مهرجان المالوف يعود إلى قسنطينة بميزانية أقل و طموحات أكبر
تنطلق ابتداء من مساء غد الاثنين، بمسرح قسنطينة الجهوي، فعاليات الطبعة الثامنة للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف، الذي يعود إلى قسنطينة بعد سنة من الغياب، ليوقع بسهراته نهاية عهدة، و يعلن عن بداية عهدة جديدة ستختلف معالمها جذريا، كما أعلن المنظمون، إذ سيكتسي حلة الاحترافية ليتحول إلى مناسبة راقية بمعايير دولية حقيقية، على أن تكون الانطلاقة بتغيير اسم المهرجان إلى « المهرجان الدولي للمالوف و الموشحات».
أبناء قسنطينة و ضواحيها، سيكونون بداية من الساعة الخامسة من مساء غد على موعد مع توليفة متنوعة من أجمل الأصوات الفنية التي ستعزف على أوتار العود و الكمنجة إلى غاية السابع من ديسمبر القادم، ليلة ختام المهرجان التي تتزامن مع إحياء الذكرى الأولى لرحيل عميد الأغنية الحاج محمد الطاهر الفرقاني.
علما أن هذه الطبعة تأتي تحت شعار « المالوف يغني التراث»، و توقع عودة المهرجان بعد انقطاعه عن الجمهور في العام الماضي لأسباب مالية، حسبما كشف عنه محافظه سمير قنز، خلال ندوة صحفية نشطها أمس بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، للإعلان عن برنامج الحدث و جديده، مشيرا إلى أن ميزانية هذه الدورة تقلصت بنسبة تعادل 15 إلى 17 في المائة ، مقارنة بالغلاف المالي الذي خصص له سنة2015، ومع ذلك تقرر تنظيمه لتجنب إلغائه الكلي من قائمة المهرجانات السنوية التي ترعاها الوزارة.
برنامج المهرجان سيفتتح هذه السنة بعرض شريط مدته 10 دقائق، يتضمن قراءة في الطبعات السابقة، تليه سهرة قسنطينية بعنوان « أصوات المدينة» سيحييها جوق سيرتا بقيادة المايسترو سمير بوكريديرة، بمشاركة الفنانين كمال بودة، حسان برمكي، عبد الرشيد سقني و رياض خلفة، إضافة إلى خالد عيمر و عادل مغواش و مالك شلوق، ليكون الختام بتكريم من خدموا هذا الفن الأصيل وغادرونا قبل مدة ، على غرار الراحل نذير بودة و العيد فني.
باقي ليالي الحدث التي ستكون سهرات موضوعاتية، سيحتضنها مسرح قسنطينة الجهوي، الذي سيستقبل مساء الثلاثاء بداية من الساعة الخامسة جوق المالوف التونسي و جمعية مقام قسنطينة،على أن تختتم السهرة بتكريم المرحوم سليم عزيزي، أما سهرة الأربعاء ، فستحمل عنوان « جسور المالوف» و يحييها جوق موسيقي مشترك جزائري ـ تونسي، وكذا جمعية نجم قرطبة، ليكرم في الختام بيت المالوف.
أما سهرة الخميس فستعرف عرض شهادات حية حول حياة الحاج محمد الطاهر الفرقاني بقصر الثقافة محمد العيد آل خليفة، خلال لقاء سينشطه أفراد من عائلته و أصدقائه و محبيه، ليكون مسك الختام تحت عنوان « صوت المنيار»، وهي سهرة سيكرم خلالها المرحوم الفرقاني ، من إحياء ابنيه سليم و مراد الفرقاني، و حفيده عدلان الفرقاني، إضافة إلى ديب العياشي و العربي غزال، و كذا شريف براشي و فوزي عبد النور.
أما جديد هذه الطبعة حسبه، فهو تحقيق شراكة تنظيمية مع كل من الديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة ، فضلا عن الديوان الوطني للثقافة و الإعلام الذي يرعى و لأول مرة مناسبة ثقافية فنية، خارج إطار خارطة نشاطاته، كما سيتكفل التلفزيون الجزائري بتصوير الومضات الترويجية الخاصة بالحدث، بدل الاعتماد على وكالات الإعلانات التجارية الخاصة، على أن تعرف الطبعات القادمة التي سينطلق التحضير لها مباشرة بعد نهاية المهرجان هذه السنة، توسيع شبكة الشراكة لتشمل داعمين و ممولين من القطاع الخاص، بغية تحقيق الاستقلالية المالية للمهرجان، و تقليص حجم الاعتماد على الدولة، كما هو معمول به في المهرجانات الهامة، على غرار موازين و قرطاج، التي استطاعت أن تحقق العالمية.
وأضاف محافظ التظاهرة، بأن طبعة 2017 ستكون منعرجا فاصلا بالنسبة لمصير المهرجان، لأنها ستحدد معالم الطبعات القادمة، المقرر أن تنتقل إلى مستوى أعلى لتحسين صورة الفعالية و التسويق لها بشكل أفضل، بداية بتحديد تاريخ سنوي قار لتنظيمه، يكون خارج شهر ديسمبر، فضلا عن تسجيل هذا التاريخ لدى منظمة اليونيسكو ، بحكم أن المالوف تراث فني إنساني.
وبانتهاء هذه الطبعة سينطلق التحضير للطبعة القادمة ، حيث يحق لكل فناني المدينة، اقتراح مشروع لفكرة حفل افتتاح و اختتام استعراضي كبير، على ألا تتوقف نشاطات المهرجان على مدار السنة، إذ سيتم في إطاره تنظيم أيام دراسية تدرج ضمن الموسم الجامعي، بالتنسيق مع كلية الفنون، زيادة على تشكيل ورشات مختلفة تتنقل إلى الدوائر والبلديات و حتى الولايات المجاورة، للترويج لهذا الفن و إيصاله لجمهوره.
و دعا المتحدث الفنانين من أبناء المدينة، إلى تجاوز خصوماتهم و التواجد بقوة في سهرات المهرجان لتصحيح صورة التظاهرة، أما بخصوص أسماء المشاركين، فقد أوضح المحافظ، بأنه وبداية من الطبعة القادمة ، سيكون اختيار الأسماء بعيدا عن المحسوبية، حيث سيحتكم لنشاط كل فنان و مستوى إنتاجه الفني طوال السنة، مشيرا إلى أن الحديث عن تكريس أسماء دون غيرها، غير مقبول، كما أن توسيع دائرة المشاركين من فنانين عرب و عالميين، يعد ضرورة للتسويق إعلاميا للحدث و إعطائه قيمة فنية أكبر.
هدى طابي