آثار المزرعة تتعرض للنهب و التخريب
أينما وليت بصرك شمالا وجنوبا ،شرقا وغربا ، تفوح روائح من عبق التاريخ من مدينة المزرعة الأسطورة، حيث ترى زخما من فسيفساء التاريخ تتناثر على امتداد جغرافيا البلدية لتحكي حقبا غابرة من زمن أبى أن يتوقف من أجل أحد.
«من عنفوان بيزنطة إلى أساطير الرومان .. إلى صمود الأجداد والأحفاد ، يحكي لنا تاريخ ما قبل التاريخ أن هذه الأرض كانت موطنا ومرتعا لمختلف الحضارات، غير أنها بحاجة اليوم لمن ينفث عنها غبار النسيان و الإهمال الذي طال هذه الشواهد والقلاع التاريخية الحية التي باتت تشكو عبث الإنسان» ، إنه نداء يوجهه أحمد بوزيدة رئيس بلدية المزرعة إلى مختلف الجهات المختصة لإعادة الاعتبار للآثار التي تنام عليها المنطقة ،و تروي تاريخ الإنسان في هذه البلاد ، متسائلا كيف لشعب لا يحافظ على تاريخه أن يصنع مستقبله ؟!
ويتحدث المير بمرارة عن الإرث الحضاري بتراب بلديته الذي امتدت إليه يد الإنسان في السنوات الأخيرة و عاثت فيه فسادا، من خلال الحفر العشوائي بحثا عن الكنوز المزعومة ، باعتبار أن هذه المنطقة تتوفر على عدة هناشير بها مواقع أثرية هامة، على غرار هنشير ابن العروي بمنطقة الطباقة ، وهنشير الزورة بمنطقة كاف النسورة ، وكذلك هناشير التويمية وأولاد بوقصة ولبيض بدار الطوب ، المتواجدة بالطريق الوطني رقم 83 ،الرابط بين ولايتي خنشلة وتبسة ، ناهيك عن هنشير أولاد بوسالم بمنطقة أم ريحان ، وهناشير فيض المهري وأولاد عبدالعزيز بمنطقة الرملية ، وكلها في حاجة إلى هبة قوية وسريعة من طرف المصالح المختصة لإعادة الاعتبار لها ، واستغلالها في الترويج السياحي الذي يخدم المنطقة والولاية ككل ، ويفتح آفاقا واعدة لسكان الجهة ، من خلال توفير فرص العمل والمساهمة في تحسين خزينة البلدية .
تأسف محدثنا لعمليات التخريب و النهب الممنهجة التي تتعرض لها هذه الآثار من طرف بعض العصابات التي تقوم بالبحث والتنقيب عن الكنوز التي يقولون أنها مدفونة بين ثنايا هذه الآثار ، مضيفا بأنه يقوم من حين لآخر برفقة قائد فرقة الدرك الوطني بزيارات فجائية لمواقع الآثار .
ع.نصيب