مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي

السينما تنبذ العنف و الكراهية و الجمهور يحتضن شعب "بورما"

جذب فيلم «ويراثو الموقر» للمخرج الفرنسي بربيت شرودر، الجمهور في اليوم الرابع من مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، الفيلم يروي قصة راهب بوذي يعيش في بورما، البلد الذي يدين 90 بالمئة من سكانه بالبوذية ، التي تقوم على السلم والتسامح و نبذ العنف، لكن الإسلاموفوبيا و خطاب الكراهية، نشرا العنف و الدمار ، فتفشت المجازر التي استهدفت الفئة الأضعف في بورما و هي أقلية الروهينغا المسلمة .
و قد نال الفيلم إعجاب الجمهور الذي تأثر كثيرا بالصور التي نقلها المخرج والمنتج بربيت شرودر و هو من أصل سويسري، مولود في طهران، عن مسلمي بورما المضطهدين، علما بأن شرودر الذي يحمل الجنسية الفرنسية ، تعاون مع مؤسسات سينمائية عملاقة منها «كراسات السينما» و« لهواء باريس»، و أسس أفلام لوسانج سنة 1963، كما رُشح لنيل الأوسكار كأفضل مخرج.
«في كومبوديا» طفل يسابق الزمن
و المسؤوليات
من بين الأفلام الاجتماعية المميزة التي عرضت أمس بالمسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، و استقطبت جمهورا غفيرا، فيلم «في كامبوديا» للمخرج الإيطالي جوناس كاربيغنانو، الفيلم ينقل صورا حية عن معاناة المجتمعات من ظاهرة الانحراف، انطلاقا من قصة « بيو» البالغ من العمر 14 عاما ، الذي يُريد أن يسابق الزمن و يكبر بسرعة، ليصبح مثل شقيقه الأكبر كوزيمو، الذي يدخن و يتعاطى المشروبات الكحولية و يمارس الغش و الاحتيال و كل أشكال الانحراف . و عندما يعجز كوزيمو عن رعاية أسرته، يحاول بيو الصغير أن يحل مكانه، لكن عبء المسؤولية ثقيل..
بالنسبة للأفلام الوثائقية التي تعرض بقاعة السينماتيك، استقطب الفيلم الوثائقي   «القلب النابض» الذي أنتجه مجموعة من الشباب المتخرجين من ورشات مهرجان عنابة للفيلم الوثائقي في طبعته السابقة، جمهورا عريضا تابع قصته باهتمام، نظرا لارتباطها  بجزء من ذاكرة المدينة ، و هو « بلاص دارم» ، أقدم حي في ولاية عنابة، حيث يحاول سكانه جاهدين، مقاومة موته البطيء، ويتساءل كاتب السيناريو، هل يمكن توقف قلبه عن النبضان؟ و يقصد بالقلب هنا  مسجد أبو مروان الشريف الذي أغلقت أبوابه سنة 2012 .
«القلب النابض» و ذاكرة
 «بلاص دارم »
الفيلم يسلط الضوء على الدور الذي كان يلعبه المسجد في حياة سكان المدينة في الماضي القريب، حيث كان ملاذا لعابري السبيل الذين كانوا يجدون فيه كل أسباب الراحة، من مأوى و طعام من خيرات المحسنين من سكان الحي.
و كان المسجد الذي يعود للعهد العثماني، أيضا ملاذا لطالبي العلم، ويحتوي على دكاكين و منازل، و كان آذان المغرب به، بمثابة منبه للأطفال، لكي يعودوا إلى منازلهم، قبل أن تتوفر الوسائل التكنولوجية الحديثة .
مهرجان عنابة منح للقضايا العربية العادلة اهتماما كبيرا ، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي كانت حاضرة بفيلم وثائقي « هاملت في فلسطين» ، و عاد المخرج توماس أوشترماير من خلاله إلى مخيم جنين سنة 2012، ليستذكر اغتيال صديقه جوليانو مر في خميس سنة 2011. و يعد المخرج توماس أوشترماير، واحد من أكثر الشخصيات البارزة في المسرح الألماني المعاصر.
المغرب أيضا كان حاضرا في المهرجان من خلال الفيلم الوثائقي « رجاء بنت الملاح» للمخرج عبد الإله الجوهري، و تؤدي فيه الممثلة نجاة بن سالم، دور فتاة مراكشية شابة، وجدت نفسها صدفة في قلب مغامرة سينمائية، من خلال مساهمتها في شريط "رجاء" للمخرج الفرنسي جاك دوايون، وحصولها على جائزتي الأمل لأحسن ممثلة في مهرجان البندقية السينمائي وجائزة أحسن ممثلة في المهرجان الدولي للفيلم بمراكش سنة 2003. في حين تجلب لها الشهرة الكثير من المتاعب والآلام، لم تكن مستعدة لمواجهتها، فتجد نفسها في قبضة ظروف لا ترحم، و يكون مصيرها التشرد في شوارع مدينة مراكش
المخرج الشاب محمد مناذلي يفقد والدته عشية عرض فيلم حول الأم
تلقت محافظة مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي أمس، خبر وفاة والدة المخرج الشاب محمد مناذلي ، حيث تشاء الصدف أن يفقد أمه، وهو يستعد لعرض فيلمه
«الجمرة»  الذي يروي قصة اجتماعية حول الأم، و تم تصوير مشاهد من الفيلم بمصحة الياسمين في مدينة عنابة. تغطية: حسين دريدح

برنامج اليوم الخامس من المهرجان
المسرح الجهوي
10:30 سا:     مولود معمري في الذاكرة « فجر المعذبين»    للمخرج أحمد راشدي.
14:30 سا:     مطر حمص    فيلم سوري إخراج جود سعيد
16:45 سا:     وطنيونا    المخرج « غبرييل لو بومين»
19:00 سا:     هذا كل شيء بالنسبة لي    للمخرجة نوال مدني

الأفلام الوثائقية والقصيرة بالسينماتيك

10:30 سا:     الجمرة    للمخرج الشاب منذيلي محمد
14:30 سا:     المربع 35-    للمخرج « ايريك كارافاكا»
16:45 سا:     كباش ورجال    المخرج كريم صياد
19:00 سا:     نساء النهر الباكي    المخرج « شيرون.ر.دايوك»