السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الثانية 1446
Accueil Top Pub

عقبة

كلّما لاحت فسحةُ حُريّةٍ، تعودُ السّلالاتُ إلى أشجارها الأولى لتستعين بالنّسب الرّفيع على القادم المجهول. إنه الإخفاق في التحوّل الاجتماعي المنشود الذي رافق الإخفاق في بناء دولةٍ وطنيّةٍ عصريّةٍ، رغم تعدّد «المحاولات» منذ الاستقلال.
إذ ورغم «التمظهرات» الحضارية التي تجلّت في المسيرات الشعبيّة وحمّست مختصين في علم الاجتماع للحديث عن «طفرة» تعيشها البلاد
و عن انفجار للمواطنة، إلا أن الحروب التي تدور على شبكات التواصل الاجتماعي، تكشف أن «المواطن» الذي يسير يوم الجمعة قد يخفي فارساً «يقاتل» من أجل القبيلة أو لمداواة خيبةٍ شخصيّة...
فالعنف المكبوت الظاهر في تعابير عدوانيّة، وفي مواقف عنصرية انتقلت من شبكات التواصل إلى ألسنة نخبٍ سيّاسيّة وأعمدة صحفٍ، يشير بوضوح إلى خطرٍ خلف الكلمات، يحيل إلى أن الذات الجزائرية لم تشف بعد ولم تتخلّص من مخزون الأحقاد رغم الحرب الأهلية التي عادة ما تصرف فيها التجمّعات البشرية مخزوناتها السوداء.
من المؤكد أن بلوغ  مرحلة الديمقراطية يأتي بعد مسيرة تقطعها المجتمعات والشعوب، التي تصلُ مدرّبة على العيش المشترك وعلى الاستعداد الدائم للتنازل
و المساهمة، وتستعيض عن العنف بالتنافس المكرّس للاستحقاق وبالحوار والنقاش وبالتالي تلفظّ  الأجسام الغريبة والشاذّة بطريقة تلقائية.
لا شكّ أنّنا في مرحلة التدرّب، والخوف كلّ الخوف أن نبدّد طاقاتنا في تدريبات شاقّة لا تعود علينا بالنتائج المرجوّة، ما لم ننتبه إلى وضع المقدّمات الصّحيحة للمقاصد، وما لم نقدّر «الوضعيّة الحالية» لمجتمعٍ تتحكّم فيه بنية أبويّة تقليدية، رغم ما يظهره من تمثّلات في بعض الحالات قد لا تعبّر عن حقيقته.
ومن المؤسف أن الحماسة قد تُذهب العقل، فيستوي العارف  بالمريد في «الطّقس»، وتتحوّل فرصة للتقدّم  إلى مسرحٍ هستيري يباحُ فيه المتاح.
و في غياب مؤسسات سياسية و مدنيّة حديثة ومؤثرة  فإن الجماهير سترتكز على «المؤسسات» التقليدية، ما يجعل الانتماء العرقي و الجهوي «لاعبا» غير متوقّع  في محفل مواطنة، وليس التراشق الذي نراه اليوم بين مختلف المكونات الاجتماعية سوى ترجمة لهذه الحالة.
ملاحظة
و أنت ذاهبٌ إلى المستقبل تخفّف من أسمال أجدادك !

سليم بوفنداسة

المزيد من الأعمدة

أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
محاذير الفرح!

أثار الفرح "المبالغ فيه" بالنّجاح في مختلف امتحانات نهاية السنة، الجدل بين مناصرين للحقّ في...

  • 01 جويلية 2024
«ترندينغ»

تكفّلت مواقع التواصل الاجتماعي بترتيب اهتمامات "الرأي العام"، مُنهية بذلك احتكار وسائل الإعلام...

  • 24 جوان 2024
سِرُّ مالك!

بقدر الدهشة التي تخلّفها جُملته، بقدر الحسرة التي ينتهي إليها قارئه، حسرة على عدم اكتمال قصّة وعلى الصّمت...

  • 03 جوان 2024
«الطريق»

توفر الوسائط التكنولوجيّة "حياةً جديدةً" للإبداع، من خلال القنوات التي تفتحها مع المتلقّي، مختصرةً الجهد والوقت...

  • 27 ماي 2024
الفيلسوف متوحشا

أصاب الحراك الطلّابي في الغرب، الفيلسوف الفرنسي الصهيوني الهوى ألان فينكلكروت بالرّعب، إلى درجة...

  • 20 ماي 2024
الخروج من حُجرة الكتابة

خرج بول أوستر من "حجرة الكتابة" تاركًا أبطاله لمصائرهم الغامضة وشعبًا يتيمًا في مختلف اللّغات، هو...

  • 06 ماي 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com