نعيـش طفــرة في الشعــر و لسنــا في عصــر الروايــة
صدر مؤخرا ديوان شعري جديد للشاعر ناصر الدين باكرية، عن منشورات المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية بعنوان «معابر.. أو كأن المجاز المجاز» و يحتوي على العشرات من الومضات الشعرية و القصائد النثرية، و هو الديوان الفائز منذ سنوات بجائزة رئيس الجمهورية للإبداعات الشباب علي معاشي.
الشاعر الذي ينحدر من مدينة الجلفة، اعتبر بأن الشعر لم يعد يطيق التخندق، أو التقوقع في أي شكل من الأشكال، حيث أصبحنا نعيش عصر النكتة الشعرية، و الكتابة الافتراضية الشعرية، أو الحكاية الشعرية وحتى النظرات الشعرية، فالشعر موجود في كل تفاصيل الحياة و خرج منذ سنوات عديدة من دواوين الشعر وأضحى يعاش في التفاصيل اليومية.
«الشعر لم يمت»، عبر محدثنا بثقة كبيرة، مضيفا بأننا في زمن الشعر الحقيقي، و لسنا في زمن الرواية، فرغم الترويج الإعلامي لأطروحة أن الرواية غلبت، لكن الشعر في انتشار كبير ومن يعتقد بأنه تراجع، فهو يحتسب ذلك التراجع، حسب المعايير القديمة، المسألة تحتاج إلى توقف عميق ولا تسمح بالإجابات الجاهزة التسطيحية.
الشاعر اعتبر بأن الشاعر يستفيد حاليا من الطفرة التكنولوجية التي يعيشها المجتمع الجزائري، حيث سمحت مواقع التواصل الاجتماعي بإنقاص سلطة ومركزية رئيس التحرير، وأضحت المعايير هي الذائقة الجماهيرية و اهتمام القراء بما يكتب، كما أن هذه المواقع ساهمت بشكل كبير في تراجع مركزية القرار وتفضيل شاعر العاصمة، عن شعراء المدن الداخلية، من ناحية الظهور، لكن الحضور في الفعاليات لا يزال مكرسا لشعراء العاصمة.
عن سبب توجهه لكتابة الومضة الشعرية، عبر الشاعر عن تفاؤله بنجاح هذا النوع الشعري، و اعتبره ضرورة العصر المتسارع، إذ جرب كتابة الشعر في دواوينه السابقة على غرار ديوانه «انتماءات لعينيها فقط» و ديوان « مسميات الأشياء»، واكتشف بأن قارئ الشعر تغيرت ميولاته وتوجهاته، لذلك فإن الومضة التي تعتمد على عمق الفكرة والفلسفة تراعي ذكاء القارئ وسرعته وهي مستقبل الشعر، لما تملك من خاصية التكثيف و الاختزال الأدبي.
الشاعر الذي يقيم حاليا في العاصمة، بين بأن لديه نظرة مغايرة للشعر، حيث يعتبره شهوة الاكتشاف و لحظة وعي بالعالم، وهو ما سيبرزه في كتابه الذي سيصدر في الأشهر القادمة عن الوكالة الوطنية للنشر والإشهار الذي يتطرق فيه إلى الحداثة في الشعر الجزائري.
حمزة.د