط بقوة داخل القرى والمداشر والمدن الصغيرة، كما تأسف لعدم مشاركة جميع المسارح الجهوية في مهرجان باتنة بالرغم من بعده الوطني.
حدبي لا يتجاوز سنه 24 عاما، ، و التحاقه بأبي الفنون ليس له تاريخ محدد، فهو مثل المسرح بالضبط، ليس له تاريخ للبداية، كما قال، مشيرا إلى أنه منذ أن كان طفلا صغيرا يشعر بأن شيئا من الفن بداخله يداعبه، كما أنه مولع بكتابة الشعر ويقرأ لكبار الشعراء ويستمع إلى الفنانين ،ما هيأه لدخول المسرح، مضيفا أنه عندما كان في الطور المتوسط كان يهتم كثيرا بالجانب الثقافي، وكان مسؤولا عن النشاطات الثقافية التي تُنظم في الإكمالية و في الثانوية التي درس بهما، ثم انضم إلى الجمعية الثقافية «ابتوران» لمنطقة الأربعاء ناث إيراثن سنة 2011، و أشرف على إخراج العديد من المسرحيات كما يكتب النصوص المسرحية، وهو ما جعله يحصد العديد من الجوائز، حيث تمكن في سنة 2017 من التتويج بجائزة أحسن إخراج مسرحي في المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي بباتنة بمسرحية «مت إذا» .
و تحصل على جائزة أحسن إنتاج عن مسرحية «لالة فاطمة انسومر» التي كتب نصها علي بوداران، وأنتجتها الجمعية الثقافية «إبثوران» ، كما توج خلال السنة الماضية في مهرجان مسرح جرجرة المنظم بمنطقة «آث بوادو» في واضية، بجائزة أحسن نص وأحسن إخراج مسرحي عن مسرحية «ممحمالن لجوارج» بمعنى «عندما تحب بعمق» التي كتبها وقام بإخراجها.
و نجح أيضا في افتكاك جائزة لجنة التحكيم في مهرجان «أغبالو» الذي احتضنته في ولاية البويرة سنة 2017 ، و في مهرجان المسرح الأمازيغي بباتنة سنة 2015 تحصل على الجائزة الكبرى الثانية وفي نفس السنة تحصل على جائزة أحسن عرض عن مسرحية «لونجة» التي كتبها وأخرجها في مهرجان «بودواو» بولاية بومرداس وغيرها من الجوائز.
سامية إخليف