قدم أساتذة و مثقفون من الجزائر و تونس شاركوا أمس في افتتاح فعاليات الطبعة الرابعة لملتقى « الطفل المبدع»، الذي تحتضنه على مدار يومين دار الثقافة ميلود طاهري بمدينة سوق أهراس ، مقترحا جادا يخص إدراج التراث المادي و اللامادي ضمن المؤلفات القصصية الموجهة للطفل.
و اعتبرت الأستاذة وهيبة قوية، من تونس خلال تنشيطها لورشة القصة بعنوان « نحن للوطن أسود»، أن الاهتمام بإحياء الماضي لدى الطفل من خلال ثقافة موجهة إليه، أصبح ضرورة تفرض نفسها، داعية إلى وضع خطة تربوية ثقافية ترتقي بواقع الطفل و تخطط لمستقبله من خلال إحياء التراث، كما ألحت المتدخلة خلال افتتاح الملتقى، الذي حمل هذه السنة شعار» الطفل بين التراث و الاستشراف و دور المكتبة في تكوين الشخصية»، على أهمية تعويد الأطفال على مسؤولية نقل التراث من جيل إلى آخر في تواصل مع الكبار من شأنه، كما قالت، أن يمكن من استشراف المستقبل لإعادة ترتيب مكونات المكان، بحيث يسهم الطفل في إنتاجها ويتجاوز بها الماضي و الحاضر إلى المستقبل. من جهتها ذكرت الأستاذة بهاء بن نوار، من جامعة سوق اهراس في مداخلة بعنوان « الطفل العربي و العولمة»، بأن تحولات العصر و التطور التكنولوجي و اجتياح مجال السمعي البصري، لحياة الطفل أثرا سلبا على نموه الطبيعي و حتى الصحي، و اعتبرت أن هذه الآثار امتدت إلى المجال الدراسي عبر ما يعرف « بالغش الالكتروني»، و ما لشبكات التواصل الاجتماعي من تأثير سلبي على الطفل بعيدا عن المراقبة.
و استنادا لرئيس فرع اتحاد الكتاب الجزائريين جمال الدين بن خليفة، فإن هذا اللقاء سيمكن من إبراز ما تقدمه المكتبة و دور الشباب، و المؤسسات التربوية بعد الأسرة، من عمل للحفاظ على ماضي الطفل المشرف و تحصينه لمواجهة خطورة العولمة، من خلال تقديم مداخلات و تنظيم ورشات تطبيقية للرسم و القصة والنحت، من إبداع نخبة من المختصين من الجزائر و تونس. و سيتم على هامش اللقاء الذي بادر إليه فرع اتحاد الكتاب الجزائريين، و المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بمدينة سوق اهراس، وكذا ديوان مؤسسات الشباب و جمعية نون الثقافية تنظيم مسابقة للأطفال المبدعين الذين تقل أعمارهم عن 15 سنة، في مواضيع مجالات القصة و الرسم
و الشعر.
ق/ث
