هيمنة الجمعيات تمنع استيلام المشعل من شحرورات قسنطينة
اعتبرت الفنانة حسنية الصوت الوحيد الذي يشدو مالوفا ، في سماء قسنطينة وهي كانت تحتفل باليوم العالمي للمرأة ، وتستعد لاحتضان تظاهرتها عاصمة للثقافة العربية ، أن الأصوات النسوية الثلاث فيها لا تحظى بالاهتمام الذي يعكس مكانة العنصر النسوي في مدينة تضرب عراقتها في جذور أعماق التاريخ ، ولا تعكس الزخم الثقافي والفني ، لعاصمة الشرق دون منازع التي تعج فيها بالجمعيات الفنية ، دون ظهور أصوات جديدة تستلم مشعل أغنية المالوف ، محافظة على هذا الموروث الذي تتميز به مدينة الصخر العتيق.
هذا إضافة إلى الهيمنة التي تمارسها الجمعيات ، على المنتسبات إليها مما يحول دون امداد الساحة الفنية بوجوه جديدة ، تحت طائل تقاليد موروثة تجعل نشاط تلميذاتها لا يتعدى حدود حيز الفضاء الذي تنشط فيه ، وهذا حرم إلى جانب ذلك الجوق الجهوي الذي يقوده سمير بوكريديرة ، من أصوات نسائية أين اقتصر وجود النصر النسوي على “ حسنية “.
نفس المتحدثة أضافت أن قسنطينة بعد زهور الفرقاني وثريا ، سطع في أفقها ثلاث أصوات في الفن الاندلسي ، فلة بنوتات ، وصورية الفلامينكو ، وحسنية وحدها في المالوف ، الذي سبلها هوى نفسها ، لما انخرطت في نهل قواعده في دار شباب حي فلالي ، على يد خالها الأستاذ نوار العربي ، وهي ابنة 13 ربيعا ، أين اتقنت عزف الكمان ، و المندول ، وسارت خطوات جريئة على أوتار العود ، وصقل موهبتها توفيق بسطانجي ، وأثناء ذلك دخلت جامعة منتوري ، وتخرجت منها بشهادة في الهندسة المدنية ، وعملت مع توفيق تواتي 7 سنوات ، لتتوارى عن الأنظار سنوات الارهاب وتتفرغ لحياتها الخاصة.
العودة جاءت من العاصمة على يد المرحوم محمد بوليفة سنة 2008 ، خلال الحملة الانتخابية للرئيس عبد العزيز بوتفليقة ، لما شاركت في كورال رفقة زكية محمد والهادي رجب ، واسماء أخرى كثيرة ، فأحيا فيها ذلك “ غرام الفن “ ، وبإذن من العائلة ، وهذا بعد اتصال من بن ذيب للمشاركة في ذات النشيد الذي دام التدريب عليه 10 أيام كاملة دون انقطاع ، وبعد الحفل عرض عليها محمد بوليفة العودة للعمل تشجيعا منه ، وكانت البداية مع كمال بودا للمشاركة في حفلات التكريميات ، و زارت معه عدة ولايات ، وكانت البداية الثانية في المالوف والحوزي في آخر السهرات ، لتنطلق في دوريات في عهد مدير الثقافة السابق جمال بريحي الذي شجعها كثيرا ، فأسست اثر ذلك فرقتها الخاصة والمتكونة من 11 عنصرا 10 رجال وهي المرأة الوحيدة فيه ، وأعطتها اسم “ الحسينية “ ، وأكثر عملها حاليا في العاصمة والاعراس ، ومنذ ذلك الوقت شاركت في جولة واحدة في بسكرة سنة 2013 ، وهذا منذ أن حضرت مهرجان المالوف لسنة 2009 وهذا بطلب من الحاج محمد الطاهر الفرقاني ، لتحرم منه بعد ذلك بحجة أنها لم أشارك في مسابقة اختيار الأصوات ، لتكون آخر مشاركة لها في 8 مارس الماضي ، بطلب من أحمد بن خلاف . بينما خارج قسنطينة فهي لها كل عام مساهمة في مهرجان العروبي والحوزي ، إضافة إلى حفلات في العاصمة التي تقيم فيها حاليا ، بطلب من بن تركي ، الذي عودها على المساهمة في حفلات ومهرجانات ديون الثقافة.
حسنية ومنذ بدايتها الفنية سجلت قرصين الأول سنة 2010 في الحوزي والثاني 2012 نوبة السيكا ، وهي عضو في الجوق الجهوي مع سمير بوكريديرة ، وهذا النشاط الكبير لها جعلها تتمنى أن يخلفها صوت نسوي ، يتدرب على يد ذات الاستاذ في فنيات التحكم في طبقات الصوت ، للوصول للاحترافية.
محدثتنا أنهت حديثها معنا بدعوة الفنانين في قسنطينة ، إلى نبذ خلافاتهم الشخصية ، والبعد عن الذاتية خدمة للموروث الثقافي في مدينة الصخر العتيق ، حتى يتمكنوا من تقديم صورة مشرقة عن مدينة العلم والعلماء ، مدينة الفن والهوى ، لأن مسؤولية الفنان باعتباره مثقفا وواعيا جد عظيمة ، وعلى عاتقه مهمة نجاح التظاهرة التي سوف نعيش افتتاحيتها على بعد اقل من شهر ، على أن يوليه المسؤولون على الثقافة دوره في ذات المهمة التي تبدو صعبة ، ولكنها هينة إن تكاتف أبناء سيرتا.
ص.رضوان