توج الطفل الجزائري، ابن مدينة قسنطينة محمد عبد الله فرح، صاحب السبع سنوات بالجائزة الكبرى، التي تقدر ب150 ألف دولار، في مسابقة تحدي القراءة العربي، متفوقا على 3.5 ملايين مشارك من مختلف الشرائح العمرية و من كافة الدول العربية، بعدما تمكن من قراءة و تلخيص 50 كتابا في فترة وجيزة.
محمد عبد الله فرح، تلميذ بالصف الثاني في مدرسة زيادي بطو الابتدائية بمدينة قسنطينة، يعد أصغر المشاركين في التحدي العربي، و قد وصل إلى النهائيات بعدما تفوق على أكثر من 610 آلاف طالب وطالبة، شاركوا في التحدي على مستوى الجزائر وخاضوا ثلاث مراحل قبل أن ينتقل 17 طالبا منهم إلى التصفيات النهائية التي جرت فعالياتها من 22 إلى 24 أكتوبر الجاري بدبي و اختتمت أمس بفوزه بالجائزة الكبرى.
وقد تمكن هذا الطفل الموهوب من قراءة وتلخيص 50 عنوانا لـ 22 مؤلفا في مجالات مختلفة، كالأدب العربي والتاريخ والسير والعلوم والأخلاق والتنمية البشرية، ليبهر بذلك لجنة التحكيم التي أجمعت مواقع إخبارية على أن أعضاءها ذهلوا لمستوى محمد اللغوي و نضجه الفكري، وهو ما بدا جليا من خلال كلمة ألقاها الطفل النابغة بمناسبة تفوقه، أهدى فيها فوزه الكبير للجزائر و للأمة العربية قاطبة، مشيرا إلى أن فوزه هو تأكيد على عروبة الجزائر و انتمائها الحضاري، مستشهدا في ذلك بأبيات من قصيدة العلامة الجزائري عبد الحميد بن باديس:» شعب الجزائر مسلم و الى العروبة ينتسب».
و تحدث التلميذ النجيب عن تجربته في التحدي، موضحا بأنه حضر نفسه للمشاركة في المسابقة، تحت ضغط كبير كون الجزائر التحقت بها متأخرة، لكن الإصرار و الصبر و الأمانة، كما عبر، كانت سبيله إلى التفوق و النجاح في التحدي الذي قال بأنه مبادرة هدفها إعادة أمجاد اللغة العربية و النهوض بالأمة من خلال القراءة.
تجدر الإشارة إلى أن النصر زارت محمد في منزله العائلي الكائن بالمدينة الجديدة علي منجلي، و كانت سباقة إلى تسليط الضوء على موهبته بعد تأهله إلى التصفيات النهائية، و كشف لها بأنه ألف قصة في السابعة من عمره و بأن حلمه هو أن يصبح مثل العلامة عبد الحميد بن باديس، مشيرا إلى أن تحضيره للتصفيات الأولية للتحدي، كانت بقراءة مجموعة من الكتب المتنوعة، على غرار المقامة البغدادية لبديع الزمان الهمداني، و في التاريخ «إنسان الكهف في العصر الحجري» لعبد الحق سعودي، إضافة إلى كتب في الأخلاق كسلسلة «أسرة سعيدة» لبلقاسم بن حميدة و غيرها من الكتب.
محمد المشارك الوحيد من مدرسته، تمكن من قراءة حوالي 20 صفحة كاملة، في حين تقتضي شروط المسابقة قراءة من 5 إلى 15 صفحة فقط، على اختلاف حجم الكتب و الأطوار التعليمية، ما سمح له بالتأهل في دائرة الخروب، ثم على مستوى الولاية، و قد كان من بين الثلاثة الأوائل المرشحين للنهائي، من مجمل 129 تلميذا اجتمعوا بالعاصمة في المسابقة النهائية، نافسوا 600 ألف تلميذ على المستوى الوطني، اختير من بينهم 10 متفوقين من كل بلد عربي، و كان محمد أولهم في الجزائر.
ق.م