كشف المخرج التلفزيوني عزيز شولاح في هذا الحوار الذي خص به النصر، أنه بصدد إنجاز مشروع فيلم تلفزيوني بعنوان «ريح تور 2»، و اعتبره امتدادا لفكرة الفيلم الأول الذي أخرجه منذ سنوات، لكن هذه المرة برؤية مختلفة و مقاربة مغايرة..
عزيز شولاح يرفض، على غرار كل مخرج و فنان مبدع، الابتعاد عن الساحة الفنية، مؤكدا أن التقاعد الإداري لن يمنعه من ممارسة هوايته المفضلة و هي الإخراج، لكن برؤى جديدة و مقاربات تأخذ بعين الاعتبار تطوّر المجتمع و الأفكار المتناقضة لمختلف الأجيال.
حاوره: حميد بن مرابط
. النصر: يبدو أن المخرج عزيز شولاح يرفض فكرة التقاعد، و الدليل أنه يعكف على إنجاز مشروعين فنيين جديدين؟
ـ عزيز شولاح: في الحقيقة أنا أرفض فعلا فكرة التقاعد، فالمخرج، على غرار أي فنان و مبدع، يرفض التقاعد، مادام يتفاعل يوميا مع المجتمع و المحيط.
أنا فعلا متقاعد من عملي الرسمي كمخرج تلفزيوني، و لكن هذا التقاعد في الحقيقة إداري فقط، و ليس هناك أي مانع يمنعني من النشاط و مواصلة العمل و الإنتاج، و الدليل على ذلك أنني على اتصال دائم بالمحيط الثقافي و التلفزيوني، و كذا الفنانين و الممثلين و المنتجين، و أعكف حاليا على إنجاز مشروع فيلم جديد.
ممثلون من مختلف الولايات في «ريح تور2»
. هل يمكنك أن تحدثنا عن هذا المشروع؟
ـ المشروع يتمثل في الجزء الثاني من الفيلم الكوميدي «ريح تور»، فهو يعتبر تكملة للجزء الأول، لكن بمقاربة جديدة، تتمثل في مشاركة ثلاثة أجيال في «الرحلة»، الآباء الذين يمثلون الشخصيات التي شاركت في الجزء الأول، ثم الأبناء، و حتى الأحفاد، و أخذ السيناريو الجديد بعين الاعتبار، تطور المستوى الاجتماعي للشخصيات، فمثلا السايح البوسطاجي، أصبح صاحب مقاولة في مجال البريد و المواصلات (المناولة)، فيما أصبح حسان بن زراري، صاحب وكالة خاصة للتأمين، و علاوة «الطاكسيور» استفاد من قرض «أنجام» فتمكن من شراء عدة سيارات و أصبح صاحب مؤسسة للنقل، في حين أصبح «روكي البزانسي» رجل أعمال كبير في مجال صناعة الأدوية..
هناك بعض التغييرات البسيطة في الشخصيات، أترك عشاق الأفلام الكوميدية يكتشفونها في وقتها، و هي التغييرات التي فرضت علينا بحكم وفاة الممثل كمال كربوز رحمه الله، و الذي تقمص في الجزء الأول شخصية صاحب مقهى «قهواجي»، و ترفض أرملته (فطيمة حليلو) بيع المقهى، لأنها ذكرى من زوجها تشتم فيها رائحته، فحولتها إلى مقهى و محل لبيع المأكولات الخفيفة للنساء، و كذلك الشأن بالنسبة للكوميدي الكبير رشيد زيغمي رحمه الله.
. نستخلص من كلامك أن «ريح تور 2» سيعرف مشاركة وجوه فنية جديدة من خارج قسنطينة..
ـ أكيد.. كما قلت في بداية الحوار، فإن تطور المستوى الاجتماعي لشخصيات الفيلم، أجبرنا على إعطاء البعد الوطني و حتى الإقليمي للفيلم، لهذا فضلنا إشراك ممثلين و ممثلات من مختلف مناطق الوطن، على غرار بختة بن ويس و بن قاقة و أحلام التي ستتقمص دور زوجة «روكي البزانسي»، من وهران، و كذا حميد عاشوري و مداني مسلم من الجزائر العاصمة، و جمال حمودة و عبد الحق بن معروف و حفيظة بوضياف و ربيعة سلطاني من عنابة، و فاطمة بطوش من باتنة، و الفنانة المتميّزة صبرينة قريشي، الشهيرة باسم «خوخة» ، و كذا الممثلة القسنطينية الشابة هاجر سيراوي..
عنتر هلال نجم الفيلم
. لكن يبقى الفنان القدير عنتر هلال نجم الفيلم بلا منازع..
ـ عنتر هلال له دور رئيسي في هذا الفيلم، و أظن أن كل زملائه من الفنانين الكبار يرحبون بعنتر في أي عمل كان، و يبقى ملح الطعام و نجم بلا منازع باعتراف الجميع..
. نعود الآن إلى سيناريو الجزء الثاني لفيلم «ريح تور 2»، هل تدور فكرته حول نفس الموضوع، أي كرونولوجيا رحلة صيفية تضم مجموعة من الجيران القاطنين بنفس الحي؟
ـ للعلم فكرة و سيناريو الجزء الثاني من توقيعي، أما الحوار فهو لزميلي الفنان جمال حمودة، لكن المقاربة هذه المرة تختلف، فلم يعد يغلب الطابع الكوميدي على العمل، فبالنظر لتطور المستوى الاجتماعي لأبطال الفيلم، و مشاركة ثلاثة أجيال، حاولنا تسليط الضوء على قطاع جد مهم في بلادنا، و الذي يتوجب إعادة النظر في طريقة تسييره و الاستثمار فيه، لإنعاش الاقتصاد الوطني، و ترسيخ ثقافة جديدة خاصة به، و هو قطاع السياحة..
بعد الرحلة الأولى التي كانت على متن حافلة مهترئة، و الاصطياف في الخيم و ما يترب عن ذلك من مشاكل ، ستكون رحلة الجزء الثاني نحو بلد شقيق و الإقامة بفندق ذي نجوم، و الرحلة ستكون على متن حافلة سياحية فاخرة، تتوفر بها كل وسائل الراحة.
و مثل هذه الرحلات تضم جانبا ثقافيا يبرزه دليلان سياحيان، من الجانب الجزائري الممثل عبد الحق بن معروف، و من الجانب التونسي الفنان متعدد المواهب جعفور.
. هل الجانب الثقافي وطني أي قبل الدخول إلى التراب التونسي؟
ـ المحطة الأولى ستكون بمدينة قالمة، و بالتحديد في حمامها المعدني المعروف بحمام «المسخوطين»، فالمنطقة مصنفة الثانية عالميا، و هي فرصة للمرشد أو الدليل السياحي لتصحيح بعض المفاهيم بخصوص أصل التسمية، خاصة و أن الاعتقاد السائد خاطئ، حيث يحاول الدليل السياحي إماطة اللثام عن أصل التسمية، و هي في الأصل حمام «مسك وطين».. و البقية تكتشفونها خلال متابعة الفيلم.. بعد ذلك تتوقف الرحلة بناحية مداوروش، و هي زيارة مقصودة في السيناريو، حيث برمجت زيارة إلى ضريح ثم بيت القديس سانت أوغيستين، و لتصحيح بعض المعطيات التاريخية حول هذه الشخصية.
. و ماذا عن الإنتاج؟ هل سيكون، على غرار الجزء الأول ، لمحطة قسنطينة الجهوية للتلفزيون ؟
ـ صدقني لحد الساعة مسألة الإنتاج لم يتم الحسم فيها، و أنا بصفتي صاحب الفكرة و السيناريو و الإخراج، فإنني مهتم بالجانب التقني و الممثلين، أكثر من أي شيء آخر، و حسب مدير أعمالي و ساعدي الأيمن إسماعيل ربيعي، فإن هناك مفاوضات مع منتجين اثنين و «المزاد» إن صح التعبير، سيرسو- حسب المناجير - على صاحب أحسن عرض.
يوميات جدة في رمضان عملي القادم
. بالإضافة إلى الجزء الثاني لفيلم «ريح تور»، هل هناك مشاريع أخرى في الأفق؟
ـ نعم هناك مسلسل رمضاني جديد يتكون من 15 حلقة، مدة كل حلقة 13 دقيقة، بعنوان «نانة في رمضان»، أسندت بطولته للفنانة القديرة فطيمة حليلو، بمشاركة ثلة من الفنانين الشباب.
هذا المسلسل يرصد الواقع الاجتماعي خلال شهر رمضان ، و يتم من خلاله التركيز على يوميات الجدة خلال الشهر الفضيل في قالب فكاهي.