نفت مديرة الإنتاج بالمركز الجزائري لتطوير السينما، نسرين عبدلي، أن يكون الفيلم الجزائري «بابيشا» ضمن قائمة الأعمال الممنوعة من العرض، مؤكدة أنه سيعرض قريبا في قاعات السينما الجزائرية، كاشفة عن إستراتيجية المركز في تنظيم جولة لفيلم «هيليوبوليس» لجعفر قاسم، من أجل إعادة الجمهور إلى قاعات العرض بقوة.
في تصريح خصت به النصر، قالت عبدلي أن المركز منتج و موزع فيلم «هيليوبوليس» الذي شرع في عرضه بداية من 20 ماي الفارط بقاعات السينما الجزائرية، و سجل إقبالا قياسيا للجمهور، مرجعة ذلك إلى تعطش هذا الأخير للفيلم الذي تم الإعلان عن تواريخ مختلفة لتقديم عرضه الشرفي، إلا أنها كانت تغير في كل مرة، خاصة مع تفشي فيروس كورونا.
كما تحدثت المديرة عن إستراتيجية المركز في توزيع الأفلام بشكل عام و التي أكدت أنها خضعت للتغيير، حيث شرع في إتباعها مع «هيليوبوليس» لجعفر قاسم، و ذلك من خلال التركيز على الاتصال قبل و أثناء و بعد توزيع الفيلم عبر 21 قاعة عرض في 13 ولاية، مع الفيلم الروائي الطويل «العشيق» في نفس قاعات العرض، وفق برنامج كل قاعة، ما حقق نتائج إيجابية انعكست في حجم الإقبال الهائل للجمهور الذي فاق التوقعات، فضلا عن تأثير حضور فريق الفيلم و لقائه بالجمهور و الذي يمكن القول أنه أمر شجع الجمهور على العودة و بقوة إلى قاعات السينما، خاصة إذا كانت نوعية الفيلم جيدة، علما أنه لكل فيلم و نوع جمهوره الخاص.
و ركزت المسؤولة على أن إستراتيجية المركز في توزيع الأفلام الجديدة، تتمثل في أن كل فيلم يصدر و يقدم عرضه الشرفي، يصدر مباشرة إلى قاعات العرض في جولة يرافقه فيها فريق عمل الفيلم، بما فيما المنتج، الممثلين و الفريق التقني، بتنظيم من المركز الراعي لهذه الجولة، و هي السياسة التي قالت أنها تهدف لاستقطاب أكبر عدد من الجمهور، فضلا عن إنتاج كمية كبيرة من الأفلام.
استراتيجية لإعادة الجمهور إلى قاعات العرض
السيدة عبدلي أشارت أيضا إلى أن سياسة المركز تهدف للترويج لمختلف إنتاجاتها، سواء الفردية أو المشتركة، محليا و خارجيا، بالنظر لكون هذه الأفلام مرشحة للمشاركة في مهرجانات، ما يعني أنه يجب أن تحقق صدى في الداخل، قبل وصولها إلى الخارج أو العالمية، كما أن ذلك يسهل توسيع دائرة توزيع الأفلام في الجزائر من خلال فتح قاعات أخرى للعرض بمدن و ولايات أخرى.
و أضافت أن مشاركة الأفلام الجزائرية في الخارج، يسمح بوصولها إلى العالمية بفضل الموزعين الذين يشاركون في مثل هذه المحافل، كما أن التوزيع الذي يكون محليا، يفتح المجال أمام التوزيع نحو الخارج، ما يعني تصدير الثقافة الجزائرية خارج الوطن.
و كشفت المسؤولة عن تلقي المركز لعدة عروض لتوزيع فيلم «هيليوبوليس» خارج الوطن، و المركز لا يزال في تفاوض مع الجهات المعنية، حيث أن كل موزع يوزع في منطقة معينة فقط، كاشفة أن ثلاثة منهم، يتفاوضون معهم بشأن توزيع هذا الفيلم و أفلام أخرى، سعيا للترويج للثقافة الجزائرية و السينما الجزائرية التي لها خصوصيات لا توجد في بلدان أخرى، ، فضلا عن أهمية تطوير الصناعة السينيماتوغرافية التي لا تقع إلا في محل إنتاج العمل.
عن جديد الأفلام التي سيتم عرضها مستقبلا و المنتجة من طرف المركز، كشفت عبدلي عن عرض فيلم «ابوليلى» للمخرج أمين سيدي بومدين و هو إنتاج مشترك للمركز مع مؤسسة الإنتاج «تالا فيلم» حول العشرية السوداء بالجزائر، سيكون عرضه الشرفي قريبا، كما سيعرض بقاعات السينما، و شارك فيه مجموعة من الممثلين أمثال إلياس سالم، سليمان بونواري، سمير الحكيم و غيرهم، حيث ستنظم جولة وطنية تمس الشمال، الجنوب، الشرق و الغرب، مشيرة إلى أن المخرج و إلياس سالم مقيمان بفرنسا، و لم يتأكد بعد حضورهما، غير أن المنتجين و الموزعين و كذا الفريق الفني المقيم في الجزائر، و كذا الفريق التقني سيحضرون العرض الشرفي و يرافقون الجولة الوطنية في إطار توزيع الفيلم.
المركز الوطني لتطوير السينما، حسب ذات المصدر، سيقوم بعرض فيلم «بابيشا» الذي دار حوله الكثير من اللغط، و تم تصنيفه من طرف البعض بالفيلم المحظور بالجزائر، حيث نفت عبدلي كل ذلك و قالت أنه تم تأجيل عرضه فقط، لأن الفترة لم تسمح مسبقا، مؤكدة أنه لا وجود لأي وثيقة تؤكد أنه محظور، مضيفة أن كل الأفلام التي أنتجها المركز بالاشتراك مع مؤسسات إنتاج أخرى، مثل «بابيشا»، سيتم عرضها كلها في الوقت المناسب. إ.زياري