من واجب الفنانين المحترفين المساهمة في إيقاظ الحس الفني للناشئة
يرى الفنان التشكيلي و الرسام الكاريكاتوري إلياس صدوقي، بأن أفضل طريقة لغرس الثقافة الفنية في أوساط الناشئة، هو الاهتمام بإيقاظ القدرات الإبداعية في الصغار و المراهقين بشكل خاص، و جعلهم يثقون في الأصوات الخلاقة الصادرة من أعماقهم، و هو ما يحاول تحقيقه من خلال اختياره تكريس وقته لتعليم الرسم للهواة، لشعوره بمسؤولية استعادة الحس الفني لدى الأجيال الصاعدة.
الفنان المتعدد المواهب الذي يعرفه الكثيرون من خلال برنامج الرسوم المتحركة، «مغامرات بيتو» التي تعنى بتقديم دروس في الأخلاق من خلال قصص بسيطة و طريفة لها مغزى، و التي يشرف على إعدادها و إنتاجها أستوديو 21 بالمدرسة بتيزي وزو، قال بأنه لم يعد يهتم بغزارة إنتاجه الفني، من رسم للوحات زيتية و المشاركة في المعارض الفردية و الجماعية، بقدر اهتمامه بكشف و إبراز المواهب و تلقينها المبادئ الأساسية في الرسم، و تجريب مختلف المدارس قبل الانتقال إلى المدارس الأكثر تعقيدا، لما لاحظه من فوضى و جرأة البعض في خوض التيار التجريدي في بداياتهم، دون المرور على المراحل الأساسية.
و إن كانت مهمته كمعلم للرسم، شغلت جل وقته، فإن حاجته لحمل لوحة الألوان و الريشة في ورشته الخاصة، تبقى أقوى و أشد، حيث يستسلم لخياله بمجرّد ملامسة ريشته لأول لون يختاره لبدء حكاية يكتب تفاصيلها على مساحة اللوحة، غالبا ما يستوحي فكرتها من محيطه القريب و عالم الأطفال و الشباب الذين يقضي معهم وقتا أكبر.
عن تجربته، قال الفنان الذي جسد الكثير من الجداريات الفنية التي تزّين الكثير من الشوارع و المؤسسات، أنه يميل أكثر إلى فن الكاريكاتور و قد عمل بعدة صحف، كما شارك في برنامج يجمع بين الطرافة و الإبداع، من خلال اقتراح مواضيع مهمة يتم تجسيدها في شكل رسم يتفنن هو في وضع تصميمه، قبل أن تتحرّك شخصية «بيتو» لإضفاء لمسة إبداعية و تكمل ما بدأه صدوقي بخطوطه و أشكاله المجسدة باستعمال قلم لبد أسود، يوزعها على مساحته البيضاء بطريقة سريعة تبدو للمتابع بأنها سهلة.
و قد شارك الفنان في عديد المعارض الفردية و الجماعية بإبداعات كثيرة، تصب أغلبها في التيار التعبيري الذي استقطب اهتمامه منذ اقتحامه عالم الرسم، حيث يهوى صدوقي نقل سحر الطبيعة و الحياة في المناطق الجبلية، حيث تطغى صور الطبيعة على أعماله التي يحرص على إبراز تقنيات الرسم من خلالها، لتعوّده على التعامل مع التلاميذ و هواة الرسم، و حتى يجعل من أعماله مادة و وسائل تعليمية يستفيد منها الآخر، مثلما قال، و هو يشير إلى مزهرية شفافة اللون، قال أنه اختار ذلك اللون بالذات لرغبته في تلقين تلاميذه أسرار تلك التقنية، كما تحدث عن أهمية تنمية المهارات الفنية و العلاقة الوطيدة بين الإحساس بالجمال و التعبير عنه، بغرض تهذيب النفس و صقل الموهبة لتغذية منابع الإحساس الراقي على حد تعبيره.
مريم/ب