تحدثت السيناريست سارة برتيمة، عن خوض مغامرة جزء ثالث من السلسلة الكوميدية «طيموشة» التي ستعرض شهر رمضان القادم، وأرجعت السبب وراء تأجيل الإنتاج لسنة، إلى عمل الفريق الجاد على الموسم.
حاورتها/ إيناس كبير
وأكدت الكاتبة في حوار مع النصر، أن الجزء الجديد سيحمل تطورات ومفاجآت لم تعهدها الأعمال الكوميدية الجزائرية، وتطرقت برتيمة للحديث عن الفريق المشارك خصوصا وأن بعض الممثلين الذين برزت أسماؤهم في الموسمين السابقين مروا مؤخرا بأزمات، كما كشفت عن جديدها.
وكانت السلسلة التي أخرجها يحي مزاحم، وعُرضت على التلفزة الوطنية الجزائرية، قد حققت مشاهدات عالية وتفاعلا جماهيريا كبيرا، خلال الموسمين اللذين عُرضا سنتي 2020 و2021، ويحكي النص قصة شابة تُدعى «فاطمة الزهراء عنباوي» أو «طيموشة»، تعمل في شركة خاصة غير أنها تواجه جملة من الصعوبات على المستوى الشخصي والمهني بسبب مظهرها الخارجي، وكذا محاولتها التأقلم مع زملائها الذين يختلفون عنها في التفكير والمستوى الاجتماعي.
وتعد السلسلة الكولومبية «أنا بيتي القبيحة» العمل الأصلي الذي اقتبست منه عدة نسخ أجنبية وعربية، على غرار النسخة المصرية «هبة رجل غراب».
وعن النجاح الذي حققته النسخة الجزائرية، اعتبرت كاتبتها أنه ليس بالأمر الجديد على بلد مثل الجزائر، يملك مسرحيات مقتبسة من أعمال عالمية حققت نجاحا، مضيفة بأن الانفتاح على الأعمال الأخرى سيسهل الدخول إلى السوق التلفزيونية والسينمائية، العربية أو العالمية من أوسع أبوابها.
اعتبرت كاتبة نص السلسلة الكوميدية الجزائرية «طيموشة»، أن الشروع في إنتاج موسم ثالث يعد تحديا، وبالأخص بعد النجاح الذي تحقق خلال أول موسمين، وقالت إن الإنتاج التلفزيوني يحب المغامرة، نافية تخوفها من تبعات هذا التحدي الذي لطالما رفعته مع المخرج يحي مزاحم، وعلقت «سبق أن تركنا بصمتينا في عالم التلفزيون سواء تعلق الأمر بالدراما أو الكوميديا».
وأردفت السيناريست، بأن الرهان كان مُنصبا دائما على أمرين، نص قوي بوضعياته الكوميدية، وممثلون محترفون، وهو ما حققه الفريق المشارك في الجزأين السابقين من خريجي المسرح ومعهد الفنون الدرامية، وفي سياق متصل أكدت برتيمة أنها، مطمئنة على كل العناصر خصوصا وأن الجمهور شاهد نجوم العمل في أعمال درامية وفكاهية في الموسم المنصرم وقد أبدعوا فيها.
كما تحدثت عن الممثلة مينا لشطر، التي تؤدي دور البطولة، وقالت إنها أثبتت جدارتها وتميزها في عدة أدوار فكاهية غير «طيموشة»، واصفة إياها بعمود السلسلة من ناحية الهيكلة الفكاهية.
وعن اختيار الموسم الرمضاني القادم موعدا لعرض الجزء الجديد، أفادت أن ذلك مرتبط بأسباب إنتاجية اعتبرتها برتيمة أنها، ستساعد على أن يكون مليئا بالمفاجآت والتطورات التي لم تعهدها الأعمال الفكاهية الجزائرية.
برتيمة عرجت للحديث أيضا، عن اختيار اللهجة المحلية لسانا للعمل الكوميدي، حيث ترى ككاتبة سيناريو جزائرية، أنه لا يمكن تقديم موضوع فكاهي موجه لجمهور محلي، معروف عنه تمكسه القوي بثقافته الشعبية، وهويته الاجتماعية، وفهمه لتفاصيل مجتمعه بلهجة أخرى.
وفي هذا الجانب، عقبت قائلة : "لطالما أكدتُ الأمر في عدة لقاءات، المشاهد الجزائري متذوق للسينما والتلفزيون، لذلك هو الوحيد الذي بإمكانه وضع توقعات حول نجاح الموسم الرمضاني الجديد من عدمه".
«الخاوة» شرارة انطلقت منها التنافسية في الانتاجات الدرامية
ووفقا للسيناريست، فإن الاقتباس من أعمال أجنبية لم يشكل أي عائق لدى صناع الدراما أو الكوميدية الجزائرية، مضيفة بأن الجزائر التي قدمت أعمالا سينمائية تنتمي إليها، ومسرحيات ناجحة مقتبسة من مواضيع عالمية، لا يمكن لها أن تعجز عن إنتاج نسخ محلية من أعمال عالمية، وبالنسبة لها كمشاركة في هذا التطور الحاصل في الميدان التلفزيوني والسينمائي، فإن هذه الخطوة تسهل اتساع آفاق السوق الثقافية الوطنية وحجز مكانة لها عربيا وعالميا.
وتضيف برتيمة، التي عُرفت في أعمال حققت صدى واسعا لاسيما مسلسل «الخاوة» الذي عُرض سنة 2017، و«الدامة» الذي عُرض سنة 2023، أن الانفتاح السمعي البصري حقق للإنتاجات الجزائرية إضافات كثيرة، كما خلق منافسة بين صناع الدراما، ترى أنها انطلقت من مسلسل الخاوة، وهو ما أرجعته إلى ما جاء في آراء نقاد وسينمائيين داخل الجزائر وخارجها.
كما أكدت، على أهمية التزام الاستمرارية في الصناعة الدرامية التي تحقق الديمومة، فضلا عن تطورها وبحسب كاتبة السيناريو، فإن هذا الأمر لا يتحقق إلا من خلال إقحام الشباب في الفعل الثقافي سواء مخرجين، أو ممثلين وكذا كتاب سيناريو من أجل تقديم كل ما هو جديد سواء فنيا أو تقنيا. ومن خلال النصر، ضربت سارة برتيمة موعدا لجمهورها، كاشفة عن احتمال مشاركتها في أحد الأدوار التمثيلية ضمن عمل سينمائي، وعلقت أنها ستكون مفاجأة من نوع خاص، كما أضافت، أن السنة القادمة ستكون بوابة لها نحو السينما من خلال الشروع في تصوير أول فيلم سينمائي من كتابتها، وإخراج الممثل والمخرج خالد بن عيسى.
إ.ك