صدر مؤخرا عن دار نوفل في بيروت مع دار هاشيت أنطوان، كِتاب جديد بعنوان «كان هذا سهوا»، للشاعر اللبناني الراحل أنسي الحاج، و جاء في 250 صفحة من الحجم المتوسط، و يضم عشرات النصوص و القصائد التي لم تُنشر من قبل،
و هذه أول مرة ترى النور في كتاب.
كان الشاعر يعتزم نشرها قبل وفاته، إلا أن المرض أنهكه قبل سنوات من رحيله و منعه من ذلك، إذ لم يمهل الموت صاحب «الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع»، ترتيب و إصدار قصائده في حياته، فقامت ابنته الشاعرة ندى الحاج، بجمعها و إصدارها، كما أطلقت الكتاب الذي أصدرته عائلة و مؤسسة أنسي الحاج، في حفل كبير أقيم مؤخرا في العاصمة اللبنانية بيروت، احتفاءً بقصائد الحاج الجديدة، التي لم يسبق أن نُشرت في أية مطبوعة من جرائد أو مجلات، باستثناء قصيدة وحيدة سبق للشاعر نشرها للمرة الأولى في الملحق الثقافي لجريدة النهار اللبنانية في التسعينيات، مع بعض التعديلات التي أضافها إليها لاحقا، و هي قصيدة «غيوم».
يذكر أن عنوان الديوان الجديد، مأخوذ من جملة كتبها و دونها الراحل في أحد نصوصه، حيث قال: «كان هذا سهوا، لم أكتب هذه الرسائل و لا تلك المقالات و لم أكن إلا قليلا في الأيام حيث كنت».
سبق لنجلة الراحل، الشاعرة ندى الحاج، أن صرّحت أنها طلبت مرارا من والدها أثناء مرضه، جمع هذه النصوص غير المنشورة و إصدارها في كتاب، لكنه كان يقول لها دائما: «افعلي أنت بعد أن أرحل عن هذه الدنيا». و هذا ما جعلها تحرص بعد وفاته طوال أكثر من عام على جمع النصوص التي كان الشاعر قد كتبها بخط يده و هو يصارع المرض وحولتها إلى كتاب «كان هذا سهوا».
و ذكرت ندى الحاج في مقدمتها للكتاب، حيثيات إنجاز هذا العمل، ومما جاء فيها، وهي تخاطب والدها الراحل: «كم تهربتَ من إنجاز هذا الكتاب بحجة الوقت و الظروف حتى غلبتك حالتك الصحية و ألزمتك المنزل لأسابيع و أشهر، كررت خلالها عرضي لمساعدتك على تنفيذ الكتاب، لعله يحفزك على التحسن و التماثل للشفاء لأن الكتابة كانت علاجك الإيجابي الفعال ضد المرض، لكن بعض كلمات أسكتتني يوم قلت لي تركت لك مسودة كتاباتي هذه لتعملي عليها بعد رحيلي».
و من أجواء الكتاب، نقرأ من قصيدته «قبل أن تموت»:
«قاتلَ الوقت حتّى قتله/ لكن الوقت قبل أنْ يموت/ ترك له الحُبّ/... من الآن فصاعداً لا تضحكوا/ إذا أخطأ فظنّ أنّ حبيبَته هي حبيبَته!».
كما نقرأ من قصيدته «أركضي»:
«واقف على الشرفة أرى كواكب عمياء و أشجاراً ترمى غضبها/ لا غيمة تمرّ كعروس/ مَن أنتِ حتّى تخنقي القناديل أو تُشعليها؟/ أنا غيمة لا تمرّ فوق شرفتك/ أخَذَتني الرياح إلى بلاد/كُلّ بلاد بلادي/ شُرفتي في الرياح/ أُركضي يا غيمة/ وأين تكون؟/أكون فيك، من وريد السماء إلى وريد الأرض».
نوّارة/ ل