الأربعاء 18 ديسمبر 2024 الموافق لـ 16 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

الباحثة فائزة مهتاري والفنانة اليابانية ناهومي كوياسو تؤكدان: المالوف الجزائري أثرى أرصدة فنية لدول عديدة


نشطت أمس، بكلية الفنون والثقافة بجامعة صالح بوبنيدر، قسنطينة 03، كل من الدكتورة والباحثة في التراث فائزة مهتاري من ولاية تلمسان، والفنانة اليابانية ناهومي كوياسو ، ندوة صحفية تناولت مواضيع فنية مختلفة بينها تاريخ مدارس الموسيقى الأندلسية في الجزائر، و التجربة الفنية لضيفة المهرجان الدولي للمالوف.

وجرى خلال الندوة حديث، عن طبوع ومقامات وقصائد المالوف، فيما تطرقت الفنانة اليابانية إلى علاقتها بهذا الطبع، والتحديات التي واجهتها في سبيل تعلمه وبالأخص جانب اللغة.
حضر الندوة التي تندرج ضمن فعاليات المهرجان الدولي للمالوف، طلبة كلية الفنون والثقافة، الذين تعرفوا من خلال مداخلة الباحثة في التراث فائزة مهتاري، المعنونة بـ»البعد الثقافي والجمالي لمدارس الموسيقى الأندلسية الجزائرية، إلى خصوصية مدارس تلمسان، العاصمة، قسنطينة، و استفادوا من معلومات حول الرحلة التاريخية للموسيقى العربية منذ أن عشق العرب الشعر، ثم بدايتها المحتشمة في العهد الأموي، أين رافق العود الفنان في غنائه الفردي، ثم بلوغها مرحلة متقدمة في العصر العباسي، وكيف شقت الموسيقى طريقها نحو الأندلس التي شجعت طبيعتها الإنسان على البحث عن البصمة الجمالية ثم محاكاتها في الأشعار والأنغام.
وفي شمال إفريقيا استقبلت الجزائر الموسيقى الأندلسية التي قدمت مع الموريسكيين بنصوصها الأدبية وأوزانها الإيقاعية، ومقاماتها الموسيقية، كما ذهبت إليه الأستاذة فائزة مهتاري، وكانت تلمسان عاصمة لها بما يعرف بالفن الغرناطي، ثم طورها الموسيقيون الجزائريون وهذبوها مضيفين إليها ألحانا وأشعارا محلية كثيرة حتى باتت مزيجا بين الاثنين. وفي هذا السياق، أكدت الباحثة في التراث، أن الموريسكيين عندما وصلوا إلى الجزائر وجدوا ألحانا محلية مثل البدوي، وأخرى بربرية امتزجت مع ما حملوه من زاد، لتنطلق موسيقانا إلى عواصم مغاربية أخرى، وأضافت بأن العثمانيين أيضا، كان لهم دور كبير في التأثير على الموسيقى الأندلسية خصوصا في قسنطينة والعاصمة.
وقد نفت الباحثة شكوك بعض الجهات في أصل الموسيقى الجزائرية، موضحة، بأن الموسيقى الجزائرية اقتُبس منها ولم تَقتبس من غيرها، بل كانت ملهمة لدول مجاورة أضافت لمسة محلية لما أخذته من تراثنا.
وظهرت في الجزائر، وفقا للأستاذة، عدة مدارس موسيقية أصبحت مراكز مهمة لنقل وتطوير التراث الجزائري، مضيفة بأن المدرسة الغرناطية في تلمسان ومدرسة المالوف في قسنطينة، والصنعة في العاصمة قصت بقصائدها وأنغامها حكاية وطن كله تاريخ حب وألحان.
وعن الاختلافات بين هذه المدارس أوضحت، بأن الموسيقى الجزائرية كل متكامل وهي عبارة عن فسيفساء ثقافية تعطي مثالا عن الثراء الحضاري لأرضنا، فالقصائد نفسها تُغنى في عديد الولايات لكنها تختلف في الألحان، وذكرت مهتاري، أن قصائد العيساوة تغنى مثلا في تلمسان لكن بطريقة أخرى.
قسنطينة قطب موسيقي راق

وعن المالوف، أوضحت الباحثة، أن أصوله وفقا للمصادر التاريخية تعود إلى مدرسة إشبيلية عاصمة منطقة «أندلوسيا» بإسبانيا، وقد وصل إلى مدينة الجسور المعلقة عن طريق المهاجرين الأندلسيين إبان حكم الدولة العثمانية في الجزائر، ليحاكي ويحكي تاريخ قسنطينة.
وأفادت مهتاري، أنها خلال زيارتها إلى تركيا وبالتحديد «قونيا» وقفت على استخدام الأجزال والأشعار ذاتها الموجودة في قسنطينة، ليخبروها هناك أنهم أخذوها من مدرسة المالوف.
وقد عبرت القصائد، بحسبها، عن الحياة اليومية للقسنطينيين، كما سردت جزءا من تاريخهم، مثلما هو الحال مع قصيدة «قالو لعرب قالو» التي بقيت واقفة تؤرخ الواقع الإنساني في قسنطينة.
اليابان تطرب بأنغام عربية وجزائرية
من جهتها، اختارت الفنانة اليابانية «ناهومي كوياسو» المشاركة في الطبعة 12 للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف بقسنطينة، الحديث عن تجربتها في أداء الموسيقى الأندلسية والمالوف باللغة العربية، التي تعلمتها حبا في أنغام هذا الطابع الكلاسيكي كما عبرت، وقد شاركت في عدة مهرجانات وحفلات عربية واحدة منها مع فرقة «بشرف» اليابانية».
وقالت إنها، حولت عدة أغان جزائرية وعربية إلى اليابانية، مثل «لاموني لي غارو مني»، «غنيلي شوي شوي»، «قديش كان في ناس»، كما عرضت أغنية بنسخة يابانية أُديت بذات ألحان الأغنية الجزائرية «شهلة لعياني» لمحمد زربوط، وأوضحت الفنانة إنها أخذت عن أغنية لاتينية.

أما عن أول ظهور لها في الدول العربية، فكان من خلال برنامج «آراب آيدول»، حيث قالت الفنانة إنها تعرفت على الأغاني العربية لأول مرة عندما كانت طالبة في الجامعة من خلال أستاذتها التي كانت دكتورة في الموسيقى العربية وعازفة عود، وقد تأثرت بجمال الأصوات العربية خصوصا صونيا مبارك، كما أحبت أيضا الموسيقى اليابانية التقليدية، التي أفادت بأنها تشبه في بنيتها آلات الشرق الأوسط.
ثم درست المالوف في تونس، وتعلمت الموسيقى الأندلسية، اللبنانية والمصرية أيضا. ناهومي كوياسو عرضت أيضا، تجربتها من خلال فيديو عزفت فيه على آلة «كيو ناي فو» وهي أداة صنعتها بنفسها من الزجاج وبداخلها ماء، وتصدر عند العزف عليها أصواتا مثل الناي.
وتطرقت ضيفة الجزائر، للتحديات التي تواجهها أثناء تأديتها لأغان باللغة العربية، مثل صعوبة إيجاد موسيقيين عرب في اليابان يساعدونها في العزف، وكذا صعوبة نطق بعض الكلمات والحروف العربية، رغم ذلك أكدت أنها ستستمر في إصدار نسخ يابانية من أغان عربية وستحاول تقريب معانيها إلى بلدها اليابان، كما تتطلع لمعرفة المزيد عن الثقافة الجزائرية والقسنطينية.
إيناس كبير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com