اكتسبت تجربة في ريو و سأكون مفاجأة الألعاب الأولمبية المقبلة
يرى العداء الجزائري ياسين حتحات في اختصاص 800 و1500 متر، أن الفرصة مواتية أمامه لاعتلاء منصة التتويج في الألعاب الأولمبية القادمة، بعد الخبرة التي اكتسبها من مشاركته في أولمبياد ري ودي جانيرو، مضيفا في حواره مع النصر، بأنه لا يوجد فرق بينه وبين أفضل العدائين في العالم، في ظل الأرقام الرائعة التي يمتلكها، موجها رسالة إلى اتحادية ألعاب القوى من أجل وضع الرياضيين في أفضل الظروف، تحسبا للمواعيد القادمة، كما تحدث حتحات عن أوضاعه وأوضاع بعض زملائه، ممن يتواجدون بكينيا منذ أزيد من 4 أشهر، بعد غلق كافة الخطوط الجوية جراء تفشي فيروس كورونا.
حاوره: مروان. ب
mبداية طمئنا عن نفسك وبقية زملائك، بحكم أنكم عالقون في كينيا منذ عدة أشهر ؟
الحمد لله أنا وزملائي بصحة جيدة، رغم أننا عالقون بدولة كينيا منذ عدة أشهر، بعد أن تم غلق كافة المطارات والحدود الجوية، جراء تفشي فيروس كورونا في مختلف بلدان العالم، ولو أننا نحاول أن نستغل هذه الفترة العصيبة، من أجل مواصلة التحضيرات تحسبا للمواعيد القادمة، خاصة وأن المكان مناسب، فالعاصمة نيروبي كما تعلمون، مرتفعة عن مستوى سطح البحر بـ 1700 متر.
لا فرق بيني وبين أفضل العدائين في العالم
mمنذ متى وأنتم بكينيا وهل هناك بوادر لانفراج أزمتكم؟
متواجد بكينيا منذ 16 فيفري الماضي، أي منذ أكثر من أربعة أشهر كاملة، وتنقلت هناك رفقة بعثة تضم عدة رياضيين، أين برمجنا معسكرا إعداديا يدوم 40 يوما، وعندما كنا نتأهب للعودة تفاجأنا بغلق كافة الخطوط الجوية، بعد تفشي وباء كورونا، ومنذ ذلك الحين لا يوجد أي جديد بخصوص موعد عودتنا لأرض الوطن، بعد أن تبخر حلم إجلائنا، ففي كينيا تم تطبيق الحجر الصحي لثلاثة أشهر، وأغلق كل شيء ولم تتبق سوى بعض الرحلات الاستثنائية، ولكن من كينيا صوب دول أخرى غير الجزائر، لقد سبق أن سجلنا ضمن موقع وزارة الخارجية، وكان ذلك بمثابة إجراء روتيني لمعرفة عدد العالقين بالخارج، على أن نودع نيروبي بعد عودة الرحلات الجوية بناء على المعلومات التي بحوزتنا، لأن احتمال الإجلاء تلاشى بالكامل.
mيقال بأن السفارة الجزائرية لم تُقصر اتجاهكم، ماذا قدمت لكم من خدمات طيلة هذه الفترة ؟
بعد أن علمنا بإلغاء رحلتنا الجوية إثر تفشي وباء كورونا، كان لنا اتصال مع مسؤولي السفارة الجزائرية، وطلبت منا السفيرة ترك مدينة إيتان التي كنا نحضر بها، والالتحاق بمدينة نيروبي لنكون إلى جانبها، حتى تستطيع التكفل بنا بالكامل، وصراحة لم تبخل علينا بشيء، حيث وضعتنا بإقامة مريحة جدا، وسهرت على توفير كافة طلباتنا، خاصة خلال شهر رمضان، أين كنا نزود بكل ما لذ وطاب من الأطباق الجزائرية، وصدقوني اندهشنا من معاملتها الرائعة لنا، فقد كان بمثابة الأخت ولن ننسى وقفتها إلى جانبنا في هذه الفترة العصيبة، التي مررنا بها.
السفيرة لم تُقصر اتجاهنا ولن ننسى وقفتها في هذا الظرف العصيب
mهل واصلتم التحضيرات بعد الانتقال إلى نيروبي أم اكتفيتم بالبقاء بمقر الإقامة المخصص لكم، خوفا من الإصابة بفيروس كورونا ؟
قبل الانتقال إلى العاصمة الكينية أكملنا برنامجنا التحضيري المسطر بمدينة إيتان، ولم نأبه حتى لتأجيل الألعاب الأولمبية والبطولة الإفريقية المبرمجة بالجزائر، كوننا لم نشأ تضييع فرصة التواجد بمكان جد مرتفع عن سطح البحر، ولكن بعد الوصول للعاصمة عمدنا لتخفيض وتيرة العمل مع حلول شهر رمضان وتطبيق الحجر الصحي، واكتفينا ببعض التمارين الخفيفة بحديقة الفندق للحفاظ على اللياقة البدنية، غير أن الأمور تغيرت بعدها وعدنا لبرنامجنا بشكل تدريجي مع تخفيف إجراءات الحجر، إذ قام بعض المسؤولين بنقلنا إلى إحدى الغابات المجاورة، والآن نحن بصدد استعادة مستوانا الحقيقي، رغم أن العاصمة نيروبي لا تتوفر على كافة الإمكانيات ووسائل الاسترجاع، ولكن هذا لم يُثن عزيمتنا، بل حاولنا التعايش مع هذه الظروف الموجودة، واستغلال هذه الفترة الطويلة للاستعداد للمواعيد الهامة، التي تنتظرنا أبرزها الألعاب الأولمبية المبرمجة صيف 2021.
استراتيجية اتحادية ألعاب القوى كبحت طموحات ولا نيأس !
mقبل أن نواصل حوارنا، بودنا أن تقدم نفسك أكثـر للقراء والجمهور الرياضي ؟
اسمي حتحات ياسين من مواليد 30 أوت 1991، بدأت ممارسة رياضة ألعاب القوى في سنة 2005، حيث تم اختياري في الألعاب المدرسية، وهناك أبنت عن مردود رائع فاجأ الجميع، ما جعلهم ينصحوني بالمواصلة في هذا الدرب، لألتحق في 2013 بصفوف المنتخب الوطني، أين خضت أول مسابقة لي بألعاب البحر الأبيض المتوسط بتركيا في نفس السنة، وأنهيت البطولة في المرتبة الرابعة، كما شاركت في عدة منافسات قارية وملتقيات دولية، على غرار الألعاب الإسلامية 2013، والبطولة الإفريقية 2014 والبطولة العالمية ببكين 2015 والبطولة الإفريقية بالكونغو برازافيل 2015، ناهيك عن الألعاب العالمية العسكرية في ذات السنة، وفي 2016 كان لي شرف المشاركة في الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو، لأتعرض بعدها لإصابة خطيرة أبعدتني عن أجواء المنافسة ل10 أشهر كاملة وهناك ضيعت بطولة العالم بلندن، لأعود في 2018 وأخوض ألعاب البحر الأبيض المتوسط بإسبانيا، وهي البطولة التي أنهيتها في الصف الرابع بحكم عودتي المتأخرة لأجواء المنافسة.
عالقون بكينيا منذ أكثر من 4 أشهر والبعثة كلها بخير
mمتى آمنت بموهبتك وإن كانت لديك إنجازات حدثنا عنها؟
بخصوص كافة مشاركاتي، اعتبر خوضي الألعاب الأولمبية المحطة الأفضل في مشواري، رغم أنني أنهيت البطولة في المرتبة التاسعة، واكتفيت بالوصول إلى الدور نصف النهائي، وهناك قطعت عهدا على نفسي بأن أخوض أولمبياد طوكيو من أجل حصد إحدى الألقاب، خاصة وأن أرقامي الشخصية جد رائعة دوليا، ففي سباق 800 متر أمتلك دقيقة و44 ثانية و81 جزء بالمائة، وفيما يخص سباق 1500 متر، رقمي الشخصي هو 3 دقائق و35 و68 جزء بالمائة، وهي نتائج جيدة، وتجعلني أسعى لتحسينها أكثر حتى أكون ضمن الأسماء المتوّجة في طوكيو، خاصة وأنني اكتسبت الخبرة جراء مشاركتي في الألعاب السابقة.
mما تعليقك على قرار تأجيل أولمبياد طوكيو ؟
يقال «كل خيرة فيها تأخيرة»، رغم أنني لم أتقبل في بادئ الأمر فكرة تأجيل الأولمبياد، خاصة وأنني كنت جاهزا بنسبة كبيرة جدا لهذا الموعد العالمي، ولكن بعد الحديث مع مدربي اقتنعت بأن التأخير يصب في صالحي، كوني بحاجة لتعديل بعض الأمور ومعالجة بعض النقائص، على أن أخوض ألعاب طوكيو بنية حصد إحدى الميداليات، فروحي التنافسية لن تجعلني أرضى بالمشاركة فقط، كما أرى نفسي أمتلك كافة المؤهلات لمفاجأة الجميع، والصعود لمنصة التتويج، رغم إدراكي بصعوبة المأمورية، في وجود أبطال عالميين تركوا بصماتهم في كبرى الدورات.
mلماذا تراجعت الجزائر عن إنجاب أبطال متميزين في رياضة ألعاب القوى والعدو بالتحديد واكتفينا بمخلوفي فقط في آخر السنوات ؟
الجزائر تعج بالرياضيين المتميزين، والحسابات الضيقة والمصالح الشخصية وراء قتل عدة مواهب في كافة الاختصاصات، فلعلمكم لا يوجد هناك تشجيع كاف للرياضات الفردية، وحتى إن تُوج البعض في المحافل الكبرى يكون ذلك بمثابة ضربة موجعة لأطراف معينة، كونها ستكون ملزمة بتلبية كافة الطلبات، صدقوني الجزائر ولادة ورياضة ألعاب القوى لطالما رفعت الراية الوطنية عاليا، ويكفي العودة لإنجازات مرسلي وحسيبة بولمرقة وأخيرا زميلنا توفيق مخلوفي.
الحسابات الضيقة والمصالح الشخصية وراء قبر عدة مواهب
mما الفرق بينكم وبين زميلكم مخلوفي وهل هو محظوظ أم أنه اجتهد أكـثـر ؟
الإستراتيجية المتبعة من طرف اتحادية ألعاب القوى الجزائرية وراء كبح طموحات الرياضيين، فالعراقيل كانت وراء إحباط معنويات عدة أبطال، ولكن يتوجب علينا عدم اليأس ومواصلة التضحيات في سبيل معانقة كافة الأهداف، وعن الفرق بيننا وبين البطل الأولمبي توفيق مخلوفي، فلا أجد ما يُذكر باستثناء الدعم، فالتحضير لبطولة بحجم الأولمبياد يتطلب جهدا كبيرا، ودعما في المستوى ولا يقتصر على معسكر تحضيري واحد بالخارج، ورياضيو النخبة يعدون على الأصابع كما تعلمون، ولو تم الاهتمام بهم جميعا، لكنا قد أهدينا الجزائر عدة ميداليات في الألعاب الأولمبية، وليس ميدالية وحيدة كما جرت العادة في آخر نسختين، نحن نتفهم المساندة التي يحظى بها مخلوفي مقارنة ببقية العدائيين، كونه بطل عالمي رفع راية البلاد عاليا، ولكن المواهب الصاعدة أيضا بحاجة للتشجيع للسير على خطاه.
mما هي طموحاتك وأهدافك المستقبلية؟
بصراحة أتدرب من أجل الفوز بميدالية في الألعاب الأولمبية أو البطولة العالمية، وأنا أقوم بتدريبات جد شاقة، ولا يوجد فرق بيني وبين أفضل العدائين في العالم، ولو أحظى بنصف ما يوفر لهم، سأكون حاضرا بشكل دائم فوق منصات التتويج.
أخصائية نفسانية تتواصل معنا يوميا ونعمل للعودة في أحسن جاهزية
mهل من كلمة أخيرة ؟
بحول الله سأكون مفاجأة الألعاب الأولمبية بطوكيو، وعلينا بالصبر والاجتهاد من أجل الوصول إلى كل ما نصبو إليه، لأن لذة الفوز ليس لديها أي وصف، كما استغل الفرصة للتوجه بشكري الجزيل لكم على منحي الفرصة، وبحول الله لن أخذلكم، كما أشكر الوزارة أيضا بعد أن خصصت لنا طبيبة نفسانية للحديث إلينا بشكل يومي، بهدف الرفع من معنوياتنا، كونها مهمة لمواصلة التحضيرات بكل جدية. م. ب