لم يتحرج لاعب المنتخب الوطني حسين بن عيادة في الكشف أنه عاش الأيام الماضية، على أمل تدوين اسمه ضمن القائمة المعنية بالكان، وقال أفضل ظهير أيمن في مونديال العرب»، في حوار مع النصر إن فرحته فرحتان، الأولى كانت بنيل لقب بطولة العرب والثانية بوصول دعوة بلماضي، كما عاد في هذا الحوار المطول إلى المحطات الأهم في تتويج الجزائر بالبطولة، مستذكرا طريقة هزم المغاربة ومباراة النصف النهائي وصولا إلى اللقاء النهائي ومعانقة اللقب، إضافة إلى حديثه مع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بعد الاستقبال الأسطوري وكذا لقطة «حنبعل»، التي يرى أنها أخذت حيزا اكبر من حجمها.
بداية، نهنئك بدعوة المنتخب الأول للمشاركة في نهائيات «الكان» وبلقب البطولة العربية..
سعادتي لا توصف بدعوة المنتخب الأول، المتزامنة مع فوزي بلقب البطولة العربية، وهنا يمكن القول بأن فرحتي فرحتان، فمنذ عودتنا من قطر، وأنا أنتظر الإفراج عن القائمة النهائية المعنية بالمشاركة في دورة الكاميرون، وكلي أمل في التواجد ضمن المجموعة المعنية بالدفاع عن ألوان الخضر في أكبر محفل قاري. الحمد لله سأكون على موعد لخوض أول نهائيات «كان» في مسيرتي الكروية، وهنا أتوجه بالشكر للناخب الوطني جمال بلماضي، ولكل من آمن بمؤهلاتي.
هكذا كان شعوري عند تسديد ركلة الجزاء أمام المغرب
نشكرك على تجاوبك مع جريدة النصر رغم كثـرة انشغالاتك.
من دواعي سروري العمل مع جريدة النصر، خاصة وأنني أكن لها محبة خاصة منذ تقمصي ألوان السنافر، حيث كانت دوما خلفي وخلف فريقي، ولهذا أنا تحت تصرفكم، واعذروني عن تأخري في الرد على مكالماتكم الهاتفية، بعد عودتنا من قطر متوّجين بالبطولة العربية، كوني انشغلت بالدعوات الرسمية والزيارات، فالجميع في ولاية وهران سعى لتكريمي، رفقة بقية زملائي الأبطال (بلايلي وبونجاح)، بداية بوالي وهران، الذي أشكره على مبادرته الجميلة، كما أشكر جمعية «راديوز»، وكل سكان الولاية، الذين احتفوا معي بهذا التتويج الرائع.
صراحة، هل سطرتم التتويج هدفا أم أنه أتى مع مرور المباريات ؟
صدقوني منذ أول يوم اجتمعنا فيه، كنا عاقدين العزم على العودة بالكأس العربية، متسلحين بالروح الانتصارية التي اكتسبناها من المنتخب الأول، صحيح أننا كنا ندرك صعوبة المأمورية، في ظل قوة المنافسين، فضلا عن افتقادنا للانسجام، مقارنة بمنتخبات أخرى، على اعتبار أن هذه المجموعة التقت لأول مرة فقط، ولم يكن لها الفرصة للتدرب سوية، ولكن بفضل الإرادة والعزيمة، نجحنا في تخطي كل العقبات التي صادفتنا، خاصة وأن مشوارنا كان صعبا للغاية، ولذلك كنا الأحق بالذهب، فلا يوجد من أزاح منتخبات مثل مصر والمغرب وقطر وتونس.
أزحنا كل المرشحين وطريق التتويج لم يكن مفروشا بالورود
متى آمنتم بمقدرتكم على الفوز بالذهب ؟
مشوارنا كان مليئا ب»المطبات»، فنحن المنتخب الوحيد الذي خاض أربعة لقاءات نارية في البطولة العربية، بداية بمباراة مصر التي لم يكن أحدا راضيا بالتعادل فيها، ولكن عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم، حيث وجدنا أنفسنا مطالبين بمواجهة المنتخب المغربي مبكرا (الدور ثمن النهائي)، لنزيح بعد فوزنا عليه، أحد أبرز المرشحين للتتويج، ما منحنا ثقة أكبر في النفس، وبات الجميع يردد بأننا الأحق بالذهب، وهو ما أكدناه في لقاء قطر الدراماتيكي، حيث اقتطعنا تأشيرة التأهل للنهائي، عقب أطول وقت بدل ضائع في تاريخ مباريات كرة القدم، لنصطدم في النهائي بالمنتخب التونسي، في مباراة كنا نخشى فيها من عامل الإرهاق أكثر من خشيتنا المنافس، ولو أن مجريات اللقاء أظهرت العكس، حيث كنا الأفضل في الأوقات الإضافية، التي سجلنا فيها هدفين منحانا اللقب العربي.
إذن لقاء المغرب الذي فزتم به بعد الاحتكام لركلات الترجيح وراء إنهائكم الدورة بقوة ؟
مباراة المغرب منحتنا شحنة معنوية كبيرة، نظير ما قدمناه طيلة 180 دقيقة، حيث كنا الأفضل من كافة الجوانب، ويكفي أننا سجلنا هدفا خرافيا عن طريق الفنان يوسف بلايلي، الذي استحق لقب الأفضل في البطولة إلى جانب ياسين براهيمي، لقد كنا سعداء للغاية بالتتويج والسيطرة على كافة الألقاب الفردية، كما أن سعادتنا أكبر بإسعاد جماهيرنا التي لعبت دورا بارزا فيما وصلنا إليه، فرغم قلتها مقارنة بمنتخبات تمتلك جاليات أكبر في قطر، إلا أن صداها خلال المباريات كان أكبر.
تشجيعات محرز وبقية نجوم المنتخب الأول منحتنا دافعا أكبر
كنت من بين مسددي ركلات الترجيح التي ابتسمت لصالح الخضر، كيف تم اختيارك، وهل شعرت بالخوف لحظة التنفيذ ؟
الخماسي المسدد لركلات الترجيح متفق عليه سلفا، ولقد تدربنا على ذلك، وعن نفسي كنت حريصا على التواجد ضمن القائمة، خاصة وأنني متعود على تسجيل ضربات الجزاء مع فريقي السابق شباب قسنطينة، لقد كانت اللحظات جد صعبة، خاصة وأننا نعلم أن الشعب الجزائري كله في انتظار التأهل للمربع الذهبي، والحمد لله سددت كرتي بكل برودة، ونجحت في التسجيل رفقة جميع عناصرنا، فيما تكفل الحارس رايس مبولحي بالتصدي لإحدى الركلات ما منحنا العبور، في لقاء كان له الأثر الإيجابي على نفسية الجميع، فيما تبقى من مشوار البطولة.
لعبت دورا بارزا في منح التقدم للخضر في مباراة المربع الذهبي أمام قطر، رغم أن الهدف احتسب لزميلك بلعمري، ما تعليقك ؟
لا تهمني هذه الجزئيات، بقدر ما كنت مركزا على التأهل إلى المباراة النهائية، صحيح أن الجميع اعتقد في بادئ الأمر، بأنني مسجل الهدف الأول ضد قطر، ولكن زميلي بلعمري حوّل مسار الكرة برأسيته، وأسهم في زيارتها للشباك، ولو أن ذلك الهدف لم يكن كافيا بعد تعديل العنابي في الوقت بدل الضائع، لقد عشنا لحظات صعبة في تلك المواجهة، كون الحكم احتسب وقتا إضافيا فاق كل التوقعات، ولكن الحمد لله أننا نمتلك لاعبين في شاكلة براهيمي الذي قام بعمل فردي رائع، مكنه من الحصول على ضربة جزاء، ترجمها بلايلي إلى هدف الانتصار، لقد عشنا فرحة هيستيرية رفقة جماهيرنا بالملعب، كما تابعنا حجم الفرحة التي أدخلناها لقلوب جماهيرنا بالجزائر، حيث خرجوا بمئات الآلاف إلى الشارع كما حصل أمام المغرب، وهي الصور التي كانت دافعا أكبر للعودة بالتاج.
لاعبون بمواصفات بلايلي وبراهيمي يقربونك للفوز في لحظة قصيرة
صراحة، هل فاجأتكم صور وفيديوهات الجماهير الجزائرية بعد توالي الانتصارات ؟
كلنا يدرك مدى تعلق الجماهير الجزائرية بالمنتخب الوطني، ولكن لم نكن نتصور أن البطولة العربية ستحظى بكل ذلك الاهتمام، وعلى ما يبدو أن ما قدمناه أمام المغرب، ساهم في تلك الهبة الجماهيرية التي دفعتنا لتقديم كل ما نملك في سبيل الفوز باللقب، الذي كان أحلى هدية لجماهيرنا التي لم تبخل علينا سواء بالمدرجات أو حتى بالرسائل التشجيعية، التي كانت تصلنا من الجزائر وكل بقاع العالم.
حتى زملاؤكم في المنتخب الأول، يتقدمهم القائد رياض محرز كانوا في الموعد وشجعوكم على مدار كل أيام البطولة، ما رأيك ؟
هذا ليس غريبا على لاعبي منتخبنا الوطني، فروح المجموعة من أبرز نقاط قوتنا، ولذلك فتشجيعات محرز وبقية النجوم، منحتنا دافعا أكبر لتقديم كل ما نملك، كما لا يجب أن أنسى الاتصال الذي حظيت به من الدولي السابق مراد مغني زميلي السابق في شباب قسنطينة، حيث هنأني بمردودي الجيد، وعاد بي لما قاله لي قبل أعوام، حيث تنبأ بنجاحي، وبحصولي على الفرصة يوما ما مع المنتخب الأول.
لنتحدث الآن عن النهائي، وما حصل مع النجم الواعد حنبعل المجبري؟
سبق وأن وضحت موقفي من تلك الحادثة، والحمد لله الأمور عادت إلى نصابها بيني وبين حنبعل، بعد ذهابي إليه عقب نهاية المباراة مباشرة لتقديم اعتذاراتي، كما جددت اعتذاراتي بالفندق، مع التقاط صورة أخوية قمت بنشرها عبر حساباتي بمواقع التواصل الاجتماعي، للرد على كل من حاول اللعب على وتر الفتنة، أنا لاعب في النجم الساحلي التونسي، وأكن محبة خاصة للأشقاء، ومباريات كرة القدم تشهد أمورا أكثر خطورة، بسبب التوتر والأعصاب، ولكن الروح الرياضية والأخوية هي المنتصر في آخر المطاف.
من يتحدث عن تحفظي الهجومي فليعد إلى إحصائياتي
هناك من يحاول تشويه صورتك في تونس مستغلا حادثة حنبعل ؟
لن أرد على هؤلاء، ويكفيني فخرا الرسائل التي تلقيتها من جماهير النجم الساحلي، التي هنأتني بالتتويج بالبطولة العربية وباختياري ضمن التشكيلة المثالية.
rبصمت على أداء رائع مكنك من التواجد ضمن التشكيلة المثالية، ما تعليقك ؟
صحيح أن المأمورية لم تكن سهلة مع انطلاق البطولة، ولكن مع مرور الأدوار واكتساب نسق المباريات ارتفع مستواي، لأنجح في آخر المطاف في حجز مكانة ضمن التشكيلة المثالية، رفقة خمسة لاعبين آخرين من منتخبنا الوطني، أنا سعيد لكل ما جرى معي، خاصة وأن ذلك مكنني من إقناع بلماضي، بالسفر معه إلى الكاميرون.
هناك من أعاب عليك تحفظك الهجومي، بماذا ترد ؟
لكل لاعب مواصفاته، ولو أنني أجيد الأدوار الهجومية على عكس ما يتداوله البعض، ومن يود التأكد من ذلك، فليعد لإحصائياتي مع شباب قسنطينة، حيث سجلت عدة أهداف، وقدمت تمريرات حاسمة بالجملة، ولكنني مع الخضر وخلال غمار البطولة العربية بالتحديد، حاولت تطبيق تعليمات المدرب بحذافيرها، فهو من طالبني بعدم الصعود كثيرا، خاصة وأن شتي لديه نزعة هجومية كبيرة في الجهة المقابلة، الحمد لله قدمت ما علي، والدليل اختياري ضمن التشكيل المثالي.
حادثة حنبعل أخذت أكبر من حجمها
ماذا تقول عن الاستقبال الذي حظيتم به بعد العودة من قطر ؟
صدقني تعجز الكلمات عن وصف ذلك الاستقبال الأسطوري، خاصة وأن عشرات الآلاف من الجماهير كانت في انتظارنا بشوارع العاصمة، واحتفلت معنا بالكأس العربية لساعة متأخرة من الليل، غير مبالية ببرودة الطقس، لقد كانت تلك المشاهد جميلة للغاية، وستظل راسخة في ذاكرتي، كما حصل معي عند التتويج مع السنافر بلقب البطولة الوطنية، حيث جبنا مدينة قسنطينة، بحافلة مكشوفة وسط عشرات الآلاف من الجماهير، على العموم استغل الفرصة لإهداء اللقب لجماهير الشباب التي بفضلها أعدت بعث مشواري، بعد تجربة غير ناجحة مع اتحاد الجزائر، وأعدهم بزيارة عندما تتاح لي الفرصة، كوني اشتقت لأسرة الفريق ككل.
مغني هنأني وتذكرنا تنبؤاته واختياري ضمن التشكيلة المثالية أسعدني
ماذا قال لك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون عند ملاقاته ؟
شكرا لرئيس الجمهورية على ذلك الاستقبال والتكريم الرائع، وعما قاله لي، فقد ذكرني بركلة جزائي في مرمى المغرب، بالموازاة مع تهنئتي بمردودي العام في البطولة.
ماذا تغير معك مقارنة بوضعيتك السابقة قبل التتويج بالتاج العربي ؟
يضحك...صدقني تفاجأت كثيرا من تهافت الجماهير صوبي وصوب كل الأبطال، كما أن هاتفي لم يتوقف عن الرنين منذ عودتنا من قطر، بالموازاة مع الرسائل الكثيرة التي وصلتني عبر كل حساباتي، وهنا أستغل الفرصة لأشكر الجميع، وأعدهم بأنني سأسعى جاهدا لأكون عند مستوى التطلعات، بداية بالبطولة الإفريقية المقبلة التي نأمل في الفوز بها، والحفاظ على اللقب الذي حصدناه في مصر.
الاستقبال الأسطوري ذكرني باحتفالات التتويج مع السنافر
كيف ترى حظوظ الخضر في نهائيات كأس الأمم الإفريقية ؟
دون شك مأموريتنا في الكاميرون لن تكون سهلة، فالجميع يود الإطاحة بأبطال إفريقيا والعرب، ولكننا سنعمل المستحيل للعودة باللقب القاري، خاصة وأننا نتواجد في فترة زاهية، كلنا ثقة في المجموعة التي نمتلكها والمدرب الذي يقودنا.
حاوره: سمير. ك