باحثون يدعون إلى اكتشاف آثار قسنطينة المخفية
دعا المتدخلون في الملتقى الدولي «سيرتا- قسنطينة المدينة والمجال» إلى إعادة الاعتبار لأعمال الحفريات من أجل اكتشاف المدن التاريخية و التحف الأثرية، خاصة ما تعلق منها بالمشاريع البحثية الخاصة بالآثار في مدينة قسنطينة إذ أنها مدينة مليئة بالأسرار التي تكتشف بعد ،و ذلك يوم أمس في اختتام هذا الملتقى الدولي المنظم من طرف المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان ويندرج ضمن فعاليات قسنطينة عاصمة الثقافة العربية.
و يعد اكتشاف لومبيزيس اكتشافا مهما ، حسب الدراسات التي قدمت ضمن الملتقى ، حيث حفز على بعث مشروع الحفريات الأثرية بعد أن اكتشفت المدينة جراء حفر من أجل بناء مشروع سكني، وتم العثور فيها على لوحات فسيفسائية ومنحوتات وأدوات منزلية وعلى تقنيات البناء وفتح المجال للطلبة. حسب الأستاذ يوسف عيبش، فإن هذا الاكتشاف لومبيزيس جاء في الوقت الذي يدعو فيه أكاديميون إلى القيام بعمليات استكشافية وحفرية للمدن الأثرية التي لم يعرف مكانها بعد ،حيث أن اكتشاف لومبيزيس فتح آفاقا جديدة للبحث و إعادة النظر حول الحقب التاريخية ، بناءا على هذه الاكتشافات الأثرية الملموسة والمعبرة عن الكثير من الأحداث. الجلسة التاسعة والأخيرة من فعاليات الملتقى الدولي تم فيها التطرق لنماذج عمرانية جزائرية، حيث أن الأستاذ معروف بلحاج قدم مداخلة حول مدينة تلسمان في العصر الوسيط ، و بحث من خلالها عن أصل تسمية هذه المدينة وظروف اختيار موقعها، متطرقا في دراسة طويلة إلى تطورها العمراني وتطور الصناعات الحرفية داخل هذه المدينة العريقة من العهد الإدريسي إلى نهاية العصر الوسيط.
الباحث عبد الحفيظ حيمي تطرق من جهته إلى المصادر التاريخية التي تناولت مدينة تيهرت وحاول إبراز صورتها من خلال هذه المصادر ، مع الاستعانة بما كتبه الأدباء عنها في مداخلة حلت عنوان «معالم مدينة تاهرت الرستمية بين المصادر التاريخية والجغرافية والشواهد الأثرية»، أما الأستاذ نقادي سيد أحمد القادم من جامعة بو بكر بلقايد بتلمسان فقد قدم مداخلة عنوانها « قيسارية تلمسان، نموذج التواؤم بين التهيئة العمرانية والمقاصد الاقتصادية». و أكد الباحث عصمت تواتي ،من المركز الوطني للبحث في ما قبل التاريخ و الأنثروبولوجيا ، في مداخلة تحت عنوان «تثمين المجالات المحيطة بالجزائر و قسنطينة خلال الفترة العثمانية»، بأن تراجع نشاط القرصنة بالبحر الأبيض المتوسط في الفترة العثمانية ،أدى إلى الاهتمام بالزراعة و تنمية المحاصيل بقسنطينة و الجزائر ، خاصة ما تعلق منها بالحبوب وهو ما ساهم في ترقية الإنتاج و رفع الصادرات نحو بلدان الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط.
جدير بالذكر أنه تم إلقاء 34 مداخلة في هذا الملتقى قدمها خبراء في الآثار من خارج البلاد، وبمشاركة أساتذة مختصين في التاريخ والآثار من جامعات الجزائر سجل فيها أزيد من 15 ساعة من العروض الخاصة بالمواقع الأثرية الجزائرية وحضور طلبة علوم الآثار من جامعات الشرق الجزائري.
حمزة.د