الثلاثاء 8 أفريل 2025 الموافق لـ 9 شوال 1446
Accueil Top Pub

ضرورة التفكير في المجتمع

 

سليم بوفنداسة

انتفض المجتمع المدني في ولاية خنشلة ضدّ "الراقي الزائر"، الذي أثار الجدل على مواقع التواصل، ودعا السلطات لفتح تحقيق حول قيّامه بنشاط غير مرخص، في مبادرة حضاريّة تكشف عن وعي الجمعيّات وتحمّلها مسؤوليّة التصدي لآفات ظلّت لفترة طويلة في خانة الطابوهات، كآفة الشعوذة التي أصبح بعض مُمارسيها يستخدمون وسائل التواصل لاصطياد الزبائن، كما فعل الراقي المذكور الذي ادعى انتشار السّحر كالوباء.
وحتى وإن كانت الظاهرة موجودة في مختلف المجتمعات، فإنّ محاربتها دليلُ وعيٍ ومؤشّرٌ على أنّ المجتمع يسير في الاتجاه الصّحيح، تماما كما يُؤشّر الإقبال على المشعوذين إلى صعوباتٍ في تدبير شؤون الحياة تدفع بعض النّاس إلى البحث عن حلول سحريّة لمشاكل تُعالج بطرق أخرى، أسهلها الحوار وآخرها الطب!
تكشف حوادث من هذا النّوع عن حاجة مُلحّة إلي "التفكير في المجتمع"، فمستجدات الحياة المعاصرة، لا تتطلّب تلبيّة الحاجات الماديّة، فحسب، بل تستدعي مرافقة اجتماعيّة ونفسيّة، تنهض بها المؤسّسات والمجتمع عبر تنظيماته المختلفة وعلماء الاجتماع والنفس، الذين يكشفون عبر نشاطهم و إنتاجهم المعرفي  وأبحاثهم العلميّة الأمراض والظواهر، ولا يكتفون بانتقاد المجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي أو وسائل الإعلام!
ويتطلّب الأمر أيضا إيجاد قنوات التواصل الناجعة، إذ لا يُعقل أن يجد المحتالُ  شفرات التأثير في الجماهير، كما فعل راقي "التيك توك"، في وقت يعرض  فيه الناس عن العلاج النفسي، بل وحتى  عن علاج بعض الأمراض المزمنة، التي يدعي باعة الوهم علاجها.
ثمّة حلقة ضائعة في منظومتنا الاجتماعيّة، يُمكّن العثور عليها من تفسير الإقبال على نشاطات وخدمات موازيّة وغير مشروعة وتقليدية، على حساب النشاطات المنظمة، وربما تعلّق الأمر بفقدان الثقة في النّشاط المُنظّم والمؤسّسات الحديثة، نتيجة تراكم الخيبات بسبب الطابع البيروقراطي المرتبط بتقديم الخدمة، بما في ذلك خدمات العلاج، لذلك من الضروري مراعاة بناء الثقة عند كل معالجة للمشاكل الاجتماعيّة، مع التركيز على المعالجة الجذرية للأسباب، فردع المشعوذين، مثلًا، لا يكفي للقضاء على الشعوذة، بل يتطلب الأمر بناء إنسان لا يؤمن بالشعوذة والتفسيرات السحرية للظواهر ويلجأ إلى الحلول العقلانيّة و العلمية والقانونية لمشاكله، وهي مهمة  مختلف مؤسسات التنشئة  الاجتماعية على رأسها المدرسة.

المزيد من الأعمدة

اسمي حمزة

اسمي حمزة، كان لي رأسٌ. كانت لي عينان و أحلامٌ صغيرة لا أعلنها. ربما أشبه أحمد الذي لم يعثـروا على رأسه،...

  • 07 أفريل 2025
هوس فرنسي

تحوّلت الجزائر، هذه الأيام، إلى «لازمة» على ألسنة السّاسة والنّخب في فرنسا، وإلى موضوع أثيرٍ على...

  • 24 فبراير 2025
«واقعيّة قذرة»

لن تهنأ الإنسانيّة بعائدات التطوّر العلمي الذي يفترض أن يساعد في حلّ المشكلات ويجعل الحياة أيسر...

  • 17 فبراير 2025
العالمُ برواية «ماسك»!

تحوّل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى كابوسٍ حقيقيٍّ يُؤرّق ساسةً وصنّاعَ قرارٍ في أوروبا، وفق...

  • 20 جانفي 2025
سوارٌ إلكتروني

ظلّت الثقافة على الدوام من أدوات الهيمنة التي تستخدمها قوى استعمارية، في آلية فكّكها إدوارد سعيد...

  • 13 جانفي 2025
حياة في الثقافة

غادر بوداود عميّر فجأة، بعد أن لمّح إلى غيّابٍ مُؤقّت اتقاء شرّ مُنتحلٍ سرق هويّته، قبل أن ينجح...

  • 23 ديسمبر 2024
أبوابٌ ونوافذٌ

بيّنت الأحداث الأخيرة، التي استخدم فيها طرفٌ أجنبيٌّ، كاتبين جزائريين ضدّ بلدهم الأم، في حرب...

  • 09 ديسمبر 2024
صوتُ الحياة

شاخ الوقتُ حولها لكنّها ظلّت في مقتبل الصّبا تسقي الدهشة وتشيعها، لأنّ المنادي الذي نادى النّاس...

  • 25 نوفمبر 2024
المُنمركون !

يصعبُ توقّع ما ستكون عليه الحياة بعد سنوات قليلة، نتيجة التدخّل المفرط للتكنولوجيا فيها، الذي لا...

  • 18 نوفمبر 2024
لا تلوموا أسامة!

يطرحُ الإقبال "غير المتوقّع" على الكاتب السعودي أسامة المسلم في صالون الجزائر الدولي للكتاب،...

  • 11 نوفمبر 2024
«لأسبابٍ سياسيّة» !

قبل سويعات من الكشف عن الفائز بجائزة الغونكور، أمس، نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن ناشرٍ قوله، إن...

  • 04 نوفمبر 2024
الصّورة و النّص

عاش كاتب ياسين حياةً قليلة وبسيطة، عانى فيها من "سوء الفهم" و الأسطرة، فضلا عن الجدل الذي لم يفتر...

  • 28 أكتوير 2024
المُستريحون

تُخفي الفرحةُ بموت أحدٍ، حالة قهرٍ عاشها الفَرِحُ في وجود الرّاحل الذي حقّقت ميتتُه زوال غمٍّ،...

  • 21 أكتوير 2024
طفولــة

سليم بوفنداسة ينشغلُ عددٌ غير قليل من الجزائريين بنظرة الآخر التي تتحوّل إلى مصدر فخرٍ أو سبب...

  • 15 أكتوير 2024
ضرورة الفرز

سليم بوفنداسة لا يواجه الأدب الجزائري مشاكل في التلقي فحسب بل يواجه أيضًا مشاكل في الكتابة...

  • 01 أكتوير 2024
سُقــــوط

سليم بوفنداسة فرضت ثقافة السّوق التي تهيمن على عالمنا المعاصر نمطًا جديدًا من النّخب، تنتجه...

  • 24 سبتمبر 2024
حارةُ المُؤثرين

هل تستطيعُ وسائطُ التّواصل الاجتماعيّ حمل الخِطاب الثقافيّ، وهل يسلمُ، في حال استخدامها من الخِفّة التي تفرضها...

  • 17 سبتمبر 2024
المهيمنُ لا يتحرّج

لا يستريحُ القتلةُ في الصيّفِ، فكلّ الفصول مُناسبة لإراقة الدم، ولعلّهم نجحوا في تحويل المقتلة...

  • 29 جويلية 2024
كرمٌ مُعلن

يمكن اعتبار الاحتفاء بالناجحين علامة صحيّة، لما في ذلك من تقديرٍ للعلم ومُحصّليه، شرط أن يكون...

  • 22 جويلية 2024
محنة الرواية!

تعرّضت الكاتبة إنعام بيّوض إلى حملة تشهير بالغة السوء على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد نشر صوّر...

  • 15 جويلية 2024
Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com