أقتفي أثر التيفاشي و سيدي مسعود و أحضر عملا جديدا عن جزائريي كاليدونيا
كشف الباحث و الكاتب المسرحي و السيناريست جلال الخشاب عن مجموعة من الأعمال المسرحية و السينمائية و التلفزيونية الجديدة التي انتهى من إعدادها و سترى النور قريبا، منها فيلمين وثائقيين حول الشاعر الكبير شهاب الدين التيفاشي و العالم الفقيه سيدي مسعود بالإضافة إلى مسرحية عن كاليدونيا و مسلسل مطوّل حول الحاج محمد بورقعة.
المؤلف و السيناريست جلال الخشاب الذي كتب نص مسرحية «بقار حدة» التي عرضت مؤخرا بالمسرح الجهوي بقسنطينة من إخراج الفنانة المخضرمة صونيا، أوضح للنصر بأن بحوته الكثير من النصوص الجاهزة و التي اتفق بشأن تجسيدها مع بعض المخرجين و المنتجين و من تلك الأعمال شريطين وثائقيين الأول سلط فيه الضوء على أحد أشهر الشعراء و العلماء الجزائريين في القرن الثاني عشر، ابن مدينة تيفاش بسوق أهراس شهاب الدين أحمد بن يوسف التيفاشي صاحب «أزهار الأفكار و جواهر الأحجار»و فصل الخطاب في مدارك الحواس الخمس لأولي الألباب» و «متعة الإسماع في علم السماع، في الموسيقى» و «نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب». و هو الفيلم الذي ساهمت في إنتاجه مديرية الثقافة بسوق أهراس.
السيناريست تحدث أيضا عن فيلم وثائقي ثاني عن سيدي مسعود الذي ارتبط اسمه بمنطقة قجال جنوب شرق ولاية سطيف و التي يطلق عليها السكان اسم منطقة السبع الرقود، التي حيكت حولها الكثير من القصص و الروايات أهمها و الأكثر تداولا بين أفراد العائلة تلك التي تروي أن سبعة إخوة من أحفاد سيدي مسعود قتلوا بالسم مع أختهم ...من طرف أعداء لهم أرادوا التخلص منهم و رواية أخرى تقول بأنهم سبعة إخوة استشهدوا معا في معركة من معارك الجهاد. و لكن هذه الرواية لا تحدد تاريخا ولا مكانا لهذه المعركة.
و يعود نسب سيدي مسعود، كما ورد ذكره في الكتب إلى ذرية الحسن بن علي رضي الله تعالى عنهما. حيث تؤكد الوثائق الخاصة بسلسلة نسب عائلة حمادوش أن سيدي مسعود هو الحفيد الثاني عشر في ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهما و اختار منطقة قجال للاستقرار و التي تحوّلت بقدومه إلى منارة للعلم و بقيت بعده قبلة و مزار العلماء و ملتقى الصالحين.
الأبحاث و الأفلام الوثائقية لم تمنع جلال الخشاب من كتابة نصوص مسرحية مستوحاة من واقع فنانين و شخصيات معروفة و على رأسهم بقار حدة، كما كرّس المؤلف و هو أيضا دكتور و أستاذ محاضر بجامعة محمد الشريف مساعدية بسوق أهراس، وقتا لكتابة نص عن جزائريي المحيط الهادي بكاليدونيا الجديدة الذين هجّرتهم سلطات الاحتلال الفرنسي قسرا من بلادهم إلى معسكرات العمل في هذه الجزيرة بعد اشتراكهم في عدة انتفاضات ضد الاستعمار، كان أبرزها انتفاضة عامي 1870 و1871، بالإضافة إلى أعمال أخرى الخاصة بمسرح الطفل الذي أكد بأنه يوليه اهتماما أكبر لغيرته على تلقين و إطلاع النشء على التراث و الإرث الأدبي و الثقافي المكنون بدل تقديم عروض مستوحاة من ثقافات غربية و غريبة عن واقعه و ثقافته.
مريم/ب