يعتقد الحارس الدولي السابق لوناس قواوي، أن ثمة عوامل وأسباب كانت وراء الإخفاق غير المنتظر في دورة كأس أمم إفريقيا الجارية حاليا بالكاميرون، وقال حارس الشبيبة القبائلية الأسبق أن إصابات الكوفيد من وجهة نظره إحدى أبرز عوامل الأداء « السيئ»، كما فضل خلال حوار مع النصر، منح بعض النصائح والإرشادات لرفاق القائد رياض محرز، قبيل مباراة الدور الفاصل أمام منتخب الكاميرون، خاصة وأن لديه الخبرة، كونه عاش لحظات مشابهة خلال مباراة السد الشهيرة أمام المنتخب المصري بأم درمان، كما تحدث القائد الأسبق للخضر عن خيبة «الكان» الأخيرة وثقته في المدرب جمال بلماضي ولاعبيه، وعدة أمور أخرى..
حاوره: سمير. ك
كيف ترى قرعة الدور الفاصل التي أوقعت الخضر في مواجهة الكاميرون؟
من وجهة اعتقادي، القرعة لم تكن رحيمة بالطرفين، كونها أوقعت منتخبين كبيرين وجها لوجه، وسيكون أحدهما فقط حاضرا في نهائيات كأس العالم المقبلة، ولو أنني متفائل بمقدرة عناصرنا على تخطي عقبة «الأسود غير المروضة»، كما فعل جيلنا في 2010، حيث اقتطع تأشيرة العبور لمونديال جنوب إفريقيا، عقب تخطي المنتخب المصري في مباراة السد الشهيرة بأم درمان.
حدثنا عن كيفية الاستعداد لمباراة السد بأم درمان، خاصة وأنكم تلقيتم قبلها بأيام قليلة، ضربة موجعة بعد السقوط في القاهرة بهدفين لصفر ؟
عانينا من ضغط رهيب، قبل مباراة الإياب أمام منتخب مصر بملعب القاهرة، كوننا كنا ندري أن ملايين الجزائريين كانوا في انتظار تأهلنا إلى نهائيات المونديال، الغائبين عن نهائياته ل 24 سنة كاملة، غير أن سيناريو ما حدث بالقاهرة حيث خسرنا ب(2/0)، أجل حسم تأهلنا مبكرا، ولقد تجاوزنا ذلك الإخفاق بسرعة، وحولنا تركيزنا صوب مباراة السد بملعب أم درمان بالسودان، وأتذكر بأن كل اللاعبين كانوا يمنون النفس في خوض تلك المباراة، جراء الرغبة الجامحة في الرد على الظلم الذي تعرضنا له، لقد خضنا اللقاء بمعنويات عالية وبروح كبيرة، والجمهور الذي غزى الملعب آنذاك، جعلنا نشعر بأن المقابلة تلعب بالجزائر، وهنا على الجمهور القيام بدوره على أكمل وجهه في لقاء الإياب أمام منتخب الكاميرون شهر مارس المقبل، سيما وأنه تفصلنا 90 دقيقة فقط عن المونديال، ولا أرى أن هناك من لا يرغب في المشاركة في محفل عالمي من هذا الحجم.
القرعة لم تكن رحيمة بالمنتخبين وجمهور تشاكر سيكون كلمة السر
ألا ترى أن التاريخ يعيد نفسه والمعطيات مشابهة قبل مواجهة الكاميرون ؟
من وجهة نظري الأمور مغايرة مقارنة بلقاء أم درمان، فالمحطة القادمة مشكلة من مباراتي ذهاب وإياب، عكس ما جرى معنا قبل مونديال 2010، حيث كنا على موعد مع مواجهة وحيدة، من أجل العبور لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا، ولو أنني أرى بأن أوجه التشابه تكمن في الوضعية النفسية التي يمر بها الفريق، فأشبال بلماضي متأثرون بانتكاسة الكان الأخيرة، كما كنا نشعر بالتحديد بعد السقوط بثنائية في القاهرة وتأجيل اقتطاع تأشيرة التأهل إلى مباراة السد، على العموم، أنا متفائل بمقدرتنا على تخطي عقبة منتخب الكاميرون، كون لقاء الإياب سيلعب بالجزائر ولن نجد فرصة مماثلة، من أجل التأهل لخامسة مرة في تاريخ الكرة الجزائرية للمونديال، فمهما كانت نتيجة الذهاب سنكون مطالبين بالتعويض، وإن كنت واثقا بأن رفاق محرز سيعودون بنتيجة ايجابية من ياوندي.
تبدو متفائلا رغم الإخفاق في «كان» الكاميرون ؟
مررنا بفترة عصيبة في «الكان» الأخيرة، ولم نتعرف على فريقنا، وهناك أمور لم تسر كما كنا نريد، واللاعبون لم يكونوا في مستواهم الحقيقي، جراء العديد من المعطيات، غير أن هناك الحيز الزمني الكافي، من أجل إعادة ترميم الأمور، خاصة وأننا سنلعب شهر مارس والمدرب بإمكانه مراجعة حساباته، كما أن اللاعبين قادرون على استعادة مستوياتهم المعهودة، خاصة إن شاركوا بانتظام مع أنديتهم، لقد ذهبنا خلال نهائيات «الكان» ضحية للكوفيد، فجل لاعبين أصيبوا به، وهو ما أثر على مردودهم، فلعلمكم آثار هذا الفيروس اللعين قد تمتد لأكثر من أسبوع، أنا لا أزال متفائلا رغم كل ما حصل، ورغم صعوبة المأمورية المنتظرة، ففريقنا الذي أصفه بالعالمي قادر على الإطاحة بأي كان، شريطة مراجعة بعض الأشياء، وهنا لدي ثقة كبيرة في زميلي السابق جمال بلماضي، فمعرفتي الشخصية به، تجعلني أترقب ردة فعل قوية منه ومن فريقه ككل.
لو نسترجع الثقة ونراجع بعض النقاط لن يوقفنا أي منافس
الكوادر مطالبون أكثـر من أي وقت مضى بصنع الفارق في مباراتي مارس؟
الفريق ككل مطالب بالظهور بمستوى قوي، وليس الكوادر فقط، وإن كنت أنتظر شيئا أكبر من لاعبين في شاكلة القائد رياض محرز، الذي دون شك سيفعل المستحيل، من أجل المشاركة في بطولة بحجم المونديال، فحتى إن حقق الألقاب في انجلترا ولعب نهائي رابطة الأبطال مع مانشستر سيتي، إلا أن تواجده في نهائيات كأس العالم أمر مغاير، وكبار اللاعبين يتمنون التواجد في مثل هذه التظاهرة، كونها الأكبر على كل المستويات، وقد لا يتشرف به نجوم كبار.
بصراحة، المنتخب الكاميروني المتألق في نهائيات «الكان» مخيف أم لا ؟
كدولي سابق تشرف بخوض عديد الكؤوس الإفريقية وحتى نهائيات المونديال، لا اعترف بهذه الأمور كثيرا، فالمباريات مختلفة وكل مواجهة لها معطياتها وخصوصياتها، والمنتخب الكاميروني بالنسبة لي يبقى من أكبر الفرق في قارة إفريقيا مثله مثل الجزائر، ويكفيه أنه حاضر بانتظام في نهائيات كأس العالم، وإن كنت أرى أن الأفضلية ستكون لمنتخبنا الوطني، خاصة بعد التخلص من ضغط سلسلة اللاهزيمة، حيث كان الجميع يبحث عن الإطاحة بنا وكسر هذا الرقم.
هكذا تجاوز جيلنا مباراة السد والأمر ليس عصيا شهر مارس
ماذا عن هجوم الأسود الذي وقع 11 إصابة تداول على تسجيلها الثنائي المتميز أبو بكر وإيكامبي ؟
هجوم منتخب الكاميرون قوي، وهذا ليس جديد بالنسبة لمنتخب متعود على لعب الأدوار الأولى دوما، ولهذا علينا التحضير بشكل خاص لموعد شهر مارس، ومحاولة إيجاد السبل لإيقاف مصادر القوة، ولم لا استغلال نقاط الضعف.
مباراة مصر والكاميرون لحساب المربع الذهبي من نهائيات كأس أمم إفريقيا، فرصة للوقوف على المستوى الحقيقي لأشبال كونسيساو، أليس كذلك ؟
المباراة المقررة غدا الخميس، فرصة للناخب الوطني لمعاينة المنتخب الكاميروني أكثر، كما أن مواجهة منتخب مصر، قد تمنحنا بعض الأشياء التي قد نعمل عليها شهر مارس المقبل، من أجل تخطي عقبة الأسود الجموحة، أنا أتوقع مباراة قوية على كل المستويات، والمنتخب المصري قادر على تجاوز الكاميرون، حيث لم يصل إلى هذا الدور صدفة، بل نتاج عمل جبار قام به المدرب والمجموعة ككل.
السنغال تجني ثمار الاستقرار والحظوظ متكافئة بين مصر والكاميرون
الحسرة كانت كبيرة جدا من الجماهير الجزائرية بتوديع البطولة من الدور الأول، والحسرة تضاعفت على اعتبار أن منتخبنا أفضل بكثير من الفراعنة ؟
علينا أن لا نخلط بين الأمور، فلكل بطولة خصوصياتها، ونحن مررنا جانبا ولم نكن نستحق التأهل، بعد الفشل في تخطي منتخبي سيراليون وغينيا الاستوائية، على عكس المنتخب المصري الذي بدأ البطولة بصعوبة، عقب السقوط أمام نسور نيجيريا، غير أنه سرعان ما استعاد توازنه بالفوز على السودان وغينيا بيساو، قبل أن يفاجئ كوت ديفوار والمغرب في الأدوار الإقصائية، على العموم لست متفاجئا لوصول منتخب مصر للمربع الذهبي، فالفراعنة لديهم ثقافة التعامل مع البطولات المجمعة، ويكفي أنهم فازوا ب»الكان» في 3 مناسبات متتالية، وعن منتخبنا هناك عوامل أثرت على مردوده كما قلت على غرار الإصابة ب»الكوفيد»، دون نسيان أرضية الميدان، فلو لعبنا فوق أرضية جيدة كتلك التي خضنا عليها البطولة العربية في قطر، لوصلنا إلى أبعد محطة ممكنة.
الأرضيات الجميلة وراء تتويجنا بالبطولة العربية في قطر
هل منتخبنا الوطني بحاجة لدماء جديدة بداية من تربص مارس ؟
الأهم بالنسبة لي أن نكون جاهزين بالشكل المطلوب شهر مارس، فقبل «الكان» كنا لا نخشى أحدا، وكنا نتوقع فوزنا على الجميع عكس ما جرى معنا الآن، حيث أدخلت الخيبة الأخيرة الشكوك في نفسية اللاعبين قبل الجماهير، وهو ما على الناخب الوطني أخذه بعين الاعتبار قبيل التربص المقبل، ولئن كنت لا أرى بأنه سيشهد تواجد لاعبين جدد، فبلماضي سيركز على تحسين المنظومة، لأنه متأكد بأن الخيبة لم يكن وراءها لاعب معين، بل يتحملها الجميع دون استثناء.
هل تؤيد الجناح الذي حمل المهاجمين مسؤولية الاكتفاء بهدف وحيد في الدورة، أم لديك نظرة مغايرة؟
عندما نفشل في التسجيل لا يجب أن نحمل المهاجمين فقط المسؤولية، فعندما لا تصلك كرات كثيرة كيف تنتظر من بونجاح أو سليماني أن يهزا الشباك، وهذا ما ينطبق أيضا على الخط الخلفي، فعندما تكون المجموعة سيئة حتى لو تجلب أفضل المدافعين في العالم ستستقبل الأهداف، وهو ما حصل معنا في «الكان»، حيث تلقت شباك مبولحي أربعة أهداف كاملة، وهي ضعف الحصيلة التي استقبلها في «كان» مصر 2019.
مبولحي يقوم بدوره ولن أحمله رفقة محرز ضغوطات إضافية
كحارس دولي سابق، هل سيكون دور مبولحي كبيرا في موعدي مارس؟
مبولحي يقوم بدوره على أكمل وجه منذ 2010، ولا أريد أن أحمله أي ضغوط إضافية، فالجميع مطالب بالظهور بمستوى قوي شهر مارس، إذا ما أردنا تخطي عقبة الكاميرون، وليس مبولحي ومحرز وبن ناصر فقط، فالمستوى العالي والكرة الحديثة مبنية على العمل الجماعي، وإن كانت هناك بعض الفرديات القادرة على صنع الفارق، كما فعل محمد صلاح مع الفراعنة في لقاء المغرب الأخير.
لم نتعرف على منتخبا في دوالا و»الكوفيد» فعل فعلته
من ترشح لتنشيط نهائي الكأن ؟
المباراة الأولى المرتقبة بين السنغال وبوركينافاسو اليوم، أرى بأن الغلبة فيها ستعود إلى أسود التيرانغا، كونهم الأفضل ويجنون الآن ثمار الاستقرار، فمنتخبهم الحالي يتواجد في فورمة عالية منذ 2018، حينما تأهل إلى مونديال روسيا، كما نشط هذا المنتخب الذي يقوده المدرب أليو سيسي نهائي «كان» مصر الذي خسره أمام الخضر، وهو الآن في المربع الذهبي وفرصته ثمينة من أجل التتويج باللقب القاري، وإن كانت المأمورية لن تكون سهلة في النهائي، سواء تأهلت الكاميرون أو مصر، وهنا أؤكد لكم بأن حظوظ المنتخبين متساوية، حتى وإن كانت الأفضلية للفراعنة المتعودين على الإطاحة بالأسود الجموحة، في نهائيات «الكان».
س. ك