عَبْسٌ عَلى شَفَـــا قَافِيَــــــــةِ تَنِزُّ
شعر: حسن دواس
أُدَاري شُجُــــــونَ الوَجـــدِ والوَجْـــــدُ دَائِيـَـا أُخْفِـــــــــي القَوَافــِي والقَوَافِــي غَرَامِـيـــــــَـا
وَتَرْسُمُنـــِــي الأشْجـَــــــــــــانُ ظِـــلَّ فَـــرَاشَـــــةٍ وَأَخْبـــُـو إذَا مَا الشِّعـْـــــــــرُ أَلْقَى المَرَاسِيـــــــَا
وأَذْكُـــــــــــرُ عَبْســـــًا فِي الصَّـــــــلاَةِ مُؤَرَّقــــــاً فَتَهْفُو لِأَسْبَــابِ الخُشُـــــــــــــــــوعِ صَلَاتِيـــــــَـا
أفـَـــارسَ عَــــــبْسٍ كَيْــف تَهْــدأ حُـــــــــرْقَتــِـي وَها حَـــــــالُ عَبْـسٍ تَسْتَفـِـــــــــــــــــزُّ جِرَاحيـــــــــا
وتَهْـــــدِرُ دَمْـــــــعَ العَيــــْـنِ فِي كُلِّ لَيْلَــــــــــــةٍ وَفِي كُلِّ فَجـْـــــــــــرٍ تَسْتَبِيــــــــــــــــــحُ دِمَــائيــــــــَــا
فَأنْتَ الــذِّي أَعْلى الجَنَــــــــــاحَ حُسـَــــــامُهُ وألْهَــــــمَ أسْــــــرَاب الحَمــَــــــــــامِ الأَغَـــانِيـــــــــَــا
تُعيد صَميمَ المَجدِ نَجْــــــــــوَاكَ فَـــارِســـــًـا وَذِكْــــرُكَ شحْــــــــــــــرُورًا يُوَشِّــــي النَّواصِيــــــــَـا
وَصَرْخَتُــــــكَ الوَلْــــــهَى تَمَـــاهَتْ نَيَــــــــازِكًا وَشُعْلَتــُــــــك الحَمْــــــرَاء ضَـــــاءَتْ لَآليــــــــــــَــا
هِيِ الشُّعْــــــــــلَةُ الغَــــــرَّاءُ تُوقِدَ وَهْجَهـــــَـــــا تَفُــتُّ الشَّـــــدَا كَيْمـــَا تُنِيـــــــــرَ الدَّوَاجـــيــــــــَـا
إِذَا عـَــانَقَتْهَــــــــــا الــرُّوحُ خِلْتَ وَمِيضَهَـــا عَــنَــــــــــاقِيدَ جَمْــــــــــــرٍ تَسْتَــحِـثُّ الدَّرَارِيــــــــَــا
فَدَيْتُكَ أَنَّى يَرْتَــــوِي الصَّبُّ فِي اللَّظَى وَكَيْفَ لِحَــرْف الجَوْنِ يَجْـــلُو المَعَانِيــــَــــا؟
وَكَيْـفَ لِقَلْبِـي يَرْسُـــــــــــم الشَّــــــــوْكَ وَرْدَةً وَخَلْـــــــفِي الفيـــــــافي تَرْتَمِـــــــي وَأَمَــــامِيـــــــــــــَا
وَأَنَّـــى لـِـــــــــــرُوحٍ أثــْخَــنَتْــهَــــــــا كُلــُـــــومُهَــــــا تُبَـــدِّدُ بِالحَـــــــــرْفِ الدَّكِيـــــــــنِ اللَّيـَـــالِيــــــــــــــَــا
وَأَنــــى لشعـــــــــري بالمَــدِيــــــــحِ أَخُصُّــــــــهُ وَكُــــلُّ الرُّبـَـــــى فِينـــَـــــــــــــــا تُهُـــزُّ المَرَاثِــيــــــــــَــا
قُرَيْضَــــــــةُ دَكَّــتْ بَعْـــــدَ مَــــــوْتِكَ بَـــــــابِلاً فَكَانَتْ لَنــــَا جُـــــرْحًا عَلَى الجُرْحِ دَامِيـــــَــا
طَوَتْ صَفْحَةَ الأمْجَادِ ثُـمَّ تَبَـسَّــــــمَـتْ وَنَحْــــنُ عَلَى نَخْبِ الخَـلِيـــلِ بَــــوَاكِـيـــــــــــــــَـا
وإِنْ كَـــــانَ مَـــــاءُ النيــلِ عَذْبـًا وسائغــــًا فإنَّ بــِــلاَلا لـَــمْ يـــــزَلْ بَعْـــــــــــدُ ظَـــامِيـــــــــــــــــَـا
وَإنَّـــــــــــا غُثـــــُـــــــــــــاءٌ والغُثـَــــــــــــــــــــاءُ يَلُفُّنـَــــا شَرِبْنــَـــــــــا بِهِ السَّبـــْـعَ العِجَـــــــــافَ ثَمــَــانيــــَـــا
وَفِي مَنْطـِـــــــــقِ الأَعْــــدَادِ يُحْسَـــبُ أَوَّلاً وبعْد غُثــــَـــــــــاءِ السَّيـــْـــــلِ نُحْسَبُ ثــانيـــــــــَــا
وَضَاقَتْ بِنــــَا الأرْضُ البـَــراَحُ وَسَهْلُهَـــا فَرُحــْنـَـــــــا كَرغـــــو اليــَــمِّ نَطْـــــــفُو رَوَاغِــيــــــــــَـا
وَأَصْبـَــــــــحَ لَفْــظُ القَهْرِ قُحًّــــــــــا مُعَرَّبـــــــــًـا وَأَضْحَى شَتـَـــــــاتُ البَــائِسِيــــــــــنَ شَــآمِيـــــــــَـا
نُفَتِّــــشُ هـَـــــدْراً عَنْ سَمـــَــــــــاءٍ تَضُّمُنـــــَـــا وكُــلُّ الرَّجــَـــــا: أَنَّــــى نُلاَقِــي النَّجـَاشِيــــــــَـــا؟
فَتَانَـــا لِسَــــــانُ الحـَـــــــــــالِ مِنْــهُ يَقُولُهَــــــــا: صَئِبْتُ مُضَاضـــــًــا ويْحَ نَفسِــــي وحَاليـــــَـــا!
وَيَـــا أَيُّهَــا البَحْــــــرُ السَّحِيــــــــقُ لَأنَّكَ الــْ مَـــــلاَذُ فخُــــــــــذْ رُوحِـــــــي وَهَــــاتِ شَبَابِيــــــَـا
وإنَّ لَبَـــــطـْـنَ الحـُوتِ أَدنَى قَســَــــــــــــــــاوةً عَلىَ القَلْبِ مِنْ قَوْمــِــي وأَهْلـِـي وآلِيـــــــــــَـــا
زَمـَـــــــانٌ يُرِينَا المَــــوْتَ فِي كُلِّ لَحْظَـــــــــــةٍ نُكَـــــــــــابدُ حــزْنا منْــــــهُ كالـــــمَوْتِ قَاسِيــــــــــَـا
وقد كَفَــــنَ الضَّيْمُ الرجـــَــــــــــــاءَ و كُنْهـَــــهُ وَقَدْ دَفَـــنَ الخَــــوْفُ الأمَــــــــاني البَواقِيــــــــــا
وَأُقْســــــــمُ لَــــوْ آبَتْ خُطَــــــــــــــــاكَ لَقيتَنــــَــا ظـِــــــــلَالَ رِجَــــــالٍ تَسْتَغِيــــــــثُ العَذَارِيـــــــــــــَــا
وَإنِّي أُمَـــــــــــــارِي فِي سُـــــــؤَالِي مُخَــــــــاتلاً فَيَفضحُـــــــنـِي فِي السِّرِ جَهْـــــــرًا سؤَالِيــــَــــــا
أَصِفِّينُ دَوْمـــــًا فِي الدِّيـَــــــــارِ سِيَــــــــــــاسَـةً وَهَلْ سَـــــــائِسُ الحُكَّــــــامِ بَعْدُ مُعَاوِيــــــــــــَـا؟
فَتَعوِي بِيَ القُطعَـانُ قَبْلَ الذِّئَابِ:صَهْ! خَسِئْتَ! دَعِ البِئْـــرَ الطَّلُــــــوبَ كَمَـا هيَــــــــا
وعبْــــــــلُ ذِهِ الــــرُّوحُ التِّـي لِجـَــلاَلهــــــــــا رَغبــْـــتَ بِتَــقْبِيـــــــــلِ السُّيـُــــــــوفِ أَمَانيــــــــــــــــَــا
خَبَتْ جُمْــــلـَـةً أَلْــــــــوَانُ عَبْلٍ وَأَبْحـَـــــرَتْ بِهَا الرِّيحُ صَوْبَ الزَّيْفِ تَشْدُو المَسَاويـَا
وَهَـــا عَبْــــــــلةُ اسْـــــــــــمٌ لا يَــزِيـــنُ دَلاَلهــَـــــا وَفِي فِهْـــــــــــــرسِ الأسْــمَــاءِ أَحْلَى نَتَالِيـــــــَــــا
وَإنْ فِي مَعَـــــانِيهَـــــــــــا نَظَــــــرْتَ وَجَدْتَهَــــا صَـــــدَى مُومِــسٍ سَكْـــــرَى تـَــؤُمُّ الْغَوَانِيـــــــــَـا
فَيَا أيُّهـَــا المسْتبْـسِـــــلُ اعْــذرْ قَصيـــدَتي لَئـــــنْ أَخفَقــَــــــتْ فــِي رَصْد هَـوْلِ مَآسِيـــــــَا
وَإِنْ بُــحَّ صَــوْتِي أَوْ حُـــــرُوفي تَلَكـَّــــــأَتْ فَأَلْهَبْــــتُ جُرْحــًـــــــا إذْ أَسَأْتُ التَّقَـاضِيـَـــــــــا
وَإنْ فِي الجَوَى غَاصَتْ لَوَاعِـجُ غُصَّتِي وَإِنْ يـــَـــــــا صَــــدِيـقِي لَمْ أُنَمِّـــــــقْ خِطَـابِيـــــــــَا
فهــوْلُ الخُطـــــــــوبِ الرَّاسِيَـــاتِ بأرْضِنــَـا لَجَمْــــــنَ الحَشـَـــــــــا مِنـِّـي فقُــدَّ لسَـــــانِيــــــــــــَا
وَلَــــــــوْ كنْتَ فِينـــــــَــا اليَـــــــوْمَ تَرْقُبُ حَالَنَا لَكـَــانَ - أَيـــَــا خِلِّي- بِكَ اليَــوْمَ مـَــا بِيـــــــــــَا
فـآسِ شِغـــــــــــــــافَ القَلـْـــبِ حَيـْث لَقيتــَــهُ وَلاَ تـَـــــكُ فـِي صَــــــبِّ المَلَامَـــــــةِ قَاسِيـــَـــــــا
فأنْتَ الذِّي إنْ شئْــتَ أَسْكَنْتَ لَوْعَــتِي وأَنــْتَ الــــــــذِّي إنْ شئْتَ هَيجْتَ بــَــالِيـــــَــا
ومثْلُكَ لَا زَاَلَ السُّهـَـــا في دَمِي هَـــوىً أدَارِي لَظــَـــــــــــاهُ جَمــــــــرَةً فــــــي فُؤَادِيـــــــــــَــــا
وَمِثْلُكَ بِيــــضٌ كَالصَّبــــَــــــــاحِ شَمــــَـــائِلِـــي وَيَقْهرُنـِــــــي فــِـــــي العُمْــــقِ سِـــرًّا سَوَادِيـــــــــــَا
وَإِنـِّــــــي أُرَاعِــي مهْجــَــــــــــــتي وَأَحُثُّـــــهـَـــــــــا لَعَــــــــلَّ خَيــــَـــــــــــالًا مِنــْـــكَ يُذْكــِـي خَيـَالِيـــــــــَـا
لأَنْسُـــــــــجَ شَمْســـــــــًا للظَّـــــــلَامِ وَجُــنْــــدِهِ وأنْثــــــرَ فـــِـــــي الأَكْــــوَانِ عطــــرَ صَحَارِيــــــــَا
عَزِيــــــــزاً سَأَبْقَـــى مَـــــــــا بَقيتَ بمهْجَـــتــي يُؤَجِّجُـــنــِــــــــي قَطـْـــــراً ونـــَــــــــــــاراً نِضَــــالِيــــــــــَا
عَزِيــــــــــزاً سَأَبْقـَـى مَــــــــــا بَقيتَ بِأَضْلـُـعِــــي أُطــًـــــــــــرِّزُ نَبْــضَ الحُلْــــمِ سَيْفــــــاً يَمَــانِيــــــــــَـا
فتكْــتُبُنـــــــــي الأوْراسُ لُغــْـــــــــــمَ قَصِيــدَةٍ وتنــْـــحتُنـي للطُّهْـــــــــر عــــشْقـــــاً سَمَــــاويــــــــَــا
وتُشْعِــلُنــِـــــي الأوْراسُ ألْــــــفَ قَــــــذِيفــــــــةٍ فَأَحْيـــــَــا كَمَـــا العَنْقـــَــــــــــــــــاءِ دُونَ رَمَاديـــــــــَـا