اختتمت ، مساء أمس، بقاعة العروض الكبرى أحمد باي «الزينيت» بقسنطينة ، فعاليات الطبعة 15 للمهرجان الوطني للمسرح الجامعي، الذي انطلقت فعالياته يوم 19 أفريل الجاري، وذلك بحضور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، إلى جانب عدد من الشخصيات الأكاديمية والفنية. وقد تخللت حفل الاختتام عدة فقرات متنوعة، أبرزها عرض بورتريه وثائقي تناول المسيرة الحافلة للراحل البروفيسور والناقد المسرحي أحمد حمومي، الذي تم اختياره كشخصية مكرمة لهذه الدورة تقديرا لإسهاماته الكبيرة في إثراء المسرح الجامعي والوطني.
وأكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري خلال فعالية الاختتام، أن الطلبة الشباب هم من سنبني بهم الجزائر الجديدة، لأنهم يحملون الأفكار الجديدة والمبتكرة، ويحولونها إلى مؤسسات ناشئة ومصغرة، مضيفا في ذات السياق، أن المسرح وسيلة لبناء الجزائر الجديدة.وأضاف المتحدث أن النمو الاقتصادي تقوده طاقات الطلبة، فالمحور الرابع من هذا النمو يهدف بحسبه إلى تربية النشء الصالح والنظيف الذي يبني الجزائر. وشدّد الوزير على ضرورة تسجيل أولى مؤشرات الجزائر الناشئة بحلول سنة 2027، داعيا في ذات السياق إلى ترك الجزائر لانتصارات أخرى.من جهة أخرى عبر محافظ المهرجان، عز الدين رقيبة، عن امتنانه العميق لنجوم الفن والمسرح والسينما الذين شرفوا بحضورهم هذه الدورة، التي تميزت بحسبه بحملها اسم أحد أعلام المسرح الوطني وأحد الفاعلين الحقيقيين في المسرح الجامعي، الفقيد البروفيسور أحمد حمومي.
متابعا بالقول «نجتمع اليوم بمدينة الجسور المعلقة، قسنطينة، لنحتفل بالوصول إلى الطبعة الخامسة عشرة من المهرجان الوطني للمسرح الجامعي، الذي حمل هذه السنة شعار «على الخشبة نلتقي رمزا لوحدة الفن والثقافة».
وأضاف رقيبة، أن هذه التظاهرة الوطنية جمعت أبناء الجزائر بكل تنوعهم الثقافي على خشبة المسرح، في مشهد يعكس ثراء الهوية الوطنية وتنوعها الجميل.
وأشار محافظ المهرجان إلى أن هذه الطبعة اكتسبت نكهة خاصة بمشاركة طلبة من دول شقيقة، على غرار ليبيا وتونس، حيث التقوا على مدار أسبوع كامل، تبادلوا خلاله الأفكار والخبرات الفنية التي جمعتهم حول شغفهم المشترك بالمسرح.
كما توجه بالشكر الخالص للطلبة المشاركين على تلبيتهم دعوة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ومساهمتهم الفعالة في إنجاح الطبعة الخامسة عشرة من المهرجان الوطني للمسرح الجامعي. يذكر أن حفل الافتتاح شهد تقديم ملحمة مسرحية مميزة أداها الطلبة المشاركون في المسابقة الوطنية، حيث أبدعوا في أدائهم الجماعي فوق خشبة المسرح، مما أثار تفاعلا واسعا من قبل الجمهور الذي عبر عن إعجابه بتصفيقات حارة وهتافات مشجعة أضفت أجواء حماسية على القاعة. كما تم خلال الحفل تكريم مجموعة من أبرز الأسماء الفنية التي تركت بصمات راسخة في المشهد المسرحي، من بينهم الفنان حكيم دكار، والفنان حسان بن زراري، عرفانا بإسهاماتهما النوعية في خدمة وتطوير أبو الفنون. كما تم تكريم عائلة الفقيد البروفيسور أحمد حمومي، من ولاية وهران، اعترافا بما قدمه من جهود بارزة في مجالي البحث الأكاديمي والنقد المسرحي، حيث يعد واحدا من أبرز أعمدة المسرح الجامعي والوطني في الجزائر. مع عرض فيلم قصير وثائقي يسلط الضوء على محطات بارزة من مسيرة الفقيد أحمد حمومي، في لمسة وفاء لرجل أفنى حياته في خدمة المسرح وتكوين أجيال من الطلبة والمسرحيين.
وفي ختام الفعالية، تم تكريم الطلبة المتنافسين في هذه الطبعة، الذين أبدعوا في تقديم عروضهم وتنافسوا على ثماني جوائز مختلفة حيث توج بجائزة أحسن توظيف موسيقي عرض بلد العميان، لما تميز به من استخدام مبدع ومؤثر للموسيقى في إثراء العمل المسرحي، أما جائزة أحسن سينوغرافيا، فكانت من نصيب مسرحية العشاء الأخير، تقديرا لتوظيف العناصر البصرية لدعم السرد الدرامي.
وفي فئة الأداء الفردي، نالت الفنانة الشابة أسماء قرور جائزة أحسن أداء نسائي عن دورها في مسرحية شمس الغربال، بينما فاز الفنان هشام عبدي بجائزة أحسن أداء رجالي.
لينة-د
