انطفأت أمس نجمة المجاهد و الشاعر محمد عون عن عمر ناهز 91عاما، بعد صراع مع مرض عضال ألزمه الفراش لسنوات متتالية.
الفقيد الذي يطلق عليه الكثيرون من متتبعي إبداعاته و مساره الثقافي و العلمي «شاعر الحرية»،من مواليد سنة1927 بعين بسام، و تابع تعليمه بسور الغزلان و التحق في سنة 1944 بحركة البيان الجزائري و بالنشاط السري في حزب الشعب الجزائري، ثم ضابطا في جيش التحرير، و قد تأثر كثير بمجازر 8 ماي 1945 ، فكتب أولى قصائده الشعرية الثورية.
فر الضابط عون إلى تونس بعد أن طاردته الشرطة الفرنسية، فسجل نفسه في جامعة الزيتونة ليتابع تعليمه، و كان على اتصال بالراحلين عبد الحميد مهري و مولود قاسم، تنقل بعد ذلك إلى باريس و تابع حلقات التدريس التي كان يقيمها جارك بيرك المختص في الحضارة الإسلامية.
و كان عون من أوائل المؤسسين للاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين في فرنسا.
الفقيد الذي تغلبت شخصيته الشعرية و الثقافية على العسكرية، دون ما جادت به قريحته من أشعار في العديد من الصحف و المجلات، و كان من أوائل الصحفيين بمجلة الجيش، ثم أصبح رئيسا للقسم الثقافي بها، و قد اشتغل بها بين سنتي 1963 و 1972، و قد خصصت أنطولوجيات الشعر باللغة الفرنسية، حيزا معتبرا لأعماله.
آخر مهمة أسندت للفقيد تسيير مكتبة دار الثقافة حسن الحسني بالمدية في التسعينات، و برصيده مجموعة كبيرة من القصائد العبقة برائحة الثورة و الحرية و الذكريات، و كان عندما يكتب باللغة الفرنسية التي يعتبرها منفاه اللغوي يسعى لإضفاء خصوصية جزائرية عليها، كما أكد قريبه الصحفي و المخرج محمد الزاوي.
ق.م