سليم قحفاز.. صوت أعاد إحياء التراث التبسي

يعتبر الفنان سليم قحفاز، ابن مدينة الكويف بولاية تبسة، قامة موسيقية تحفظ كثيرا من الموروث الغنائي للمنطقة، فقد بدأ العزف في سن 12 على آلة القيثارة، وكان شغوفا بالتراث ومن متذوقي أعمال أحمد حمزة وصليحة
و الشيخ العفريت.
تحدث الفنان في لقاء مع النصر، عن مسيرته التي انطلقت من الأعراس، فقد كان من الأصوات القوية التي رافقت كثيرا من أفراح التبسيين، وهي مناسبات قابل فيها زملاء موسيقيين ساعدوه على تطوير مهاراته في العزف من أمثال الناصر بوذراع وقدور كلاع. أخبرنا بأنه، في سن 16سنة أتقن العزف على آلة الأكورديون والغناء في آن واحد، وكان متأثرا جدا بالفن التراثي التبسي والتونسي و العاصمي كذلك، وقد اختارها كطبوع يؤديها خلال الحفلات التي كان يحييها بقاعة الأفراح بالكويف وسينما المغرب رفقة فرقة الكويف التي جمعته بحساسنة عمر  وكمال زايري والناصر بوذراع وتيجاني مناعي
و حنشوش رمضان وكذا سلام نور الدين ولموشي  وقدور كلاع وآخرين.
أما الانطلاقة الحقيقية، فكانت بين 1979 إلى 1984، وهي فترة شارك خلالها في عدة حفلات وأعراس محلية ونشاطات مدرسية وثانوية، منها حصة بين الثانويات، أين تم بث الأغنية السطايفية “كان عندي لحباب” بصوته عبر التلفزيون سنة 1981. وكان هو
و الناصر بوذراع، رفيق دربه فنيا يملكان نفس المواصفات والمؤهلات كما عبر حيث اشتركا في هواية العزف والغناء وحتى التأليف يقول محدثنا، وكان النقاش الموسيقي المعقد بينهما حافزا للإبداع والتنافس، وفي عام 1982 شارك الفنان في مهرجان وطني بالعاصمة مع فرقة الكويف التي افتكت المرتبة الأولى.
نجح محدثنا كما قال، في التجارب الفردية الأولى في حصة ألحان وشباب بقسنطينة، مع لجنة خاصة بالأستوديو، وطلبت منه العودة للتصفيات لكنه أضاع فرصة العودة لأسباب خاصة وفي سنة 1984 اضطر للتوقف فنيا، بسبب ضغط الدراسة ورفض والده للغناء حيث أراده رجلا مثقفا و ناجحا، لذلك واصل دراسته و تخرج من جامعة عنابة بشهادة مهندس تطبيقي في الهندسة المدنية.
وبعد غياب طويل من 1984  إلى ديسمبر 2019، قرر سليم قحفاز العودة بقوة حيث كرس وقته للإنتاج الفني و التلحين والتأليف وإحياء التراث و التذكير بأغان جميلة نستها الذاكرة، حيث أدى أغنية “صيادة”، كما قدم أعمالا أخرى منها أغنية “حب الزين عياني”، وجلها أغان من تأليفه و تلحينه، و تتحدث عن الحياة و الإنسان و الأم و عن مدينة تبسة على غرار أغنية “ تبسة المنسية“، كما يحصي في رصيده بعض الأغاني الوطنية مثل
“ وطني الغالي” و “ نوفمبر” و “يا شهيد”.                                                                                                                 و ينشر الفنان أعماله أيضا، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وقد نجح في فترة وجيزة محليا وأصبح يملك جمهورا واسعا.
ع.نصيب