مؤامرة أبعدتني عن السنافر وأنتظر عودة أيام الموك الجميلة
خصنا لاعب شباب قسنطينة الأسبق حمزة بولمدايس، بحوار مطول عاد فيه بنا إلى مشواره الكروي الحافل، مؤكدا بأن تجربته مع السنافر ستظل الأفضل، كما تحدث ابن مدينة الجسور المعلقة عن أسباب معاناة الموك، ورأيه في التشكيلة الوطنية بقيادة جمال بلماضي، وعدة أمور أخرى تكتشفونها في هذا الحوار.
حاوره: مروان. ب
*ماذا يفعل حمزة بولمدايس، بعد أن وضع حدا لمشواره الكروي ؟
بعد سنوات داخل المستطيل الأخضر، فضلت الآن الركون للراحة، والاهتمام ببعض الأمور الشخصية، مع الحرص على دخول عالم التجارة، في انتظار اتخاذ قراري النهائي، بخصوص العودة لكرة القدم أم تطليقها بشكل نهائي.
*صراحة، هل لديك النية للعودة إلى عالم كرة القدم ؟
صدقوني لم أفصل في أمري بعد، ولو أنه لدي الرغبة بعض الشيء في البقاء على مقربة من عالم كرة القدم، ولذلك أفكر في إمكانية التحول إلى مدرب أو حتى امتهان مهنة «مناجير»، خاصة وأنني أرى بأن لدي كافة المؤهلات، فمثلا أنا أمتلك شهادة كاف c، في ظل حيازتي على صفة لاعب دولي، غير أن اختيار التوجه لمدرب أو مناجير، يتطلب مني بعض الوقت، وسأتخذ القرار في الوقت المناسب، وكما تعلمون هناك لاعبين ترى فيهم مواصفات المدرب حتى قبل اعتزالهم كرة القدم، كما أن هناك من يمتلك كاريزمة المسير الناجح، في وقت يوجد لاعبون لا يمتلكون أي ميزة.
لازلت غاضبا من منح غوميز الورقة البيضاء !
*ألا ترى نفسك قادرا على السير على خطى أبناء مدينتك عرامة ومجوج ؟
كما قلت لكم سأفكر في الموضوع جدية، وهناك أمثلة ناجحة قد تزيد من رغبتي في العودة إلى عالم كرة القدم، وحتى إن لم يُكتب لي أن أكون مدربا أو مناجيرا، سأكون راض بالحصول على بعض الشهادات سواء في مجال التدريب أو التسيير، فلا تدري قد أكون بحاجتها يوما ما، كما أن التعليم مفيد للجميع دوما.
*بالعودة إلى تجاربك الكثيرة، هل أنت راض بالمشوار الذي بصمت عليه ؟
صدقني راض كل الرضا على مسيرتي الكروية، ويكفيني أنني لعبت لأفضل الفرق على المستوى الوطني بداية بمولودية قسنطينة ومولودية العلمة، مرورا بشبيبة بجاية وشبيبة القبائل، وصولا إلى شباب قسنطينة ووفاق سطيف ومولودية بجاية، والحمد لله غالبية تجاربي ناجحة، خاصة وأنني تركت بصمتي ونلت رضا الأنصار، الذين يتذكرونني إلى الحين، دون أن أنسى تشرفي بدعوة المنتخب الوطني، حيث زاملت لاعبين كبار في صورة محرز وبراهيمي وفغولي ومبولحي.
*أكيد أن مواسمك مع السنافر تبقى الأفضل في مسيرتك، أليس كذلك ؟
كما سبق أن أكدت لكم، تجاربي كانت مميزة في كافة الفرق التي دافعت عن ألوانها، وحتى تلك التي لم يُكتب لي النجاح معها أصنفها بالإيجابية، كونها علمتني أشياء جديدة استفدت منها فيما بعد، وعن تجربتي مع السنافر ستظل الأفضل، خاصة وأنني عشت قرابة أربع مواسم استثنائية، وكنت وراء عودة الفريق إلى مكانته الطبيعية ضمن الكبار، كما نلت شرف المنافسة على لقب هداف البطولة لثلاث مواسم متتالية، دون أن أنسى عملي مع مدربين كبار في شاكلة روجي لومير ودييغو غارزيتو، لقد وجدت راحتي مع السنافر، كما أنهم منحوني كافة الدعم، ما مكنني من تفجير طاقاتي، غير أن طريقة مغادرتي للفريق في آخر المطاف، لا تزال تحز في نفسي، وتركت لدي أثرا سلبيا.
يحز في نفسي تضييع جائزة هداف البطولة في ثلاثة مواسم متتالية
*قبل معرفة أسباب مغادرتك للشباب، حدثنا عن منافستك على لقب الهداف لثلاث مواسم متتالية ؟
من بين الأمور التي أحزنتني كثيرا خلال مسيرتي الكروية الحافلة، عدم فوزي بلقب هداف البطولة مع شباب قسنطينة، رغم منافستي الشرسة طيلة ثلاث مواسم كاملة، فلا أعتقد بأن هناك لاعبا جزائريا سجل أهدافا كثيرة في مواسم متتالية، والدليل أن لقب الهداف كان يفوز به في كل موسم لاعب جديد، ورغم هذا سأظل سعيدا بما قدمته، ويكفيني أنني نصبت نفسه ضمن أفضل الهدافين في تاريخ الشباب، كما أنني أعتبر الهداف التاريخي للفريق، منذ ولوج عالم الاحتراف.
لمّحت إلى إبعادك من الشباب بطريقة أثرت في نفسيتك، هل لك أن تكشف لنا ماذا جرى ؟
بروزي مع الشباب في تلك المواسم لم يشفع لي، حيث تعرضت لمؤامرة كانت وراء مغادرتي للفريق، وحدث هذا في عهد المدرب الفرنسي ديديي غوميز، الذي صدمني بإدراج اسمي ضمن قائمة المسرحين، رغم إنهائي الموسم في صدارة الهدافين، أنا لم أكن حاقدا على هذا المدرب، بقدر ما كان استيائي موجها للإدارة التي لم تدافع عني، بحجة امتلاك المدرب للورقة البيضاء، فأنا أستغرب لحد الآن الأسباب التي جعلت المسيرين، يمنحون هذا المدرب كافة الصلاحيات، رغم أنه لم يكن لديه أي بصمة في الفريق وقاده للنجاة من السقوط بصعوبة، ناهيك عن أن غوميز لم يكن يتخذ القرارات بمفرده، فالجميع يعلم بأن القائمة التي أعدها في ذلك الموسم، كانت بتدخل بعض اللاعبين ممن كانوا يُملون عليه كل شيء، على العموم حدث ما حدث، وغضبي موجه بشكل أكبر للمسيرين، فلولاهم لما عاث هذا المدرب فسادا في الفريق، كما أن الأخير كان وراء حرماني من التتويج فيما بعد مع الشباب، الذي حصد اللقب بعد رحيلي.
أفكر في إمكانية التحوّل إلى مدرب أو مسير ولم أفصل في أمري بعد
*تبدو غاضبا على من دفعوك إلى الرحيل ؟
بطبيعة الحال غاضب على هؤلاء المسؤولين، فبسببهم حُرمت بعدها من التتويج مع الشباب بلقب البطولة، كما أنه لا يعقل منح مدرب بتلك المواصفات كل تلك الصلاحيات، فأنا لم أفهم ما حدث لحد الآن، وكنت سأظل صامتا، لو تعلق الأمر بمدرب في شاكلة عبد القادر عمراني الذي قادنا بعدها للتتويج بعد عدة مواسم من الانتظار، فمدرب من هذا النوع لا يحق لأي كان مناقشة قراراته، على عكس غوميز الذي كان يعمل بمشورة بعض اللاعبين، وهنا استغل الفرصة لأبارك عودة عمراني لقيادة الشباب، وأنا متفائل بمقدرته على قيادة الفريق نحو نتائج أفضل، في ظل معرفته ببيت الشباب، ناهيك عن امتلاك كافة مواصفات المدرب الناجح.
صدق من قال بأن محرز ملك الترويض ومطالب بفتح مدرسة
*ماذا كان ينقص جيلكم لحصد الألقاب، خاصة وأنه من حيث الأسماء كان أفضل من الجيل المتوج بالبطولة الثانية في تاريخ الشباب ؟
صحيح في فترة دفاعي عن ألوان الشباب امتلكنا أسماء مميزة، ولعبنا تحت إشراف مدربين كبار في شاكلة لومير وغارزيتو، غير أن الحظ لم يحالفنا للفوز بلقبين على الأقل، والسبب معروف وهو غياب الاستقرار، ففي كل موسم كانت تحدث لنا المشاكل بعد البداية القوية، لنجد أنفسنا نكافح لضمان البقاء بدلا من المنافسة على الألقاب، ولو أن لا أحد بإمكانه إنكار فضل الإدارات السابقة، والتي كانت وراء عودة الفريق إلى مكانته الطبيعية، فبفضلها صعد الشباب للرابطة الأولى، كما كانت وراء إعداد فرق محترمة مهدت فيما بعد الطريق للجيل المتوج بلقب البطولة، وهنا أؤكد لكم بأنني احتفلت كمناصر بذلك اللقب، كوني انتظرته لسنوات عديدة، والحمد لله الفريق الآن في منحى تصاعدي، وقد نراه فوق منصات التتويج مجددا.
لاعبون أثروا في قرارات غوميز وهكذا حرمت من تاج 2018
*لا يمكن أن نتجاهل تجربتك مع الموك، ما رأيك فيما وصل إليه هذا الفريق العريق؟
لعبت للموك عندما كانت في أزهى أيامها، وسأظل أتشرف بتلك التجربة الرائعة، وأتمنى من كل أعماق قلبي أن تعود تلك الأيام الجميلة، لأن فريق بهذا الحجم مكانه مع الكبار، ولا يعقل أن يظل في جحيم الأقسام السفلى لسنوات إضافية، صدقوني مشكلة المولودية في غياب مسؤولين أكفاء، وإلا كيف نفسر تخبطها في المشاكل لعدة سنوات، أنا أتمنى أن يحققوا الصعود هذا الموسم، ولو أن خطر إلغاء المنافسة يهددهم، كما آمل أن يعود ديربي قسنطينة للواجهة لأننا اشتقنا له كثيرا، ضف إلى ذلك مدينة بحجم قسنطينة، مطالبة بتقديم ثلاثة فرق على الأقل في الرابطة الأولى.
قلائل من توقعوا تتويج الخضر بالكان وكنت واحدا منهم
*شباب قسنطينة كان بوابتك للالتحاق بالمنتخب الوطني، كيف عشت تلك الفترة؟
مواسمي المتميزة مع النادي الرياضي القسنطيني، كُللت بحصولي على دعوة الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، الذي استدعاني لتربص مباراة البوسنة التي لعبت بملعب 5 جويلية، والحمد لله تشرفت بداية بهذا الموعد بمزاملة لاعبين كبار قدموا الكثير الخضر، ولا زالوا لحد الآن يدافعون عن الألوان الوطنية، وأذكر منهم القائد رياض محرز وياسين براهيمي ورايس مبولحي وإسلام سليماني وسفيان فغولي، كما كانت لي الفرصة أن تواجدت مع المدرب كريستيان غوركوف، ولو مع المنتخب المحلي، وهي ذكريات جميلة بالنسبة لي، فليس من السهل على أي لاعب محلي وقتها أن يظفر بمكانة مع كل تلك الأسماء المتألقة، والناشطة بكبرى الفرق الأوروبية، أنا راض بما قدمته طيلة مسيرتي، التي كانت حافلة بأتم معنى الكلمة.
غياب مسيرين أكفاء وراء تخبط الموك في جحيم الأقسام السفلى
*كيف تابعت تتويج المنتخب الوطني بنهائيات كأس أمم إفريقيا بمصر 2019 ؟
سأفاجئكم إن قلت لكم بأنني توقعت ذلك قبل التنقل إلى مصر، في ظل حيازتنا على جيل متميز من اللاعبين، كانوا يفتقدون لربان جيد فقط، وأعني مدرب بإمكانه إخراج كل ما لديهم، والحمد لله تم التعاقد مع جمال بلماضي في الوقت المناسب، حيث أعطى نفسا جديدا للخضر، بدليل أنهم أبهرونا في “الكان”، وجعلوا الجميع يتنبأ لهم بالتتويج بمجرد مرور مباراتين فقط من انطلاق البطولة، على العموم، بلماضي استطاع جلب الكثير في وقت وجيز، وأتوقع له مستقبل أفضل، خاصة إذا ما توفرت لديه ظروف العمل المناسبة.
*وماذا تقول لنا عن المايسترو رياض محرز الذي زاملته مع المنتخب ؟
اكتفيت بالتواجد في مناسبة فقط مع رياض محرز وكانت كفيلة بالوقوف على موهبة خارقة، فهو لاعب موهوب بالفطرة، ونجح بفضل العمل المضني في الوصول إلى ما يحلم به كل لاعب محترف، فليس من السهل أن تضمن مكانة في فريق بحجم مانشستر سيتي وليس هذا فحسب بل تكون من نجومه، والدليل ما يبصم عليه لحد الآن، فلقد جعلنا نفخر به، ويكفينا ما قالوه عنه من ثناء، على غرار العبارة التي شدتني مؤخرا، إذ وصفه الدولي التونسي السابق ومحلل قنوات بي إين سبورتس حاتم الطرابلسي بملك الترويض، وطلب منه فتح مدرسة لتعليم فنيات الكونترول، هو لاعب عالمي ونحن ندعمه ونتمنى له كل التوفيق.
م. ب