فاز الكاتب الجزائري ناصر سالمي بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها لهذا العام، عن روايته «الألسنة الزرقاء»، التي استغرقت منه قرابة العشرين سنة كتابة واشتغالا. وقد انتهج فيها أسلوبا فنتازيا تخييليا، ربطه بتيمة تاريخيّة سوداء تدور أحداثها بالجزائر، في مدينة افترضها الكاتب، بين خريف 1996 وربيع 1997، وفي زمن شديد القسوة عاشته الجزائر في عمق ظلام الموت والعزلة، لكنّها تلتصق بالنور مهما ظلَّ خافتا تحت بؤس الإشاعة والجريمة. وحسب الكاتب لم يأت عنوان الرواية «الألسنة الزرقاء» اعتباطيا، إذ يقول: «إيحائي مرتبط بوباء يصيب الأغنام فيقتلها. وأنّ هذا المرض رديف لوباء يصيب البشر فيجعل ألسنتهم مريضة: الإشاعة، التي تتحوّل إلى نمط حياة ثم إلى مرض اجتماعي، يصيب كلّ المجموعات بالخصوص في زمن الأحقاد والكراهيات القاسية».
الرواية، لا تفسّر الإرهاب بالأسباب السياسيّة والعقائديّة وبالتّناقضات الاجتماعيّة والقبلية (العشائريّة) وحسب، بل ترى أيضا أنّ الإشاعات المغرضة التي تجعل المجتمع يعيش في حالة خوف دائمة، تشعل النيران هنا وهناك، وتقف وراء الانتشار السريع لوباء الإرهاب المستفحل في كلّ النسيج المجتمعي. وهو ما جعل النص يملك خاصياته الفنية التي جعلته يبتعد عن التكرار ويحاول من خلال ثيمة الإرهاب العامة، أن ينشئ عالما أدبيا خاصا.
للإشارة ناصر سالمي من مواليد 1969 من مدينة تغنيف/ ولاية معسكر، بدأ شاعرا، إذ كتب ونشر الكثير من النصوص الشعرية، ثم تحوّل إلى كتابة الرواية، منها روايته «الألسنة الزرقاء»، المتوجة بجائزة كتارا، فئة النص غير المنشور وقيمته المالية ثلاثون ألف دولار أمريكي. وستقوم مؤسسة كتارا بطبع الرواية ونشرها في الدورة القادمة في لغتها الأصلية/ العربية، وتترجمها إلى الفرنسية والانجليزية. يُذكر أنّ الكاتب ناصر سالمي، لم يستطع الالتحاق بحفل جائزة كتارا الذي انعقد في 12 أكتوبر 2016 لاستلام جائزته، وهذا بسبب جواز سفره المنتهي الصلاحية. مع العلم أنّه قد طلب من السلطات المحلية لمدينته الإسراع في تجديد جواز سفره لظروف خاصة تتعلق بالجائزة، وقدم كافة الوثائق الخاصة بملف تجديد جواز السفر. وهذا فور تلقيه اتصال ودعوة مؤسسة كتارا بداية شهر سبتمبر لحضور الحفل وتسلم جائزته، إلا أنّ البيروقراطية كانت عائقا في طريقه، وهذا ما حرمه من حضور حفل توزيع الجائزة في الدوحة.
نوّارة/ل