انتظرت العودة إلى قسنطينة بفارغ الصبر و الغربة لم تسرقني من المالوف
عبر فنان المالوف محمد الشريف زعرور، العائد لأرض الوطن و مدينته قسنطينة بعد 14 سنة من الغياب قضاها في فرنسا، للنصر، على هامش الاحتفالية التي نظمت على شرفه أول أمس، بقصر الثقافة محمد العيد آل الخليفة، عن فرحته بالعودة للمدينة التي أحبها و عشق فنها، قائلا بأنه كان ينتظر بفارغ الصبر وصوله لقسنطينة، معربا عن خالص شكره للأسرة الفنية و للسلطات المحلية على التكريم الذي حظي به.
الفنان الذي يعد من بين أجمل الأصوات التي غنت المالوف، رفقة كبار المشايخ و قامات الفن القسنطيني الأصيل، حظي باستقبال مميز من قبل الأسرة الفنية بالمدينة، استقبال أكد للنصر، بأنه أسعده جدا، وزاد من فرحه بالعودة الى مدينته الأم قسنطينة، التي لطالما غنى لها و تغزل بسحرها و جمالها خلال مسيرته الفنية، معلقا « كنت أنتظر العودة لمديني قسنطينة بفارغ الصبر، استغرقت الطائرة ساعتين، و تمنيت أن أصل في دقيقتين»، و قال محدثنا ، بأنه لم يكن يتوقع أن يجد الأسرة الفنية في انتظاره بمطار محمد بوضياف بقسنطينة، حيث حضر له أصدقائه الفنانين مفاجأة و استقبلوه استقبال الكبار كما عبر، لتصبح فرحته فرحتان، الأولى بالعودة لمدينته و عائلته الفنية و فرحة الاستقبال من قبل أحبائه و مقربيه ، قائلا بأن كل الكلمات لا تعبر عن الشعور الذي يختلج صدره .
و عن نشاطاته السابقة في فرنسا، أشار الفنان، إلى أنه لم ينقطع عن الغناء يوما، أما بخصوص الأغاني التي كان يرددها كثيرا في الغربة و التي يحبذ جمهوره سماعها بحنجرته الذهبية، قال محدثنا، بأنها أغنية «يدوم هناكم»، التي تعد من أكثر الأغاني شعبية وطلبا في الحفلات التي يقيمها لجاليتنا في الخارج، مضيفا بأنه طيلة مدة تواجده في فرنسا، لم يتوقف عن الغناء و الاستماع لمشايخ فن المالوف و لأصدقائه الفنانين، كما لم يقطع صلته بالفن، إذ ظل يقيم حفلات و سهرات بديار الغربة و يؤدي مختلف الأغاني القسنطينية، قائلا بأنه لم يستطع الابتعاد عن أداء الأغاني القسنطينية .
و عن الأسباب التي منعته من العودة إلى قسنطينة في السنوات الأخيرة، فضل الفنان عدم الخوض في تفاصيلها، مكتفيا بالتعليق بأن ظروفا خاصة حالت دون عودته، موضحا بأنه يعتزم إقامة حفلات بقسنطينة و مشواره الفني لا يزال متواصلا.
الفنان العربي غزال
محمد الشريف زعرور معروف بخامته المميزة و بشاشته الدائمةمن جهته، أعرب الفنان العربي غزال، رئيس جمعية بيت المالوف، و صاحب المبادرة التكريمية، أنه لم يلتقي بصديقه محمد الشريف زعرور الذي أقام رفقته عديد الحفلات الفنية طيلة 25 سنة ، حيث كان آخر لقاء سنة 1993 في احتفالية ذكرى تأسيس إذاعة قسنطينة الجهوية، و من حينها لم يلتقي بهذا الفنان الذي يعتبره من أبرز اصوات المالوف في المدينة ومن أحبها إلى قلبه.
و عن الحفل التكريمي الذي جاء بمبادرة منه، قال محدثنا، بأنه علم من مدير الإنتاج بمحطة التلفزيون الجزائري بقسنطينة سمير قنز، بأن محمد الشريف زعرور عائد لأرض الوطن ، فقرر مباشرة التواصل مع عدد من الفنانين الذين يؤدون طابع المالوف، و اقترح عليهم الالتقاء بمطار محمد بوضياف بقسنطينة لاستقباله و من ثم تكريمه بالتنسيق مع مدرية الثقافة بالولاية، و هو ما حدث بالفعل إذ لبى الجميع النداء، و كانت مفاجأة رائعة أسعدت ابن قسنطينة الغائب. محدثنا قال أيضا، بأن محمد الشريف كان من أقرب الفنانين إليه حيث كان يتعامل معه كثيرا، معلقا « بأنه إنسان معروف بتواضعه و بشاشته الدائمة».
الفنان توفيق تواتي
هو من عمالقة الفن القسنطينيبدوره أضاف الفنان توفيق تواتي، على هامش الحفل، بأنه من الفنانين الذين رحبوا ودعموا مبادرة تكريم محمد الشريف زعرور، الذي يعد واحد من عمالقة الفن القسنطيني حسبه، خوصا وقد سبق له أن غنى مع كبار مشايخها كمعمر براشي و الفرقاني و الدرسوني ، مضيفا بأنه يحب سماع أغانيه كثيرا خاصة التي يؤديها بطابع الحوزي على غرار أغنية « رجلي مشات بيا» .
و اعتبر المتحدث، الاحتفالية مجرد التفاتة من الأسرة الفنية القسنطينية، للتعبير عن امتنان الجميع، لما قدمه للفن القسنطيني، كما أنه ترحيب من الأسرة الفنية بقرار الفنان العودة إلى أرض الوطن للعيش و إقامة الحفلات من جديد.
أسماء بوقرن