عضو الأكاديـمية الفرنسية دومينيك فيرنانديز يستعرض «ما يقال و ما لا يقال»
اعتبر الناقد و عضو الأكاديمية الفرنسية دومينيك فيرنانديز، أنه من غير المعقول الاستمرار في تبسيط العبارات بحجة تسهيل الاتصال، لما لذلك من أثر سلبي على جمالية اللغة، موضحا بأن عمل الأكاديميين ليس منصبا على حماية اللغة من الاندثار فحسب و إنما محاربة تشويهها أيضا.
الأديب الحائز على «غونكور» الجائزة الأكثر شعبية للأدب في فرنسا و خلال تقديمه للمؤلف الجديد للأكاديمية الفرنسية الموسوم «ما يقال، ما لا يقال» الاستعمال الجيّد للغة الفرنسية» في لقاء جمعه أمس بأستاذة و طلبة اللغة الفرنسية بجامعة منتوري بقسنطينة، تحدث عن التغييرات الطارئة على اللغة، و عن الاقتراض الملفت للكلمات الأجنبية، و بشكل خاص اللغة الفرنسية التي انتقد المبالغة في وقوعها تحت تأثير هذه الاستعمالات، خاصة إذا لم يقتض الأمر استغلال كلمات جديدة من باب افتقار اللغة لمصطلحات كالعلمية مثلا و علّق «ليس من المعقول البحث عن البديل في حال وجود ما يقابل تلك العبارات في اللغة الأم»، مستشهدا بعدد كبير من الكلمات الدخيلة التي وجدت لها مكانا في حديث الخاص و العام مثل «بيست أوف»(الأكثر مبيعا)، «ديبريفي»(استخلاص المعلومات)، «لوك» (المظهر)، «بوستي» (يحفز) و غيرها من الكلمات التي تبناها الفرنسيون رغم وجود مقابل أسهل و أصح حسبه في لغة موليير.
المحاضر تطرّق أيضا إلى مشكلة تأنيث الكلمات و بشكل خاص المهن التي قال بأنه نجم عنها تشويه و ابتعاد عن المعنى الحقيقي للكلمة الأصل ككلمة «ماتر « التي تأخذ معنى مغايرا و غير لائق عند تأنيثها لأنها تعني الخليلة.و ذكر فيرنانديز بأن ثمة عبارات قديمة جدا تمكنت من الصمود و صفها بالعبارات السعيدة، كعبارة «ولد بملعقة ذهب في فمه»، كما تحدث عن الكلمات ذات الأصول الفرنسية التي يعتقد البعض أنها مستوحاة من الانجليزية ككلمة «تنس».
و عن الجدل القائم بخصوص التخلي عن بعض قواعد النحو في اللغة الفرنسية، أكد على ضرورة عدم التخلي عن خصوصيات اللغة، بحجة تسهيل الكتابة، قائلا بأنه سيأتي يوم يتم حذف الحرف الثاني في الكلمات المزدوجة الأحرف كـكلمة «أريفي»(وصل) أو «أبيلي»(اتصل) و غيرها.
و حول دور الأكاديمية الفرنسية، قال فيرنانديز بأن الأكاديمية لا تريد التضييق على مستعملي اللغة و إنما توجيههم للاستعمال الصحيح و المناسب و علّق على ذلك بقوله « الديمقراطية لا تعني منح الأطفال حرية تشويه اللغة و على الأساتذة محاولة تعليمهم الاستعمال المقبول للكلمات على الأقل في المدرسة».
لغة الرسائل القصيرة عبر انترنت و الهاتف النقال كانت هي الأخرى محور نقاش المحاضر مع الطلبة الذين أبدوا اهتماما كبيرا و تجاوبوا مع الموضوع بتقديم مجموعة كبيرة من الأمثلة عن العبارات الدخيلة على اللغة العربية أو اللهجة الجزائرية.
يذكر أن دومينيك فيرنانديز ناقد و باحث و أديب فرنسي من أصول مكسيكية، تم انتخابه للالتحاق بالأكاديمية الفرنسية عام 2007 و كان عمره حينها 77سنة، خلفا للعضو السابق البروفيسور جون بارنار، و يعد مبتكر «السيرة النفسية»،كما عرف برحالته الكثيرة حول العالم، لديه مؤلفات كثيرة منها «الشروق»، «رسائل إلى دورا»، «انشتاين»،»زهرة ياسمين في الأذن»، «بيد الملاك»، «راجل روما، بورتريه للذكرى» و «مراسلة متطفلة».
مريم/ب