توفي فجر أمس الجمعة، الدكتور محمّد تين، رئيس الجمعية الثقافية الجاحظية، وهو من المثقفين الجزائريين الحريصين على الفعل الثقافي و استمراريته. تولى رئاسة جمعية الجاحظية، بعد أن تمّ اِنتخابه رئيسًا جديدا خلفًا للراحل وطار، في جوان 2011.
الدكتور محمّد تين إلى جانب نضاله الثقافي، شغل منصب أستاذ في معهد العلوم السياسية والإعلام، كما كان الأمين العام المُؤسس للمجلس الوطني لأساتذة التعليم العالي، ثمّ عضو المجلس الوطني الاِنتقالي. رافق صديقه الروائي والناشط الثقافي الطاهر وطار ما يُقارب الـــ40 سنة، وبعد رحيل صاحب «الشمعة والدهاليز» تولى الدكتور محمّد تين رئاسة الجاحظية، وبذل خلال فترة توليه إدارة الجمعية، الكثير من العمل والجهد من أجل أن يحافظ على إرث وأمانة وطار وكلّ المثقفين والأدباء الذين آمنوا بدور الجاحظية الثقافي، حتّى تظل منبرا للثقافة والمثقفين.
الدكتور تين كان يُؤمن بأنّ الجاحظية هي بيت المثقفين وتسعى دائمًا لحماية التراث الثقافي الوطني. وهذا ما جعله يسير على نهج وطار في إدارة الجمعية ومواصلة العمل من أجل تكريس دور الجاحظية ومسارها الّذي بدأه وطار.
يُذكر أنّ جمعية الجاحظية، جمعية أدبية تأسست مباشرة بعد إرساء التعدّدية في الجزائر العام 1988. وتمّ اِعتمادها في 25 جوان 1989، وبدأ نشاطها الرسمي عند المؤسسيين في بيت المرحوم الطاهر وطار، ثمّ حصلت على شقة في عين النعجة ثمّ المقر الحالي، الّذي هو ملك للجاحظية وهو ممنوح من طرف الدولة. وبعد اِعتمادها تطورت وتوسعت في توزيع وتنويع مجالات نشاطاتها. حيث كانت سياستها قائمة على مبدأ دعم ونشر الإبداع والفكر بتجلياته وحساسياته المختلفة، فأصدرت مجلة «التبيين»، وهي مجلة نقدية، بملحق شِعريّ يحمل عنوان «القصيدة»، إضافة إلى مجلة «القصة»، التي صدرت منها أربعة أعداد فقط، قبل أن يتمّ ضمّ مجلة «القصة» وملحق «القصيدة» إلى مجلة «التبيين». الجدير بالذكر أن الراحل كتب حول الجمعية اصدارا بعنوان «التعريف بالجاحظية»، في عهد الطاهر وطار، ولم يطبع إلاّ في سنة 2011.
وقد عزت وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، عائلة الفقيد الصغيرة وعائلته الكبيرة المتمثلة في الوسط الثقافي، على صفحتها الرسمية على الفيسبوك، واعتبرت الفقيد أحد المناضلين البارزين في قضايا الثقافة والحقوق المهنية لأساتذة التعليم العاليز
نوّارة لحرش
