ما حدث في سقانة خطير ويجبرنا على تغيير الكثير من الأمور
يرى رئيس اللجنة المركزية للتحكيم على مستوى الفاف محمد غوتي، أن أداء الحكام منذ انطلاق الموسم، لم يكن كارثيا مثلما يزعم الكثير من مسؤولي النوادي، مؤكدا في حوار للنصر أن “قضاة” الملاعب بشر وقراراتهم قد تجانب الصواب أحيانا، مستنكرا في ذات السياق تصريحات الكثير من مسيري الفرق، قبل أن يتطرق لأحداث ملعب سقانة ويصفها ب”الجبانة”، كما ذهب بعيدا في القضية وكشف عن عزم لجنته تقديم مقترح مشروع، يعيد النظر في عقوبات المعتدين على الحكام.
هفوات “قضاة” الملاعب لا تحتاج لعقوبات بل إجراءات تُقوّم السلوكات
*كمسؤول على لجنة التحكيم، كيف تقيم أداء “الفرسان” إلى غاية الآن؟
تمنيت أن يكون التقييم أولا من جانبكم كصحفيين، لأنكم شريك معنا وتتواجدون في جميع الملاعب، ولكن نحن كلجنة تحكيم، نتلقى تقارير أسبوعية بخصوص مستوى وأداء الحكام من طرف مقيمي الحكام، وأرى بأن أداء “قضاة” الملاعب، خاصة خلال مرحلة الذهاب كان مقبولا، بنسبة تتراوح من 80 إلى 90 بالمئة، رغم وجود بعض الأخطاء وهذا لا يمكن أن ننكره، كونه أمرا طبيعيا، لأن الحكم بشر ومثلما يمكنه أن يصيب يمكنه أن يخطئ، بشرط مستحب أن لا تكون “الهفوات” مؤثرة على نتائج المباريات، وإلا هناك قرارات نتخذها.
*نفهم من كلامك بأنكم راضون عن مستوى الحكام بصفة عامة؟
كما قلت لك، هناك إيجابيات وهناك سلبيات، ومن بين النقاط الإيجابية، هو أننا انتهزنا فرصة لعب مباريات الذهاب، التي ينقص خلالها الضغط، لمنح الفرصة لبعض الشبان، والحمد لله تلقينا تقارير إيجابية بخصوص مستواهم، بل أكثر من ذلك، هناك من هنأهم وأرسلوا لنا رسائل تشجيعية بالنسبة لهم في صورة قموح وثوابتي وإبرير وهو أمر محفز، بالنسبة للتحكيم بصفة عامة، ولكن يجب علينا مواصلة العمل، ونحن نحرص دوما على المساعدة على تطوير الكرة الجزائرية، وأقولها دوما بأنه غير مسموح للحكم بأن يخطئ، رغم أن الأخطاء التحكيمية كانت ومازالت وستكون مستقبلا، وأحسن دليل ما يحدث في البطولات الأوروبية الكبيرة، رغم استعمال تقنية “الفار”، إلا أن الملاحظ بأنه رغم العودة لهذه التقنية وبعد استغراق وقت طويل هناك من اتخذ قرارات خاطئة، فما بالك بحكم مطالب باتخاذ القرار المناسب في ظرف ثواني.
*من خلال تطرقك لتقنية “الفار”، هل يمكننا مشاهدتها مستقبلا في بطولتنا؟
تقنية “الفار” صحيح أن استخدامها قلص من نسبة الأخطاء المرتكبة ولديها عدة إيجابيات، لكن قبل الحديث عن هذه التقنية وجب علينا التطرق لملاعبنا، حيث لا تعتبر كلها جاهزة لتطبيق هذه التقنية، وهناك ملاعب لا يمكن حتى نقل المباريات منها على المباشر، وكما هو معلوم، فإن هذه التقنية تتطلب استعمال حوالي 12 كاميرا، أين يتم وضعها والصحفيون يعانون من أجل تصوير مباراة والتعليق عليها، ولكن في المستقبل بحول الله، مع فتح الملاعب الجديدة هناك إمكانية مناقشة ذلك.
أخطاء الحكام ليس لها أمد كونها نابعة من قرار بشر
*وكيف تتعاملون مع رؤساء الفرق الذين يتحدثون عقب كل جولة عن تقارير سوداء ترسل إلى هيئتكم، وهناك حتى من يدلون بتصريحات نارية، بخصوص أداء بعض الحكام؟
في البداية كل شخص مسؤول عن تصريحه، وعندما يتعلق الأمر بتصريح تقني من طرف مدرب أو مسير يقول بأن هناك ضربة جزاء رغم أنها ليست صحيحة، نتقبله بصدر رحب، لكن عندما يخرج عن النطاق، هناك لجان مختصة ستأخذ تصريحه بعين الاعتبار، أين يتم استدعاء المعني للاستماع لأقواله أولا، ثم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
*هل ترى أن “العقوبات” المتخذة في حق المخطئين، كفيلة بتصحيح الوضع؟
لا يمكن القول بأن معالجة ملفات أخطاء الحكام ينتج عنها عقوبة، بقدر ما يمكن اعتبارها إنصافا للفرق المظلومة، ولو أننا لا نستطيع إعادة النقاط، وفي غالب الأحيان نكتفي بتعيين هذا الحكم لأربع مباريات أو خمس على حسب طبيعة الخطأ، على حسب القانون الداخلي وعلى حسب درجة “الهفوة” ومدى تأثيرها على النتيجة، ونحن مقتنعون بأن وضع الحكم المخطئ في “الثلاجة” بالإضافة لعقد جلسة معه، يؤدي حتما لتحسين مستواه.
لا تعليق بخصوص تقليص عقوبات فريق بوحمامة
*بصفتك رئيس لجنة التحكيم، كيف تعلق على الاعتداءات الأخيرة التي تعرض لها الطاقم التحكيمي في مباراة سقانة برابطة باتنة؟
أتحدث باسم لجنة التحكيم، وأصف هذه الاعتداءات بالجبانة، لأن الحكم بشر، وما حدث في مباراة سقانة خطير ويندى له الجبين، ونحن نندد بهذا التصرف، الذي نعتبره غير مقبول، وسنقدم تقريرا مفصلا لأعضاء المكتب الفدرالي، أين سنطالب بإعادة النظر في القوانين المتعلقة بالاعتداءات على الحكام.
وبخصوص قضية لقاء نجم بوحمامة واتحاد بغاي، تم تسليط عقوبات لكن بعد الطعن تم تقليصها، ما رأيك؟
نحن كلجنة تحكيم، ليس لدينا تدخل في العقوبات، مهما كانت الرابطة التي تصدرها، ولدينا ثقة كبيرة في اللجان الموجودة على مستوى كل الرابطات، والحكام من يمكنهم الطعن بخصوص ذلك.
*بصفتك عضوا في المكتب الفدرالي، أ لا ترى بأن القرار المتخذ ببرمجة مباريات الرديف يوم الثلاثاء، سيكون له تأثير على المستوى العام خاصة وأنه يتزامن مع يوم الدراسة بالنسبة للطلبة الجامعيين؟
هذا قرار متخذ من طرف المكتب الفدرالي، لا يمكنني التعليق عليه، رغم أنه ليس قرآنا منزلا، ونحن ننتظر التقارير بخصوص الإيجابيات والسلبيات، وبعدها يمكننا اتخاذ القرار المناسب، المهم أننا نبحث عن تطوير الكرة الجزائرية.
ملاعبنا لا تضمن حتى النقل المباشر فما بالك باستعمال “الفار”
*وما هي الرسالة التي تمررها للحكام ورؤساء الفرق واللاعبين بخصوص المرحلة القادمة، التي ستكون أكثـر أهمية؟
المرحلة القادمة حساسة للغاية، أين ستكون النقاط مهمة سواء في سباق الصعود أو التنافس على ضمان البقاء، وهو ما يجعلنا نطلب من الحكام العمل على الحد من الأخطاء، وهناك أطراف تقوم بمراقبة الحكام، كما نطلب من رؤساء الفرق تفادي التصريحات النارية أو القيام بتصرفات سلبية في الملاعب، عوض البحث عن كيفية تصحيح الأخطاء من خلال ارتكاب هفوات أخرى، قد تعقد الوضع أكثر.
حاوره:بورصاص.ر