خصصت مجلة "الهلال" المصرية عددها الجديد لشهر مارس 2016، للشعر الجزائري، في ملف يعتبر إطلالة على المشهد الشعري في الجزائر، كاشفة عن خصوبة و ثراء التجارب المتنوعة و المتفاوتة فنيا، عبر تقديم 35 شاعرا ينتمون إلى أجيال و تيارات
و حساسيات شعرية مختلفة. الملف الذي حمل عنوان "نصوص من أرض المليون شهيد"، حاول تقديم تجارب تمثل بعض تفاصيل المشهد الكلي لحاضر الشعر في الجزائر و لدى شعرائها خارج الحدود، فضم الملف شعراء من داخل الجزائر
و شعراء يعيشون خارج البلد.
وجاء في افتتاحية المجلة: "إن شهداء الجزائر رحلوا و تناسلوا بنين و حفدة موهوبين. كانت الجزائر مشهورة بروائييها الرواد: مالك حداد و محمد ديب و كاتب ياسين و غيرهم. و بهذا الملف الذي تهديه مجلة "الهلال" إلى القارئ العربي، يمكن القول بأن الجزائر صارت وطنا للشعر، مسرحا لمدارس شعرية تتجاور و تتنافس، و إن كانت جغرافيا الشعر في الجزائر أكثر اتساعا من ملف في "الهلال" بل من عدد كامل".
كما جاء أيضا في نص الافتتاحية الذي أثنى على التجارب الشعرية التي تناولها الملف: "نثق أن المختارات تمثيل رمزي لخريطة الشعر في الجزائر، و في الأعداد القادمة متسع لما فاتنا".
الملف رافقته دراسة بعنوان "الشعر الجزائري، ألغام السّياق و أسئلة النّسق"، أنجزها الكاتب والشاعر ميلود خيزار،
و فيها رصد لأهم التجارب و التحولات الشعرية في الجزائر، من البدايات
و وصولا إلى التجارب الجديدة. و هي دراسة مستفيضة حاول من خلالها صاحب " شرق الجسد"، أن يُغطي مدارس و أجيالا شعرية متباينة في شعريتها وفي أشكالها الكتابية بدءًا من محمد العيد آل خليفة، مرورا بشاعر الثورة مفدي زكريا، وصولا إلى الجيل الجديد بتنوع حساسياته الحداثية المفتوحة على الأشكال الجديدة في الكتابة الشعرية.
ويعد تخصيص مجلة "الهلال" عددها الأخير للشعر الجزائري، تكريما لفن الشعر وللشعراء في الجزائر.
نوّارة/ ل