عرض « ما بقات هدرة» بركح قسنطينة
عُرضت أمس بالمسرح الجهوي محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة مسرحية «ما بقات هدرة» المتوجة مؤخرا بالجائزة الكبرى في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، بحضور عدد كبير من الفنانين و عشاق أبي الفنون.
المسرحية تدور حول لعبة الزمن، حيث يتساءل مجموعة من الناس عن جدلية الزمن، من خلال الانتظار الدائم لفصل الشتاء الذي غاب و حل الصيف لوقت طويل، وبالتالي ساد الجفاف، ليبنى العرض على سؤال الماء و الزمن، و خلال ذلك يتسرب إلى حوار الممثلين عدد من الأمور التي ترتبط بالتدين و السلطة والرغبة وغيرها، ولا يدور صراع واضح، حيث يظهر المخرج و كاتب النص محمد شرشال شخوصه مستكينين وهادئين، بفعل العطش وغياب الأفق.
و يفاجئ المخرج الجمهور بعد ذلك بالانتقال من مشهد العطش إلى مشهد بيت الشرطي، حيث يتغير أبطال المسرحية من أشخاص يبحثون عن الماء والزمن ، إلى أطفال مشاغبين، يستعدون لارتكاب جرائم أو تعكير الحياة، و قد اعتمد المخرج على معرفته بالدراما والسينما، واستثمر في تنويع عرضه من خلال ألبسة المهرج الموزعة و تكثيف الألوان و الصور و غيرها.
استطاعت ممثلة دور الأم في بيت الشرطي، أن تؤدي دورها كاملا بصوت أوبيرالي دون أن تنطق بكلمة، فيما كان أبناؤها وزوجها صامتين واكتفوا بالإيماء، و هي الفكرة التي نجحت وإن اعتبر البعض أن اللوحة مفصولة عن المسار العام للعرض و مقحمة، وهي أقرب إلى عمل مواز، و تمكن حسان لعمامرة من تقديم موسيقى تحاكي النص وتوجهه و قرأت السينوغرافيا التي قدمها عبد المالك يحيى العرض جيدا، رغم أنها كانت صاخبة.
ق.م