الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

المحلل السياسي الدكتور عبد القادر سوفي للنصر

عـــودة المخــــزن إلى -  البيـــت الإفريقـي -  لم تكـن بحسـن نيــة
* الأغلبية ترفض منح الكيان الصهيوني صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي
قال المحلل السياسي الدكتور عبد القادر سوفي، أمس، إن قمة الاتحاد الإفريقي ، التي تعقد السبت والأحد القادمين، تأتي في ظل أزمات أمنية غير مسبوقة تشهدها مناطق في القارة الإفريقية، مبرزا ضرورة إرساء إصلاحات داخل الاتحاد وإطلاق العنان للإرادة السياسية  للبيت الإفريقي وتوحيد مواقف  أعضاء الاتحاد، من حيث الرؤية والاستشراف والاستراتيجية، ويرى أن الغلبة ستكون لقرار رفض منح الكيان الصهيوني، صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي.

 النصر:  تنعقد قمة رؤساء الدول والحكومات الإفريقية في دورتها العادية الـ35 السبت والأحد القادمين، في ظل العديد من التطورات المتسارعة في القارة ، كيف تقرأون هذه التحديات الراهنة  و مار أيكم في الملفات الهامة المطروحة؟
عبد القادر سوفي:  هذه القمة تأتي في ظروف أمنية استثنائية، حيث إن المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ملحة ونتمنى أن تستطيع الدول الإفريقية من  خلال ممثليها، سواء على مستوى التقنيين أو على مستوى وزراء الخارجية أو على مستوى الرؤساء، التوصل لطرح أفكار موحدة والخروج بنتائج تخدم مصلحة إفريقيا وشعوبها.
 فالقارة الإفريقية تعرف أزمات أمنية غير مسبوقة، ربما وضعت القادة الأفارقة في مأزق بحكم تسارع هذه الأزمات الأمنية، وخاصة في مناطق مضطربة ، كمنطقة غرب إفريقيا، حيث نجد عوامل مشتركة من حيث تذمر الشعوب الإفريقية، من سيطرة المنظمة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا  في قراراتها التي لا تتماشى وتطلعات الشعوب الإفريقية والتي تبدو في أعين شعوب المنطقة وكأنها أداة في أيدي المستعمر التقليدي  ، فرنسا  والذي يوظفها من أجل مصالحه على حساب المصالح العليا لهذه الدول و على حساب التنمية المحلية .
والقادة الأفارقة اليوم، هم أمام معطى جديد، فيما يخص قوة الترابط بين الجيوش النظامية والشعوب حول تقرير المصير بعيدا عن السطوة الخارجية أو الأجندات الخارجية.
ومن ناحية أخرى، هناك ملفات أخرى ، على غرار ملف الصحراء الغربية وملف ليبيا والملف السوداني وملف سد النهضة، بالإضافة إلى طرد الكيان الصهيوني من  عضوية المراقبة داخل الاتحاد الإفريقي، الذي يعتبر من المواضيع الهامة والجوهرية بالنسبة لإفريقيا ، ويبدو أن الغلبة سوف تكون لقرار رفض منح الكيان الصهيوني، صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي وهذا ما نتمناه .
 ونشير إلى أن القوة الرافضة لهذا الكيان في إفريقيا كبيرة جدا وكل الشعوب الإفريقية رافضة بغض النظر عن بعض مواقف دولها والتي لا تخدمها، انطلاقا من  جار السوء الغربي،  الذي يدعم هذا القرار في حين الشعب المغربي يرفض جملة وتفصيلا أولا التطبيع مع هذا الكيان وثانيا التواجد المصلحي،  وقد تفطن  القادة الأفارقة بأن هذا التواجد لا يهدف إلى خدمة الدول الإفريقية أو الاتحاد الإفريقي بقدر ما هو يهدف إلى تفتيت الاتحاد الإفريقي وضرب المواقف القوية للاتحاد والذي استطاع استرجاع مكانة له في بعض القضايا الإفريقية.
 ولذلك كسر جهود الاتحاد الإفريقي في بناء قوي للقارة الإفريقية والدفاع عن الدول الإفريقية والشعوب الإفريقية ومصالحها ، هذا ما سيكون الداعم الأساسي لرفض تواجد مثل هذا الكيان داخل الاتحاد الإفريقي، وهذا يؤكد أيضا أنه حتى دخول المخزن، داخل البيت الإفريقي لم يكن بحسن نية بقدر ما كان تمهيدا لهذا الموقف؛ أي تمهيدا لإدخال الكيان الصهيوني  في المشهد الإفريقي.  
النصر: ماذا عن دور الجزائر، على الصعيد الإفريقي والعمل من أجل تعزيز العمل الإفريقي المشترك ؟  
عبد القادر سوفي: دور الجزائر واضح ولا تشوبه  شائبة حيث إن الجزائر منذ أول وهلة رفضت تواجد الكيان الصهيوني داخل البيت الإفريقي ، لأن الكيان الصهيوني ، نظام أبارتايد ولا يعترف بحقوق الإنسان وهو نظام ظالم وكيان مستعمر لأراضي غير أراضيه ، وبه كل  صفات الكيان المارق و الجزائر هي ضد الكيانات المارقة وتعمل بكل جهد من أجل تحقيق الشعوب مصيرها واسترجاع سيادتها على أراضيها ولذلك دور الجزائر هو دور قاطرة  في إفريقيا وهناك دول أخرى في إفريقيا عربية وغير عربية لها نفس الموقف مع الجزائر، على غرار نيجيريا وجنوب  إفريقيا وغيرها  من الدول الإفريقية الفاعلة في الاتحاد الإفريقي، حيث يوجد هناك تقارب في وجهات النظر الإفريقية مع الموقف الجزائري والذي يعتبر ثوريا في الأفكار والتحرر من هذه الكيانات البائسة الجرثومية التي هدفها المصلحة الفردية ولا يهمها مآلات القارة الإفريقية ومآلات الشعوب و الدول الإفريقية و تبقى الجزائر صامدة ، شامخة وموقفها ثابت داخل  البيت الإفريقي وحتى داخل الجامعة العربية أو التكتل الإسلامي  وحتى داخل هيئة الأمم المتحدة ، يعني أن مواقف الجزائر ثابتة ومعروفة وواضحة وتقف على نفس البعد بين الأمم لما تقتضيه مصلحة الشعوب وتحقيق السلم والأمن الدوليين و حق الشعوب في الحياة الكريمة.
النصر:  ماهي في رأيكم الإصلاحات التي ينبغي إدخالها على الاتحاد الإفريقي، حتى يتمكن من لعب  أدوار متقدمة لصالح شعوب ودول القارة، ومن ثمة النهوض بالعمل الإفريقي المشترك، سيما في ظل التطورات غير المسبوقة الحاصلة على مختلف الأصعدة؟
عبد القادر سوفي: الإصلاحات على مستوى الاتحاد الإفريقي المطروحة، أهم شيء فيها هي كيفية إطلاق العنان للإرادة السياسية  للبيت الإفريقي، الذي من شأنه أن يتولى الأمور الإفريقية ويجعل منها أمورا إفريقية خالصة ويبعد كل التواجدات العسكرية، خاصة في إفريقيا ، القواعد العسكرية والتواجد الأجنبي واسترجاع تسيير القضايا الإفريقية، تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، بما أنه هو امتداد طبيعي لهيئة الأمم المتحدة ولا يمكن لاتحادات أخرى أو لفواعل خارج الاتحاد الإفريقي أن تضع إملاءات وأن تكون هي الحكم فيما يتعلق بالقضايا الإفريقية الداخلية، على غرار  الأزمة الليبية و أزمة سد النهضة و خاصة قضية الصحراء الغربية ولما لا أن تفوض القضية كلها للاتحاد الإفريقي بحكم أن  الصحراء الغربية هي عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي والأمر يتعلق بعضوين دائمين في الاتحاد الإفريقي.
و ربما أهم الإصلاحات، ستكون أيضا في  محاور أخرى تنظيمية أو تمثيلية في عضوية الاتحاد أو الهياكل التابعة للاتحاد الإفريقي  .
وتبقى الإصلاحات ضرورية في بعض الهياكل، لكن يجب أن تكون مواقف  دول أو أعضاء الاتحاد الإفريقي موحدة من حيث الرؤية ومن حيث الاستشراف والاستراتيجية ، لأن إفريقيا بحاجة  أيضا لحق النقض على مستوى هيئة الأمم المتحدة، مثلما طرحته الجزائر بعضويتين دائمتين على مستوى مجلس الأمن حتى يكون تكافؤ ما بين القارات،  فمن غير المعقول أن تبقى إفريقيا وجنوب أمريكا لا تمتلكان حق النقض .
وممكن أن يتفق الاتحاد الإفريقي على الضغط بكل ما أوتي من قوة من أجل تحقيق هذا المطلب الملح، الذي سيمكن من تصحيح مسارات داخل البيت الإفريقي ويعطي أكثر قوة و أكثر استقلالية لكل القارة، سواء من خلال البناء التكاملي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وأيضا التطوير التكنولوجي والاقتصادي بالنسبة للقارة ولدول  وشعوب القارة الإفريقية.
حاوره: مراد - ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com