قال الفنان التشكيلي الجزائري المقيم بفرنسا إلياس قدري، بأنه رغم تنوّع محاور مجموعته التي يقدمها منذ أيام في معرض بقاعة الميدياتيك بـ»بون فيل» الفرنسية، إلا أن الجانب التاريخي و الأحداث المأساوية التي تتخبط فيها بعض الدول العربية و بشكل خاص سوريا، غلب على معظمها.
الفنان و في اتصال بالنصر، ذكر بأن مجموعته التي تضم حوالي 50 لوحة، تناول بعضها مراحل تطوّر الاتصال و التواصل بين البشر و مدى تأثره بالتعصب الديني و الإيديولوجي، فضلا عن معالجته لقضايا الساعة على طريقته، سواء السياسية أو الاجتماعية على وجه الخصوص، و ذلك من خلال تناول مظاهر التخلّف و استمرار انتشار و تأثير الخرافة على العقول، ناهيك عن القراءات الخاطئة للأمور العلمية و عديد الظواهر التي اختار تسليط الضوء عليها بريشته التي خاضت في ما اعتبره حروبا قذرة و دموية تخفت تحت أسماء مستعارة، جعلت من رونق الربيع و جمالياته وديان دماء لا تجف، إشارة إلى ما يحدث في كل من سوريا و غزة و العراق و عديد الدول الأخرى التي لم تنج من مظاهر الإرهاب، فاختار تلخيصها في عدد من الأعمال و برزت بشكل خاص في لوحتين اختار للأولى عنوان «صغير بلا حدود- كبير بلا حدود» و للثانية من «الصغير إلى الأصغر جدا».
عن تشكيلته التي سيعرضها قريبا بقصر «ليشال» و «سان جيرفان» و «لوزان»، قال قدري بأنه يفضل عدم تحديد و تصنيف أعماله في محاور معيّنة، بل يجعل كل لوحة تشمل عدة محاور، و تعالج عديد القضايا المترابطة.و بخصوص بانوراما الجزائر، أكد الفنان الذي وطدت الهجرة علاقته بالإرث الثقافي المحلي و استلهم من طبيعة و أصالة الجزائر العميقة أجمل أعماله، بأنه يمنح حيّزا كبيرا في كل المعارض التي يقيمها بالخارج للجزائر فتلقى دائما الاهتمام و الإعجاب، لاسيّما الأعمال التي تصوّر حياة البدو و الأوشام و الزخارف و الأزياء التقليدية و غيرها من المحاور التي تعكس هويته الجزائرية و تمسكه بأصوله و جذوره. الفنان قدري لم يتقيّد كعادته، مثلما قال، بتقنية معيّنة و اختار التنويع بين الألوان الزيتية و الآكريليك و الألوان المائية، فضلا عن النحت.
مريم/ب