بعد صراع مرير مع مرض السرطان

الموت يغيّب الفنانة الفلسطينية ريم بنا
غيّب الموت أمس الفنانة الفلسطينية ريم بنا التي كرست مشوارها الفني للغناء عن الأسرى الفلسطينيين، عن عمر ناهز 52 عاما، بعد صراع مرير مع مرض السرطان، دام تسع سنوات، و قد نشرت مؤخرا في صفحتها الفايسبوكية ما يشبه الوصية أو المواساة لأبنائها، مؤكدة بأن «الموت كالتاريخ فصل مزيف».
رمز النضال الفلسطيني ريم بنا، توقفت عن الغناء سنة 2016 ، بسبب تضرر حبالها الصوتية، نتيجة إصابتها بمرض السرطان، ليزداد وضعها الصحي سوءا مؤخرا، ما جعل عائلتها تنشر بيانا ذكرت فيه أن الحالة الصحية لريم بنا تدهورت بشكل كبير، و تم نقلها إلى المستشفى .
جدير بالذكر أن الفقيدة نشرت في صفحتها الرسمية على موقع فايسبوك خلال الشهر الجاري منشورا تحدثت فيه لأبنائها عن مرحلة ما بعد الموت،  و قد تم تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، جاء فيه  «بالأمس كنت أحاول تخفيف وطأة هذه المعاناة القاسية على أولادي، فكان علي أن أخترع سيناريو، فقلت: «لا تخافوا هذا الجسد كقميص رث.. لا يدوم»، مضيفة «حين أخلعه، سأهرب خلسة من بين الورد المسجى في الصندوق، وأترك الجنازة «و خراريف العزاء» عن الطبخ وأوجاع المفاصل والزكام، مراقبة الأخريات الداخلات، والروائح المحتقنة سأجري كغزالة إلى بيتي، سأطهو وجبة عشاء طيبة، سأرتب البيت وأشعل الشموع، وأنتظر عودتكم في الشرفة كالعادة».
و جاء أيضا في نفس المنشور: «أجلس مع فنجان المريمية، أرقب مرج ابن عامر، وأقول هذه الحياة جميلة.. والموت كالتاريخ فصل مزيف».
ريم بنا من مواليد عام 1966 بمدينة الناصرة بالجليل شمالي فلسطين المحتلة عام 1948، درست فن الموسيقى و الغناء الحديث في موسكو، و هي ابنة الشاعرة الفلسطينية المعروفة زهيرة الصباغ، تلقت خلال مسيرتها الفنية عدة جوائز، أبرزها تكريمها كشخصية العام وسفيرة السلام في إيطاليا عام 1994، وشخصية العام من وزارة الثقافة التونسية عام 1997، كما فازت بجائزة فلسطين للغناء عام 2000 ، وبجائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2013، كما تم اختيارها سنة 2006 شخصية فلسطين الثقافية ، تقديرا لمسيرتها الطويلة في الغناء من أجل فلسطين و أطفالها.
وتميزت أغانيها بامتزاج أسلوب الغناء الشرقي و الكلمات العربية مع الألحان الغربية، حيث أصدرت خلال مشوارها الفني 13 ألبوما، من أبرزها «مرايا الروح» عام 2005، الذي كرس للغناء عن الأسرى الفلسطينيين و المعتقلين العرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي، كما أصدرت عدة ألبومات غنائية طغى عليها الطابع الوطني، مع اهتمام خاص بالغناء للأطفال من خلال ألبومها الأكثر شهرة «قمر أبو ليلة» الصادر عام 1995.
أسماء ب