أعربت وزيرة الثقافة و الفنون مليكة بن دودة عبر صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، عن سعادتها لتحويل بيت المفكر مالك بن نبي في مدينة تبسة إلى متحف.
و جاء في منشور الوزيرة “سعيدة جدا أن تتحقق مساعينا في تحويل بيت المفكر الكبير مالك بن نبي بتبسة إلى متحف”،
و قد جاء تصريح الوزيرة بعد الندوة الوطنية الأولى حول أعمال المفكر مالك بن نبي، التي احتضنتها الأسبوع الماضي المكتبة الوطنية بالجزائر العاصمة.
وزيرة الثقافة و الفنون و أثناء زيارتها لولاية تبسة في شهر فيفري الماضي، قامت بزيارة المنزل الذي عاش وترعرع فيه المفكر مالك بن نبي وسط المدينة، و خضع لعمليتي ترميم و تهيئة واسعتين، أشرفت عليهما مصالح الولاية، مع المحافظة على طابعه المعماري.
و أوصت الوزيرة آنذاك بالإسراع في تجهيزه بمؤلفات و أرشيف المفكر، بالاستعانة بالشهادات الحية لأصدقائه وأفراد عائلته، ليصبح متحفا يفتح أبوابه أمام المثقفين
و المهتمين بفكر مالك بن بني.
و كانت كل من وزارة الشؤون الدينية والأوقاف و وزارة الثقافة، قد قررتا تحويل منزل المفكر الجزائري مالك بن نبي إلى متحف يحمل اسمه، تكريما لهذا المفكر الذي أفنى حياته مؤلفا
و باحثا في شؤون الفكر والحضارة، وجاءت هذه الخطوة تلبية لدعوات متكررة أطلقتها مجموعة من الباحثين والأكاديميين لإنقاذ بيت مؤلف “شروط النهضة” ، من الإهمال الذي تعرّض له على مدار سنوات طويلة.
و كانت بعض المسائل العائلية المتعلقة بتركة مالك بن نبي، قد تسببت في تأخر تحويل البيت إلى متحف، لكن تم التوصل إلى حلول لها.
و يقع البيت الذي وُلد فيه المفكر مالك بن نبي سنة 1905 ، داخل السور البيزنطي وسط مدينة تبسة، و بالتحديد في شارع بخوش محمد السدراتي، و كان الشارع الذي يقع فيه البيت يعرف باسم “شارع الرسول”، كما ورد ذكره في كتاب المفكر الذي يحمل عنوان
“مذكرات شاهد القرن”، ولإتمام عمليات ترميم البيت، قامت سلطات ولاية تبسة بإلحاق البيت إداريا بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف، على أساس أنه وقف تابع لها، كما رصدت ميزانية مالية معتبرة لها.
بيت مالك بن نبي، كان شبه مهجور بعدما قام الورثة بإغلاق أبوابه و نوافذه بالإسمنت، الأمر الذي حزّ في نفوس المثقفين بالولاية، ودفعهم إلى رفع أصواتهم عاليا، من أجل إنقاذ هذا المعلم الذي شهد ولادة مفكر لا تزال نظرياته في الحضارة و شروط النهضة تُدرّس في الكثير من الجامعات عبر العالم.
و سيضمّ المتحف عند الانتهاء من ترميمه، جميع مقتنيات مالك بن نبي الذي تُوفي سنة 1973، من كتب و مراسلات و وثائق و صور إلى جانب مقتنياته الشخصية، التي تؤرخ لمسيرته العلمية ، كما سيتم إنجاز مكتبة في المكان نفسه، بقلب مدينة تبسة، لتكون شاهدا على براعة فيلسوف القرن في استقراء الواقع الإسلامي.
بذلك ستستعيد الولاية جزءا من ذاكرة هذا الابن المميز الذي خلّدها بالعشرات من المؤلفات، التي ألقت حجرا حرّكت به الفكر الإسلامي الذي شهد ركودا ، حال بينه و بين مواكبة شروط التطور و الحداثة و متطلباتها.
ع.نصيب