الرجـال لا يهتـمون بمحـو أميّـتهـم
اعتبرت السيدة عائشة باركي رئيسة الجمعية الجزائرية لمحو الأمية " إقر" أنه بالإمكان القضاء على الأمية بالجزائر، مثمنة الجهود التي ساعدت على خفض نسبة الأميين إلى 12.3 في المئة بعدما كانت قبل أكثر من عقدين من الزمن تفوق 40 في المئة، و أكدت السيدة باركي في حوار للنصر أن النساء أكثر اهتماما بالتسجيل مقارنة بالرجال، كما تحدثت عن عوائق كثيرة تحول دون الانتشار كما يجب عبر الوطن، مشيرة أن معظم المكاتب محمولة في المحافظ.
النصر- كيف ترون تغطية أنشطة جمعية إقرأ عبر الوطن؟
عائشة باركي-جمعية إقرأ لها أكثر من 27 سنة في الميدان، تناضل من أجل دحر الأمية عبر الوطن بعدما كانت الانطلاقة على مستوى ضيق وبشكل تطوعي غير رسمي، لتتطور الفكرة تدريجيا وتتبلور إلى حين تأسيس جمعية اقرأ لمحو الأمية، بعدما وقفنا كأصحاب الفكرة على أن نسبة الأمية كبيرة بالجزائر آنذاك ولابد من فعل شيء إزاء ذلك. وقد قدمت الجمعية كل ما بوسعها لتقليص النسبة قدر الإمكان طبعا مع مرور الوقت، حتى بلغت النسبة الموجودة حاليا والتي تقدر بحوالي 12.3 في المئة.
ـ ما هو تقييمكم للمساعي المبذولة خارج إطار « إقرأ» في ذات المجال؟
-النتيجة المحققة اليوم تقيم من خلال عدد المتمدرسين في مراكز محو الأمية عبر الوطن والذي يبلغ المليون و852 ألف متمدرس،وهو مؤشر لا يخص واقع ما يبذل في محو الأمية بالجزائر، لأنه يعبر عما قامت به جمعية إقرأ فقط، والأكيد أن هناك مساع مهمة في هذا المجال بدءا بجهود الدولة و الإستراتيجية التي رسخها فخامة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بالخصوص، وكذا مجهودات الديوان الوطني لمحو الأمية وجهات أخرى من جمعيات ومؤسسات، كلها قدمت الكثير ما يجعل العدد الحقيقي للمستفيدين من محو الأمية معتبرا.
ـ هل يمكن القضاء على الأمية بالجزائر؟
- كان بالإمكان القضاء على الأمية بالجزائر، ولكن مع وجود عدة عوائق، يصعب التخلص منها في الوقت القريب وبالشكل النهائي، وعليه يمكن القول أننا نسير نحو القضاء عليها شيئا فشيئا.
ـ ماهي المشاكل والعراقيل التي تحول دون تحقيق هذا الهدف؟
- هناك الكثير من المشاكل ، أهمها ، حتمية العمل بسقف 25 متمدرسا في القسم الواحد، يليها وجود قسمين فقط لمحو الأمية،و هذا أثر على بلوغ الهدف، حيث أنه في المناطق الجبلية مثلا يصعب بلوغ العدد المطلوب وهو 25 متمدرسا لكل فوج، ما يجعلنا ننتظر اكتمال العدد لانطلاق الدراسة، وهذا يتطلب في كثير من الأحيان وقتا، ما يعود بالسلب على مردود العمل.
أيضا مشكل المقرات يطرح بقوة، حيث لا تزال العديد من مكاتب الجمعية عبر الوطن تحمل في المحافظ لانعدام مقر خاص بها، رغم الجهود المبذولة في العديد من الولايات، وإن توفر المقر يطرح إشكال التأثيث بالشكل الجيد الذي يؤدي إلى النتيجة المرجوة، ولكن مع بعض الشركاء تمكنا من تجهيز بعض المقرات، حتى أنها كانت بمثابة نموذج أعطى مردودا جيدا ودعم حظوظ الجمعية في نيل جائزة اليونيسكو لمحو الأمية سنة 2014، وهو نموذج من المفروض أن يكون على مستوى كل بلدية لإعطاء الفرصة للعمل في جو مريح للمدرسين و المتمدرسين، حيث يبلغ عدد مكاتبنا على المستوى الوطني قرابة 1311 مكتبا، وهو ليس بالعدد الهين بالنسبة لجمعية.
و بخصوص الدعم المقدم والمساهمات يجب أن نشير إلى ما تمنحه شركة أوريدو سنويا كمساهمة تقدر ما بين 200 إلى 250 مليون سنتيم لفائدة جمعية «إقرأ»، الشيء الذي مكن حتى الآن من تأثيث 04 مراكز لمحو الأمية.
ـ هذا على الصعيد المادي ولكن على الصعيد البشري ماذا يعيق نشاط الجمعية؟
-من الجانب البشري أكيد أن معرفة أن ما يقارب 100 ألف من أولادنا لا يسجلون في المدارس سنويا، يجعلنا أمام تحدي مواصلة العمل لمحو الأمية، ويوجب علينا أخذ الاحتياطات اللازمة بهذا الشأن، من تحسيس وتوعية لكافة الأطراف المعنية. وكذلك هناك مشكل إقبال النساء وعزوف الرجال عن صفوف محو الأمية رغم أننا نراعي جانب التوقيت المناسب للمتمدرسين في الجنسين، كما نتوجه للجميع من مختلف الأعمار وحتى من ذوي الاحتياجات الخاصة دون شرط الجنس، ولهذا نستغرب فعلا هذا العزوف، ولكن يسجل على مستوى ولاية قسنطينة إقبال الرجال على صفوف محو الأمية فهناك 04 أقسام لهم، وهذا بالنسبة لنا مؤشر جيد مقارنة مع باقي مناطق الوطن.
و أخيرا على مستوى الطباعة والنشر، ماذا تقدم الجمعية من إصدارات؟
الجمعية حتى اليوم ورغم الإمكانيات البسيطة ونقص المال الكافي للطباعة، إلا أنها أصدرت 13 كتابا تنوعت مواضيعها ما بين المواطنة ، الدين، البيئة وصولا إلى الإصدار الذي حمل عنوان «أمحو أميتي بثقافة المواطنة»، وهذا تزامنا مع الموعد الانتخابي المتمثل في تشريعيات الرابع ماي، بهدف تحفيز المتمدرسين عبر مراكز محو الأمية ومن خلالهم نتوجه إلى أسرهم لأداء الواجب الوطني ، خصوصا وأن هذه الشريحة المتمدرسة جزء فعال بالمجتمع ، وهذا سعيا لجزائر أفضل.
ابن الشيخ الحسين.م