عملية ترميم بيت الفيلسوف مالك بن نبي في مرحلتها النهائية
تمكنت المقاولة المكلفة بمشروع إعادة الاعتبار لبيت العلامة و الفيلسوف الكبير مالك بن نبي، الواقع بقلب وسط مدينة تبسة، من تهيئة البيت بنفس المواد المستعملة قديما و بنفس التقنيات، و ذلك بعد ثلاثة أشهر من الأشغال المتواصلة، فبدا في أجمل حلة وأبهى صورة، و كأن الزمن عاد بنا إلى ثلاثينيات و أربعينيات القرن الماضي. مدافئ الحطب في كل غرفة، سقف بالجبس و قصب السكر، القرميد الأحمر، اللون الأبيض المميز على الجدران، بلاط ملون تراثي، أبواب و نوافذ على طريقة خمسينيات القرن الماضي، كلها وضعتها مؤسسة الأشغال الخاصة بالبناء لصاحبها سماتي سليم، لإعادة البيت ، كما كان عليه في الماضي، ليتحقق حلم مثقفي الولاية بل الجزائر وكل محبي المفكر العالمي مالك بن نبي، بتحويل بيته إلى متحف يضم بين جنباته جميع مقتنياته الشخصية و أعماله الخاصة.
و قال لنا المشرفون على الصفحة الفايسبوكية” تبسة ..فنون و ثقافة”، بأنهم علموا من المؤسسة المشرفة على الترميم، بأن الأشغال ستكتمل بشكل نهائي بعد 10 أيام ليسلم هذا المعلم إلى مصالح ولاية تبسة جاهزا.
وكانت مديرية الثقافة بولاية تبسة قد أعدت السنة الماضية ملفا كاملا، لتحويل بيت المفكر العالمي مالك بن نبي المتواجد بقلب عاصمة الولاية داخل السور البيزنطي، إلى معلم تراثي وطني، بالتعاون مع الديوان الوطني لإدارة المتاحف و المواقع الأثرية، وذلك في إطار برنامج قطاع الثقافة بالولاية، لترقية و تثمين المواقع والمعالم الأثرية غير المصنفة بالولاية، بعد أن شهد بيت الفقيد حالة من التسيب، تحول بفعلها إلى مكان يرتاده المنحرفون والسكارى، قبل أن تتدخل بعض الجمعيات والهيئات والمدافعين عن فكر العلامة لإعادة الاعتبار لبيته، الذي يمثل جزءا من ذاكرة الولاية وتاريخها، حيث أثمرت المساعي بداية بغلق البيت بالإسمنت منعا لاستغلاله، ثم جاء قرار والي تبسة السابق علي بوقرة ، بترميمه وتحويله إلى متحف خاص بأعمال مالك بن نبي، لتليها مباشرة عملية كبيرة، شملت أولا إجراءات نزع الملكية، بالتعاون مع عائلته المتواجدة بالمهجر.
ع.نصيب