أقليـــة تريـد الاستحـــواذ علـى السلطــة دون انتخابــات
أكد المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك ، على ضرورة الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية، من أجل الخروج من الأزمة الحالية في البلاد ، مشيرا إلى ضرورة توفير كل الشروط الضرورية واللازمة حتى تكون انتخابات حقيقية شفافة ونزيهة، مؤكدا في هذا الصدد على أهمية إنشاء الهيئة المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات، والتي تكون مستقلة عن الإدارة وعن وزارة الداخلية ، وقال لسنا بحاجة إلى مرحلة انتقالية فيها الكثير من المخاطر والصعوبات، مضيفا أن المؤسسة العسكرية تحافظ على الطابع الجمهوري للدولة الجزائرية و ليست لديها أي نوايا للاستيلاء على السلطة.
النصر: أكد الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على ضرورة إجراء الرئاسيات لوضع حد لمن يحاول إطالة أمد هذه الأزمة، وتفادي الوقوع في فخ الفراغ الدستوري، كيف تقرأون ذلك؟
لزهر ماروك: خطاب الفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي كان خطابا دقيقا، وواضحا وصريحا ويتسم بقدر كبير من الحكمة والروية، ولا أبالغ إذا قلت إنه يعتبر بمثابة ورقة طريق لما يجب أن تسير عليه الجزائر في الأيام القادمة، هذا الخطاب يبين أن المؤسسة العسكرية هي مؤسسة تحافظ على الطابع الجمهوري للدولة الجزائرية، كما أن هذا الخطاب يبين أن المؤسسة العسكرية ليست لديها أي نوايا للاستيلاء على السلطة، فبالتالي تتمسك بالدستور، والشيء الآخر أكثر أهمية أن المؤسسة لا تريد الدخول في مرحلة انتقالية التي تكون لصالح فئة قليلة بدون شعبية وبدون تأطير وتريد الاستحواذ على السلطة عن طريق المرحلة الانتقالية ، لهذا أكد على أهمية خيار الانتخابات التي تعد هي السبيل الوحيد لإعطاء الكلمة للشعب للاختيار بكل حرية الرئيس الذي سيحكم الجزائر قادما ، فهذا الخطاب يعكس مدى الوعي الكبير والوطنية لدى المؤسسة العسكرية في الدفاع عن الطابع الجمهوري للدولة وكذلك استمرارية الدولة عن طريق التمسك بالدستور ، وأيضا رفض الفوضى بمعنى رفض المراحل الانتقالية، لأنها قد تفتح الباب للخصومات السياسية و الجهوية والعرقية وتدخل الجزائر في فوضى لا تخرج منها .
ولابد من الشعب الجزائري، أن تكون له ثقة في المؤسسة العسكرية، فلولا المؤسسة العسكرية ودعمها للحراك الشعبي لما حقق الحراك أي مطلب .
النصر : تنظيم الانتخابات الرئاسية، يمكن من الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد، ما رأيكم؟
لزهر ماروك: من الأهمية بما كان أن نذهب للانتخابات ، ففي كل دول العالم، حينما تكون هناك أزمات، فإن المخرج الأول والأخير لهذه الأزمات هو التوجه مباشرة إلى صناديق الاقتراع وإجراء الانتخابات، فأنا لا أفهم هؤلاء الذين يريدون أن يضعوا صناديق الاقتراع جانبا والانتخابات جانبا ويريدون الذهاب إلى مراحل انتقالية واستدعاء شخصيات لم يعد حتى يعرفها الجيل الجديد من الشباب ، فنحن لسنا بحاجة إلى مرحلة انتقالية، لأنه لدينا مؤسسات قائمة ودستور ولدينا تجربة ديموقراطية، فلماذا نعود إلى مرحلة الصفر ، المرحلة الانتقالية معناها العودة إلى الصفر، والمرحلة الانتقالية ستكون خطيرة وصعبة، أولا من ناحية أن من سيدير هذه المرحلة ، بحيث سيكون من الصعوبة بما كان التوافق على شخصيات محددة لإدارة المرحلة الانتقالية، ثم كم ستدوم هذه المرحلة من حيث الزمن، ربما قد تطول والأخطر من ذلك قد تفشل هذه المرحلة الانتقالية في تحقيق أهدافها، فبالتالي لماذا نذهب إلى مرحلة انتقالية فيها الكثير من المخاطر والصعوبات ونترك الانتخابات التي هي الأقل صعوبات والأقل تكلفة والتي من شأنها أن تعطي للشعب الكلمة مباشرة ، فاعتقد أن الجدل القائم الآن في الجزائر بين دعاة المرحلة الانتقالية ودعاة الانتخابات، أنا أفضل الانتخابات ولكن لابد من توفير كل الشروط الضرورية واللازمة حتى تكون انتخابات حقيقية شفافة ونزيهة وأول شيء وقد أشار إليه الفريق قايد صالح وهو إنشاء الهيئة المستقلة لتنظيم والإشراف على الانتخابات، بحيث تكون مستقلة عن الإدارة وعن وزارة الداخلية ، وتكون هيئة ذات سيادة وتكون هي صاحبة القرار في تنظيم الانتخابات إلى غاية الإعلان عن نتائجها وثانيا لابد من توفير مناخ سياسي يسمح بحوار وطني يجمع كل مكونات المشهد السياسي من أحزاب ومجتمع مدني وتنظيمات ونقابات وأيضا تشكيل حكومة تكنوقراطية تتمتع بقدر من المصداقية الشعبية ولابد من ذهاب الباءات التي يطالب الشعب برحيلها يوميا، فإن هذه الباءات أصبحت عائقا أمام تحقيق مطالب الشعب وهي مطالب مشروعة ، ومن جانب آخر لابد من تعديل قانون الانتخابات بالشكل الذي يسمح بما تطالب به المعارضة ليكون قانون يتماشى مع التطورات التي تعيشها الجزائر .
والآن الحراك الشعبي هو أمام اختبار حقيقي وهو إخراج قيادة وممثلين له عبر 48 ولاية ووضع ورقة طريق وبالتالي يصبح طرف من أطراف المعادلة السياسية في الجزائر ولما لا المساهمة والمشاركة في التحضير للانتخابات الرئاسية.
النصر : تتواصل التحقيقات في ملفات الفساد والتي شملت أسماء ثقيلة ماذا تقولون في هذا الشأن ؟
لزهر ماروك: لابد أن نؤكد على شيء أنه من أكبر الشعارات التي رفعها الحراك هو ضرورة «محاسبة السراقين الذين أكلوا البلاد» وثانيا أن في هذا الحراك خرج القضاة وكسروا حاجز الصمت والخوف وخرجوا إلى الشارع وشاركوا في الحراك وافتكوا استقلالية العدالة من خلال هذه المشاركة فبالتالي ن العدالة الآن ترافق الحراك من خلال تجسيد مطالبه وهي استرجاع الأموال ومحاربة الفساد وضرورة تحقيق دولة القانون ولكن نحن نطالب ألا تكون هذه المحاكمات انتقائية أو أنها تشهر بالمواطنين لأنه هناك قرينة البراءة لكل مواطن متهم حتى تثبت إدانته ولا بد من توفير شروط حق الدفاع . ولابد من استرجاع الأموال المهربة الضخمة في الداخل أو تلك القابعة في البنوك الأجنبية .
مراد - ح