يرفع المخرج محمد حازرلي الذي تم تنصيبه أول أمس رئيسا للجنة القراءة و إعانة السينما، التابعة للصندوق الوطني لتطوير الفن و التقنية و الصناعة السينمائية و ترقية الفنون و الآداب، رهان تأسيس صناعة سينمائية حقيقية بالجزائر و إنتاج 20 فيلما كل سنة .
المخرج ذكر للنصر، بأنه جد متحمس لمهمته الجديدة التي سيتفرغ لها لمدة سنتين، خاصة و قد تم اختيار أعضائها بشكل موفق من قبل الجهات المختصة بوزارة الثقافة، حسبه، فجميعهم، كما أكد، يتمتعون بخبرة و يكملون بعضهم البعض لتحقيق نجاح مهمتهم.
وأشار المتحدث بأن اللجنة كانت موجودة من قبل، و انتهت مهمتها، لأن التقليد الساري المفعول يقضي بتجديدها كل سنتين، فتم أول أمس تنصيب لجنة جديدة، من قبل وزيرة الثقافة و كاتب الدولة المكلف بالصناعة السينمائية بشير يوسف سحايري بحضور كافة الأعضاء، تزامنا مع الاحتفاء باليوم الوطني للفنان، ما يبعث على التفاؤل و الحماس، و تتمثل مهمتها أساسا في قراءة النصوص و السيناريوهات التي يتقدم بها أصحابها و دراستها و تقييمها من قبل مختصين، وفق معايير محددة، في مقدمتها النوعية الجيدة و مدى معالجتها لاهتمامات و انشغالات المواطنين و تاريخ و تراث البلاد و حاضرها و واقعها المعيش، و إذا تمت الموافقة عليها تمولها جزئيا وزارة الثقافة.
و شدد حازرلي أن الفيلم الجيد يصنع بسيناريو جيد، و هذا أساس النجاح و الارتقاء بالسينما الجزائرية، و تسعى اللجنة إلى بعث دفع جديد للقطاع و توجيه كتاب النصوص إلى كتابة حقيقية احترافية برؤية سينمائية احترافية ناضجة، مع التأكيد أنهم لا يكتبون لغيرهم من الشعوب، أو للمهرجانات، بل للمتلقي الجزائري، لذلك يجب أن تعكس واقعه و حاضره و انشغالاته و آماله و آلامه، و تسلط الضوء على تاريخه و تراثه و ثقافته العريقة، مشيرا إلى أن هناك اختصاصات في هذا المجال لابد من احترامها، للحصول على عمل متكامل ذي نوعية راقية، فهناك المتخصص في كتابة القصة أو النص، و هناك المتخصص في استخراج سيناريو من القصة و هناك من يكتب الحوار و هناك المتخصص في الاقتباس، ثم يتم التقسيم التقني للمشاهد، و يتكفل المخرج بالتقسيم النهائي للعمل و تجسيده سينمائيا، و لتحقيق النجاح و التميز لا بد أن يؤدي كل واحد من هؤلاء مهامه على أكمل وجه.
و استطرد المخرج أن اللجنة تفتح أبوابها على مصراعيها للمبدعين و تشجع الكتاب الشباب و تدعوهم للالتفاف حول نفس الأهداف المسطرة، للدخول تدريجيا إلى عالم الاحتراف، كما تدعو المهنيين إلى إثرائها بخبراتهم و كفاءاتهم، مشيرا إلى أنها تسعى إلى إنصاف كل المجتهدين و الأكفاء، مضيفا أن مهامها تدرج في إطار التغيير الذي تنشده الجزائر عموما و قطاع الثقافة خصوصا، و ذلك من خلال السينما، كما قال، لكي تنتج 20 فيلما، بين وثائقي و فيلم قصير و طويل، و هذا من بين الرهانات التي يرفعها مع بقية أعضاء اللجنة، ما يمكن من محاربة ظاهرة الأعمال المناسباتية و قلة الإنتاج اللذين يعاني منهما فنانونا منذ سنوات، حيث سيتمكن الجميع من إبراز قدراتهم و استثمار مواهبهم، و العمل معا لتستعيد السينما مكانتها الحقيقية، في ظل جزائر جديدة مفتوحة للإبداع و المبدعين، كما عبر .
ويتوقع المتحدث حركية كبيرة وميكانيزمات جديدة في قطاع السينما، تمهد إلى مراحل تأسيس صناعة سينمائية حقيقية، يرافقها فتح قاعات السينما للجمهور و إضفاء الطابع التجاري على الفيلم، و يبقى أساس كل ذلك هو السيناريو الذي يجب أن يحظى بالاهتمام اللازم و التوجيه الصحيح.
إلهام طالب