صدر مطلع الشهر الجاري، عن دار سامي للنشر والتوزيع بالوادي كتاب بعنوان "المتحف الوطني العمومي بسطيف دراسة وصفية ميدانية "لمؤلفه أستاذ علم الآثار الدكتور التجاني مياطة.
العمل يبرز الجوانب السلبية والإيجابية لطرق حفظ الآثار بالمتحف مقدما حلولا ومقترحات لضمان سلامة المحفوظات، وحسب مؤلفه فإن الأمر يتعلق بدراسة قام بها وجسدها في شكل كتاب حول المتحف الوطني العمومي بسطيف، و تحديدا جانب العمارة وعلاقته بتوفر شروط حفظ و تخزين الآثار لأطول مدة ممكنة، مضيفا بأن البحث قدم الحلول والاقتراحات التي من شأنها الحفاظ على الآثار بعيدا عن كل التأثيرات الخارجية البشرية و المناخية، منوها بأهمية توفير كل وسائل الوقاية لتوفير مناخ دائم يحافظ على ما يحتوي عليه المتحف من مقتنيات.
يتناول الكتاب أيضا، جانب تطوير العمل في الترميم الأثري ببلادنا و النظرة الجديدة لهذا التخصص، على غرار البحث وتقصي سبب تحلل ما يتم عرضه من قطع أثرية رغم ما تبذله الجهات المختصة سواء في الجزائر أو في العالم من جهود للحفاظ عليها وحمايتها من التلف، مع الإشارة إلى ضرورة الاهتمام بمجالات العلم ذات الصلة لتحقيق ذلك، خصوصا علوم كالكيمياء و الفيزياء وعلم المادة. وفي قراءة لمحتوى الإصدار، ذكر الدكتور محمد حناي، أستاذ محاضر بجامعة الوادي، بأن يقدم المتحف العمومي بسطيف كمدينة قديمة زاخرة بغنى تاريخي كبير تعكسه قيمة محتوياته، مع الإشارة إلى شح الدِّراسات في هذا الجانب، وانحصارها في جانب الجرد المتحفي، مضيفا، بأن من يتعمق في قراءة الكتاب يحظى بجولة افتراضية بين أروقة وممرات و قاعات المتحف المتواجد على محيط موقع أثري هام، يضفي قيمة لطبيعة البناية المغطاة، التي لا تزال حديقتها الفسيحة غير مستغلة بالشكل الكافي.وحسب الأكاديمي، فإن أهمية الكتاب تكمن أساسا في الحلول المقترحة لمواجهة مشكل تلف الأثريات ، خصوصا وأننا في عصر يعتبر فيه التُّراث الثَّقافي أحد ركائز التَّنمية المستدامة في ميدان الاقتصاد الوطني، وتعد المقتنيات المتحفيَّة أو التُّراث الثقافي المنقول صورة من صور التُّراث الإنساني، والمتحف الحاضن لها وهو جزء من مكوِنات الاقتصاد الوطني، و رافد من روافد التنمية التي لا يمكن أن تتحقق في حال كان هناك انفصال بين العاملين الاقتصادي الثَّقافي، فالمتحف وإن كان صغيرا في حجمه فهو كبير بما يحويه من إرث حضاري وثقافي وهو همزة وصل بين الماضي والحاضر وشعلة تنير المستقبل.
منصر البشير