توج المسلسل الجزائري،»الدامة»، بالجائزة الثانية في الدورة الـ13 للمهرجان العربي للإذاعة و التلفزيون، الذي احتضنته تونس في الفترة ما بين 12 و 15 جوان الجاري.
مسلسل «الدامة» الذي حقق نجاحا كبيرا خلال الشهر الفضيل، و اعتلى التوندوس محطما رقما قياسيا في عدد المشاهدات، حيث حققت الحلقة الأولى فقط 11 مليون مشاهدة، فيما تم تداول مشاهد من حلقاته على نطاق واسع، لم تنحصر بين نشطاء جزائريين و إنما تعدتها لفيسبوكيين عرب، قاموا بمشاركة مقاطع عدة منها ما تم دبلجتها للهجات مختلفة، حيث صنف «الدامة» كأفضل مسلسل على مستوى المغرب العربي، حسب تصويت الجمهور في برنامج « إيتي بالعربي» لموسم رمضان 2023، لينال الجائزة الثانية في الدورة الـ13 للمهرجان العربي للإذاعة و التلفزيون فيتونس، بقيمة مالية قيمتها ألفا دولار أمريكي، فيما عادت الجائزة الأولى إلى مسلسل «الهرشة السابعة» من إنتاج «أم بي سي» مصر.
المسلسل المتوج «الدامة»، هو عبارة عن دراما اجتماعية، تدور أحداثه بين سنتي 2010 و 2019، سلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية في حي شعبي و الظواهر الإجرامية المتفشية في أزقته و بين جدران بناياته المتهالكة، التي يحولها مجرمون لتعاطي المهلوسات و الإيقاع بضحاياهم من تلاميذ المدارس، كما يجسد صراع الإيديولوجيات من أجل كسب المال بأحد أعرق الأحياء الشعبية بباب الواد، حيث نجح العمل حسب نقاد في تصوير الواقع و إشباع بذلك رغبة المشاهد، و كذا في توظيف الدراماتورجيا في البناء بشكل صحيح، للتمكن من فهم المعتقد الفلسفي للشخصية و ما يدفعها لاتخاذ قرار دون الآخر، و وفق في توظيف عنصر المفاجأة و التشويق من خلال انقلابات درامية محكمة المقدمات في العمل تشعر المشاهد بلذة المفاجأة، فضلا عن لحظات وقوف الشخصيات أمام خيارين أحلاهما مر، يجعل لواقعية الحوارات و الديكورات و حتى الأحداث و التمثيل معنى كبيرا.مسلسل «الدّامة» المنتج من طرف التلفزيون العمومي الجزائري، للمخرج يحيى مزاحم و السيناريست سارة برتيمة، حقق الانتشار الذي يعد أحد معايير النجاح، حيث تمكن من توظيف مفردات تقال لأول مرة في الدراما الجزائرية، و التي اعتبرها البعض تطورا و تحررا وضرورة درامية، و لعل ما رفع من نسبة مشاهدته هو توزيع الأدوار بشكل مناسب، حيث أبدعت الفنانة عايدة عباسبة في دور «صليحة الشقلالة»، كما تمكنت الفنانة ريم تاكوشت من أداء دورها المركب، كذلك الممثل مصطفى لعريبي، فضلا عن الممثل الشاب رضا دراجي، الذي صنع التميز و لقى ثناء واسعا من مشاهدين بأداء دور المجرم الذي يستغل البراءة في ترويج المخدرات، وأظهر قدرته على استعمال إيماءات الوجه إبراز ملامح حادة و نظرة مخيفة في لعب الدور، ما مكنه من استمالة مشاهدين و كسب قاعدة جماهيرية، حيث تفاعل حينها مع مشاهده بقوة و نشروا تعليقات تخاطب الشخصية و كأنها فعلا شخصية إجرامية في الواقع، كما نجح رضا في خلق تعاطف المشاهد من جهة أخرى تتعلق بعلاقته بوالدته و مقدار حبه لها، الذي لم يكن باستطاعته التعبير لها و تجاذب أطراف الحديث إليها لعدم قرتها على الحركة و الكلام، فكان يخاطبها و يظهر مدى حبه لها من خلال تعابير وجهه، و هو ما أبدع أكثر في تجسيده، حيث لا تزال تُتداول بالرغم من مرور نحو شهرين على بث آخر حلقة من العمل.
أسماء ب