* كتبت رفقة خليف تاريخ القفاز الجزائري وحظينا باستقبال الأبطال * انتظروا مفاجآت أخرى!
* لهذا السبب فضلت الانتقال إلى وزن 66 كغ * لا نملك قاعة وكل الأبواب كانت موصدة في وجهي
فتحت الملاكمة إشراق شايب، الحائزة مؤخرا على الميدالية البرونزية في البطولة العالمية بتركيا قلبها للنصر، وتحدثت عن الإنجاز التاريخي، التي أكدت بأنه لم يأت من العدم، بل نتيجة تضحيات كبيرة، ضاربة موعدا لكل محبي الفن النبيل في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، المزمع إجراؤها بعد شهر بمدينة وهران.
في البداية، ما تعليقك على الاستقبال الرسمي والشعبي الذي حظيت به في قسنطينة ؟
لم أكن أتوقع أن أحظى بهذا الاستقبال، خاصة في بلديتي ديدوش مراد، أين كان السكان في قمة السعادة وعبروا عن فخرهم بالإنجاز الذي حققته، وهو ما جعلني أسعد كثيرا، وأود أن أوجه جزيل الشكر لكل من ساهم في هذه الالتفاتة الطيبة، دون أن أنسى الاستقبال الرسمي من طرف وزير الشباب والرياضة في القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، أين كان مرفوقا برئيس اللجنة الأولمبية وبقية الأعضاء، قبل أن أخص باستقبال ثاني في مطار محمد بوضياف من طرف مدير الشباب والرياضة لولاية قسنطينة، وهو الاستقبال الذي جعلني أشعر بالفخر.
نجحت في البصم على إنجاز تاريخي بالحصول على ميدالية برونزية في البطولة العالمية، كيف كان إحساسك؟
أتحدث باسمي إشراق شايب، أرى بأن الإنجاز لم يكن منتظرا من طرف الجزائريين، ولم يكن هناك من تكهن بإمكانية ظفري بميدالية في البطولة العالمية، والحمد لله اليوم نجحت رفقة زميلتي إيمان خليف في كتابة تاريخ القفاز الجزائري، من خلال الوصول لأول مرة إلى الدور نصف نهائي في منافسة من هذا الحجم، وبعدها إهداء ميداليتين فضية وبرونزية، وهو ما يعتبر مفاجأة بالنسبة للكثيرين.
قبل السفر إلى تركيا، هل كنت تتوقعين الوصول إلى هذا الدور المتقدم من المنافسة؟
حتى أضعكم في الصورة، كنت متخصصة في وزن 75 كغ، مثلما حدث في أولمبياد طوكيو، وبعدها اتخذنا قرارا رفقة مدربي في فريق ديدوش مراد مخلفي سمير، وبالتشاور أيضا مع الطاقم الفني للمنتخب الوطني بقيادة الثنائي كنزي عبد الهاني ومحمد شعوة الانتقال إلى صنف 66 كغ، وأنا شخصيا اقتنعت بالفكرة، وكنت على يقين بأنني أستطيع تحقيق نتائج أفضل في هذا الصنف، مع التأكيد على ضرورة تسطير برنامج خاص، وكنا نعمل في السر.
نفهم من كلامك بأنك ضحيت كثيرا للوصول إلى هذا الصنف وفقدان 9 كغ كاملة، أليس كذلك؟
لو أبدأ الحديث عن هذا الموضوع ربما لن أتوقف، بالنظر إلى حجم المعاناة والتضحية، لقد حرمت نفسي من عدة أشياء، والبداية بالتضحية بالدراسة، حيث لم أجتز اختبارات شهادة البكالوريا في مناسبتين متتاليتين، دون أن ننسى الابتعاد عن العائلة لفترة طويلة، ورغم ذلك إلا أنني وصلت إلى المبتغى ونجحت في النزول إلى وزن 66 كغ، وبعد ذلك الانتقال إلى تربص تركيا، الذي كان نقطة تحول مهمة بالنسبة لي.
ماذا تقصدين بنقطة تحول مهمة؟
أكثر وقت شعرت فيه بقدرتي على تحقيق إنجاز غير مسبوق، كان عند دخولنا في تربص بتركيا خلال شهر رمضان المعظم، أين كنا جنبا إلى جنب مع بطلات من المستوى العالي من كازاخستان والهند وتركيا، والاحتكاك بالبطلة الأولمبية الكازاخستانية والبطلة التركية التي ظفرت بالمرتبة الأولى في صنفي، جعلني أقف على مستواي الحقيقي، وعندها اجتمع بنا مدرب المنتخب الوطني محمد شعوة، وقال لنا بالحرف الواحد:» تمتلكن الإمكانات ومستوى البطلات العالميات غير بعيد عن مستواكن، فقط يجب عليكن أن تثقن في أنفسكن ومع قليل من الإرادة سنصل إلى المراد.
ألا ترين بأنك كنت قادرة على تحقيق أفضل، خاصة وأنك انهزمت بفارق نقطة وحيدة؟
الجميع تابع النزال، وبالنسبة لي لم أنهزم في الدور نصف النهائي أمام الملاكمة الكندية، بل الكواليس عملت عملتها، ومن المفروض أنا من تتأهل إلى النهائي، بدليل أنني بعد نهاية المنازلة كنت أنتظر إعلاني فائزة، وأكثر من ذلك فحتى المدربين أيضا كانوا في قمة السعادة، وتوقعوا فوزي بنتيجة (3/2) وليس العكس، ولكن ما باليد حيلة.
ما هي الأهداف المسطرة على المديين المتوسط والبعيد؟
الهدف القادم دون أدنى شك ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستحضتنها الجزائر، والتي يجب علينا تشريف الراية الوطنية وتشريف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي قدم لنا دعما كبيرا وحتى وزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية، إضافة إلى الشعب الجزائري الذي ينتظر تألقنا في هذه الدورة، وأما بالنسبة للأهداف المستقبلية ستكون أولمبياد باريس، أين سأحاول دخول غمار التصفيات بقوة.
ومتى يمكننا مشاهدة ملاكمة جزائرية بطلة للعالم، في صورة إشراق شايب على سبيل المثال؟
كل شيء بتوفيق من الله عز وجل، وما يمكنني قوله مثلما أحدثت مفاجأة في بطولة العالم بتركيا انتظروا مفاجآت أخرى من إشراق شايب، خاصة لو تتوفر الإمكانيات اللازمة، لضمان أحسن تحضير.
نفهم من كلامك، بأنك تعانين من نقص إمكانيات التحضير أم ماذا؟
(توقفت للحظة قبل المواصلة بحسرة كبيرة)، الإمكانيات.. ، لو ألقيت نظرة على حسابي بموقع التواصل الاجتماعي «أنستغرام» ربما ستذرف الدموع، لأنني ببساطة كنت أحضر للبطولة العلمية في مرآب في غياب أدنى المعدات، فعلى سبيل المثال الحقيبة الخاصة بتدريب الملاكمة لا أمتلكها، وكنت أستعمل عجلات السيارات، والميدالية المحققة في تركيا كانت بفضل الإرادة وحب الوطن، والرغبة في إهداء الشعب الجزائري شيء يليق بمقامه.
يعني لا تمتلكون قاعة خاصة للتحضير، أليس كذلك؟
نعم، لا أخفي عليكم قبل التتويج بالميدالية، كل الأبواب التي طرقتها وجدتها موصدة في وجهي، ولكنني لم أفقد الأمل وواصلت العمل رفقة مدربي، والحمد لله النتيجة وحدها تتحدث الآن، ومثلما يقال الأبطال يولدون من رحم المعاناة.
نترك لك حرية ختم الحوار؟
أريد في الختام أن أوجه عبارات الشكر لمدربي مخلفي سمير الذي بفضله قررت ولوج عالم الملاكمة، وأشكر بلدية ديدوش مراد وولاية قسنطينة وكل من كان يتابع أخباري من تركيا، كما أتمنى التفاتة من طرف السلطات من خلال مساعدتي بتوفير منصب دراسي في معهد عين البينان أو أحد المعاهد الأخرى.
حاورها: حمزة.س