تعرض طيلة أيام العطلة الربيعية عروضا مسرحية تندرج ضمن عرائس القراقوز، المعروفة في الثقافة الشعبية الجزائرية، جذبت الأطفال إليها وجعلتهم يعيشون لحظات ممتعة بالمسرح الجهوي بقسنطينة، و بالموازاة مع ذلك فتحت ورشات تكوينية من أجل تدريب الممثلين الجزائريين المحترفين على مسرح العرائس.
تعاونية عرائس دامو الثقافية و الفنية المتخصصة في عروض عرائس القراقوز، قدمت عرضا مسرحيا تربويا أمس بالمسرح الجهوي للأطفال الذين توافدوا بكثرة من أجل مشاهدته، فامتلأت بهم جميع الطوابق.
عنوان العرض «الأسد و الحطابة»، نص مراد سنوسي،و أخرجه دامو بن عامة. و يقوم على فكرة الذكاء لدى الأطفال، من خلال متابعة الصراع بين الحيوانات المتواجدة في الغابة و التي جسدت شخصياتها دمى صممت بشكل جميل و جذاب، فتحاول أن تقنع، من خلال ذكاء طفل، الأسد على التخلي عن قوته المفرطة و التعامل مع باقي الحيوانات بليونة و رحمة و لم يستجب الأسد لذلك. عندئذ تتدخل عبقرية الإنسان من أجل تسيير أمور الغابة و حماية الحيوانات الأخرى.
الرسالة التي مررتها المسرحية هي ضرورة أن يتحلى الطفل بقوة العقل من خلال التعلم والقراءة من أجل التغلب على الظلم والقهر و ترقية مستوى حياة الضعفاء و المساكين و نصرتهم، لأن القوة لا تكفي وحدها و لابد من التعلم الواعي.هذا ما طرحته الدمى من خلال الحوارات الدائرة بينها، حيث استجاب الأطفال لضرورة التعلم من خلال الصراخ و الهتاف بنعم، عندما سألتهم الدمية التي لها شكل الحصان «هل يحبون التعلم؟».
الدورة التكوينية المخصصة للممثلين بالمسرح الجهوي بقسنطينة يشرف عليها الأستاذ المكون الفرنسي ذو الأصول الجزائرية بن قداش بوعلام، و قد انطلقت يوم السبت 19 مارس و تتواصل إلى غاية 23 مارس، حيث يتعلم الممثلون الجزائريون القادمون من مختلف الولايات، على غرار باتنة،عنابة، قالمة و الجزائر العاصمة التقنيات اللازمة من أجل التحكم في الدمى، بغية تقديم عروض عرائس القراقوز بطريقة احترافية إلى جانب الطرق الناجعة لتقديم عروض مختلفة تتميز بالتنافسية في المسارح الجزائرية.
حمزة.د