وجه المخرج وكاتب السيناريو عبد النور زحزاح أصابع الاتهام إلى البلديات الجزائرية وحملها مسؤولية تدهور قاعات السينما، وجعلها عبارة عن بنايات للأشباح، من خلال الإستراتجية غير الموفقة التي انتهجتها هذه الجهات والتي أثرت على ميدان السينما في الجزائر وجعلته يعيش حالة مرضية، و ما زاد الطين بلة، إسناد تسيير قاعات السينما لأناس مرضى نفسيا و يعانون من أزمات اجتماعية، حسبه.
المخرج عبد النور زحزاح تحدث خلال الملتقى الدولي للسينما الذي اختتمت فعالياته أمس بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة بقسنطينة، عن الإيديولوجيات التي يرى أنها قضت على السينما الجزائرية، حيث تم إغلاق الكثير من القاعات لأن رؤساء البلديات اعتبروها "أمكنة غير أخلاقية" يلتقي فيها المحبون و العشاق، وهو ما فسر بأنه أمر لا يسمح به المجتمع، فقاموا بإغلاق قاعات السينما.
وقد نفى زحزاح وجود سينما جزائرية بمعنى الكلمة، و ربط تواجدها بمدى تأثر الجمهور بها، و أضاف في مداخلته، بأن الجمهور الذي لا يشتري تذاكر للسينما، هو جمهور غير معني بصناعة السينما، وهذا هو الحال الذي نعيشه في الجزائر، فعلينا أن نروج لعملية الشراء، رغم أن الإستراتجية التي انتهجت في السنوات الماضية عودته على الدخول المجاني .
أما كاتب السيناريو سعيد بو المرقة، فقد اعتبر بأن كتاب السيناريو في الجزائر يكتبون قصصا و أحداثا لا يمكن إطلاق عليها اسم "السيناريو"، لأنه خاضع لشروط وأطر، يجب التقيد بها أثناء الكتابة السينمائية و هو ما لا نلمسه في النصوص المقدمة إلى لجان القراءة لاختيارها من أجل إنتاج الأفلام في الجزائر.
السعيد بولمرقة الذي كتب نص فيلم "البوغي"، حث على ضرورة فتح ورشات تكوينية في كتابة السيناريو و تعريف الشباب والمهتمين بعالم الكتابة السينمائية بخفايا وأسرار الميدان.
مخرجة فيلم "رشيدة" أمينة شويخ، أكدت أثناء تدخلها في المناقشة، بأن كتاب السيناريو يفتقدون للمهارات اللازمة من أجل الكتابة وهو ما يضطر المخرج أحيانا للكتابة لنفسه وهي ظاهرة منتشرة في الجزائر.
بينما قال الممثل عبد النور شلوش في كلمته: "إننا نعاني في الجزائر من ضعف السيناريو و ضحالة المستوى الثقافي للممثلين، حيث أنهم لا يعرفون التاريخ والأدب والشعر، كما أن اختلاف لهجات كتابة السيناريو، ساهمت بشكل كبير في إرباك المشاهد وصناع السينما، فعلينا توحيد لهجة كتابة السيناريو عبر الاتفاق المسبق بين الكتاب والمهتمين بعالم السينما في الجزائر.
في حين بين المخرج السينمائي العربي لكحل في مداخلته أثناء المناقشة، بأن تطوير السينما في الجزائر، بحاجة إلى قرار سياسي من خلال تواجد المسؤولين والوزراء في الفعاليات الثقافية و تكريس عملية شراء التذاكر من خلال تحفيز الجماهير على ذلك.
حمزة.د
