توفي أمس الفنان المسرحي بلفاضل سيدي محمد عن عمر يناهز 60 سنة، بعد معاناة طويلة مع المرض، ووري الثرى بمقبرة العين البيضاء بوهران، وسط جمع غفير من أصدقائه ومحبيه وأهله.
دامت المسيرة الفنية للمرحوم بلفاضل 44 سنة، قضاها فوق الركح، أين مارس عدة أدوار كممثل ومخرج، ومشرف على تكوين عدة أجيال في الفن الرابع،
وقدم المرحوم عدة أعمال مسرحية، منها مسرحيتي «الزهايمر» و«فدائي»، اللتين كان بطلهما وأحد المشاركين في إنجازهما، كما ساهم في بعض الأعمال السينمائية وأنجز أفلاما قصيرة، فقد كان الراحل يدعو لمضاعفة الجهود وإنشاء فضاءات متعددة لاحتواء المواهب الفنية في مختلف المجالات وخاصة المسرح، حيث إن العديد من الفرق لا تجد أماكن للتدريبات ولإنجاز أعمالها، كما طالب حينها بتحسين وضعية الفنان والعمل على ترقية المستوى الفني، و تذليل العقبات التي تواجه الأعمال الفنية المنجزة أو المشاريع التي تعذر على أصحابها تجسيدها في الميدان،
وجزء كبير من هذه المطالب وغيرها، أعاد طرحها خلال اللقاءات التي أشرفت عليها وزارة الثقافة مؤخرا لرصد انشغالات واقتراحات الفنانين لتسوية أوضاعهم الاجتماعية والمهنية، فقد كان بلفاضل نقابيا في نشاطاته اليومية، من خلال ترؤسه لنقابة فناني المسرح والسينما.
وكان المرحوم عضوا في الجمعية الثقافية «الأمال»، إلى جانب الفنان محمد ميهوبي، والتي كان مقرها الفضاء الذي يحتضن «المسرح الصغير»، أين كان يشرف الثنائي بلفاضل وميهوبي على تكوين المواهب سواء أطفال أوشباب في فن المسرح، وأيضا أنجزت فيه عدة أعمال مسرحية، كما كان الراحل من مؤسسي فرقة مسرح العمال لوهران في منتصف السبعينيات من القرن الماضي والتي ساهمت في إرساء أسس الممارسة المسرحية في عاصمة الغرب الجزائري، بفضل مجموعة من الشباب المحبين للفن الرابع، ودعم ومرافقة الراحل عبد القادر علولة الذي كان يتردد على الفرقة ويساهم في تكوين وصقل موهبة العديد من أعضائها.
حمل بلفاضل سيدي محمد القضية الفلسطينية في قلبه وعبر فنه، فقد عين في سبتمبر 2021 مديرا فرعيا لمسرح كنعان الوطني الفلسطيني بالجزائر، وهذا بناء على قرار مجلس إدارة مسرح كنعان الوطني الذي ينشط بغزة والذي فتح فروعا له عبر عدة دول عربية بهدف دعم جهود الشباب المسرحي من خلال ربط العلاقة بين المخرج والمدرب.
بن ودان خيرة
