كرّمت في نهاية الأسبوع الفارط إدارة المسرح الجهوي كاتب ياسين لمدينة تيزي وزو رجل المسرح حميد بن طيب الذي اغتالته أيادي الغدر يوم 25 جوان 2001 في بودواو بالجزائر العاصمة ،وهو لا يزال في قمة عطائه الفني.
وتنوّعت الشهادات حول حياة الراحل ونشاطاته المتنوعة، لكنها صبت كلّها في كونه كرس كل حياته للآخرين، و كان لا يفارق المسرح أبدا لكن يد الإرهاب أسرعت لتغتال ما كان يطمح لتجسيده.
وقال صديقا المرحوم صالح هوش، و كاشي هاشمي اللذين لبيا دعوة مدير الثقافة لتيزي وزو السيد الهادي ولد علي للمشاركة في فعاليات و قفة التذكر و تكريم حميد بن طيب ، أن هذا الأخير الذي أنجبته منطقة القبائل ،كان مولعا جدا بالمسرح منذ نعومة أظافره ولم يترك أي مسرح بالجزائر لم يمثل فوق ركحه، مشيرين إلى أنه و بالرغم من الأزمات والهزات التي شهدتها الجزائر خلال العشرية السوداء، وآلة الموت التي كانت تحصد الممثلين والمثقفين في تلك الفترة الحساسة، إلا أن المرحوم لم يشأ مغادرة وطنه ، بل زاد تشبثا بالأرض التي ترعرع فيها والتي علمته مبادئ الفن وأصوله إلى غاية وفاته برصاصات الجماعات المسلّحة التي استقرت في جسده يوم 25 جوان 2001 ، في بودواو بالجزائر العاصمة، لتنهي بذلك مسيرة فنية طويلة لفنان مسرحي محترف، و تُطفئ شمعة كانت تُنير الفن الجزائري.
تجدر الإشارة إلى أن الفنان حميد بن طيب من مواليد 10 جوان 1950 بتيزي وزو، بدأ مسيرته الفنية بالتكوين بالمعهد الوطني للفنون الدرامية في برج الكيفان ، وخلال أدائه للخدمة الوطنية كان يقوم بعروض مسرحية وفي الثكنة قام بترجمة واقتباس مسرحيات لعديد الكتاب من بينهم توفيق الحكيم و تشيكنوف.
التحق بالمسرح الجهوي لولاية وهران سنة 1974 إلى غاية 1977 و تقمّص عديد الأدوار في العروض المسرحية من بينها مسرحية «حمام ربي» للراحل عبد القادر علولة، كما عمل بالمسرح الإذاعي في القنوات الجزائرية الثلاثة، و شارك في سلسلة «غرفة 28» بالتلفزيون الجزائري وهي السلسلة التي قام بإخراجها مالك بوقرموح، كما شارك في فيلم «الحرية» لموسى حداد قبل أن يشغل منصب أستاذ جامعي في الفنون الدرامية.
وقد خاض المرحوم حميد بن طيب تجربة في المسرح الأمازيغي،حيث تطرق إلى الكتابة باللغة الأمازيغية باعتبارها ناقلا للإرث الحضاري الأمازيغي منذ القديم.
سامية إخليف