سجاتي بطل من ذهب حصد ما بذلــــه مــــن جهــــــد وتعـــــب
كشف ياسين لوعيل رئيس الاتحادية الجزائرية لألعاب القوى، أن انجاز العداء جمال سجاتي نائب بطل العالم في سباق 800 متر، وأرقام بقية رفاقه في المنتخب الوطني، تمنح القائمين على تسيير «أم الرياضات»، الحق في الحلم بميداليات في التظاهرات العالمية المقبلة، بداية من بطولة العالم بالمجر المقررة العام المقبل (خلال شهر أوت)، وصولا إلى أولمبياد باريس عام 2024، كما أكد لوعيل في حوار مع النصر عقب عودة الوفد من الولايات المتحدة الأمريكية، أن ميدالية سجاتي في سباق 800 متر تاريخية، غير أنه لم يخف تحسره على تضييع الذهب ومجانبة زميله مولى سليمان، فرصة الصعود فوق «البوديوم»، مبديا أيضا تأسفه لغياب تريكي عن البطولة، الذي كان قادرا في رأيه على نيل إحدى ميداليات الوثب الثلاثي، رغم المنافسة الشديدة في هذا التخصص.
نشكرك على تلبية دعوتنا والرد بإيجاب رغم التعب الذي نال منكم بعد رحلة العودة التي كانت شاقة؟
لا شكر على واجب ومرحبا بجريدة النصر، التي لطالما رافقت الرياضيين المتألقين خارج الرياضة الأكثر شعبية (كرة القدم)، وخصصت حيزا كبيرا من صفحاتها للحديث عن ألعاب القوى وباقي الرياضات الأخرى الفردية، حقيقة لقد نال منا التعب بالنظر لبرنامج رحلة العودة، التي استغرقت يومين كاملين قبل الوصول إلى الجزائر، وكانت البداية من مغادرة القرية الرياضية بمدينة أوجين فجر الأربعاء، باتجاه مدينة بورتلاند، التي منها توجهنا إلى مدينة لوس أنجلس أين كنا على موعد مع رحلة طويلة قادتنا إلى العاصمة الايطالية روما التي وصلناها منتصف نهار الخميس، ليكون الختام في الأمسية بالنزول فوق أرضية مطار هواري بومدين، وصدقني فقد عانينا كثيرا بسبب فارق التوقيت، لكن حرارة الاستقبال أنستنا نوعا ما الإرهاق والإجهاد.
تواصلت مع رئيس اتحادية قطر و تريكي سيسافر قريبا
كلمة عن تتويج العداء جمال سجاتي والميدالية العالمية التي دخل بها التاريخ في سباق 800 متر؟
نحن جد سعداء بما تحقق، لقد تنقلنا كما سبق وأن قلت لكم في حوار أجريته مع جريدتكم قبل السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهدفنا دخول لائحة الترتيب في المقام الأول مع العمل على تحقيق مفاجآت، والحمدلله وفقنا في ذلك، رغم تحسري على تضييع ميدالية أخرى، كان سليمان مولى قادرا أن يخطفها، لكن مع هذا نحن فخورون بالعمل الذي قمنا به، وبهذا الجيل القادر على رفع الراية الوطنية عاليا، وخاصة في أولمبياد باريس بعد سنتين ونصف من الآن.
وبخصوص جمال، فدون شك فإن هذا الشاب المثابر، حصد ثمار تعبه واجتهاده، بميدالية أدخلته تاريخ رياضة ألعاب القوى، حيث بات اسمه مقترنا بانجاز عالمي ومدون إلى جانب أسماء أبطال اللعبة، وهم نور الدين مرسلي وحسيبة بوالمرقة وسعيد قرني جبير وتوفيق مخلوفي وعز الدين براهيمي.
مولى جانب البوديوم وبهذا الجيل سنخطط لميداليات في باريس
الحديث عن ميداليات في باريس، ألا يجعل الضغط مضاعفا على العدائين؟
لا إطلاقا، نملك اليوم في المنتخب طاقات شبانية كبيرة، تحتاج إلى العمل في ظروف مريحة وفقط، لإبراز قدراتها وتجسيدها فوق المضمار بانجازات وبطولات وميداليات، اليوم وكما قلت آنفا نحن على بعد سنتين ونصف من طبعة باريس، وفي حال تمكنا من تطبيق البرنامج الذي نرغب في تسطيره، فنعد برؤية جزائريين فوق منصات التتويج بعاصمة فرنسا، وصدقني لست بصدد الحديث وأنا منتشي بنتائج بطولة إفريقيا بجزر موريس أو دورة الألعاب المتوسطية بوهران أو حصاد المنتخب في البطولة العالمية، وإنما حقيقة الميدان هي من تتحدث، كسبنا جيلا من عدائين عالميين، وجب علينا الاستثمار في ما يملكون ومرافقتهم إلى منصات التتويج، ودائما ما ألجأ إلى اختصاص 800 متر كمثال، فالتعداد الحالي يضم 5 رياضيين شباب (سجاتي، مولى، حتحات، قواند وعبد النوز) أرقامهم عالمية، وفي حال وجدوا ظروف العمل المناسبة فسنسيطر على هذا الاختصاص.
عداؤوا الـ800 م قادرون على احتكار هذا الاختصاص
بعد الفراغ من سباقات الدور نصف النهائي، وتأهل سجاتي ومولى، ماذا قلت لهما؟
احتراما لهما ولمدربيهما، فقد كنت أكتفي بتشجعهما والحرص على توفير ما يحتاجانه، أكيد أنني كنت في قرارة نفسي أبحث عن ميداليتين، لكن في الاجتماعات التقنية، كنا نحاول التخفيف من الضغط ومخاطبتهما بكلمات موجزة فحواها أن مستواهما يؤهلهما للسيطرة على السباق وخطف ميداليتين.
وبعد السباق؟
بعد نهاية المنافسة، وتنصيب جمال سجاتي لنفسه كنائب بطل العالم، كانت الفرحة كبيرة، ولو أنني كمسؤول على الاتحادية تحسرت كثيرا على مجانبة مولى للبوديوم، وصدقني وربما يتفق معي المتتبعون والاختصاصيون، فمولى كان قادرا وبسهولة على إنهاء السباق مع الثلاثة الأوائل وإهداء الجزائر ميدالية ثانية ترافق فضية سجاتي، كما وجب الإشارة أيضا إلى أن الوفد افتقد إلى الرياضي ياسر تريكي بعدما حرمته إصابة في أخر لحظة من المشاركة، وهو الذي كان مسجلا في مسابقة الوثب الثلاثي، وكان يملك حظوظا وفيرة في نيل إحدى الميداليات رغم إقراري بصعوبة المهمة بالنظر لقوة المنافسة في هذا الاختصاص.
بلغنا شغف الجزائريين بالسباق ونعلم أن الكثيرين تابعوه على المباشر
وهل كنتم تتابعون اهتمام الجزائريين بالبطولة؟
أكيد ومع «خدمات» مختلف مواقع التفاعل الاجتماعي، فقد كنا على دراية باهتمام الجزائريين وانتظارهم كل السباقات إلى غاية الساعات الأولى للفجر، وكنا نعلم أن السباق النهائي تابعه الجزائريون على المباشر وفرحوا كثيرا بميدالية سجاتي، رغم تأخر موعده نظرا لفارق التوقيت، وكانت تصلنا رسائل التشجيع من مختلف الفئات والأطياف، وربما هذا الشيء الذي زاد من تحميس رياضيينا على بذل أقصى ما يملكون، وأولهم سجاتي الذي كان مصمما على ميدالية وأرادها بالمعدن النفيس.
شنيتف وبن حمودة نجمان صاعدان وأتمنى أن يوفقا في كولومبيا
ذكرت في حديثك تريكي، هل من جديد بخصوص ملف تحويله إلى مستشفى «أسبيطار» لبدء العلاج؟
لقد تواصلت بعد العودة إلى الجزائر مع رئيس الاتحادية القطرية لألعاب القوى، نحن نعكف على إتمام كل الإجراءات، لقد تم تجهيز ملفه الطبي، وبلغنا مرحلة إعداد التأشيرة، وياسر سيسافر قريبا إلى الدوحة لمباشرة الفترة العلاجية.
أخيرا، بعد الفراغ من البطولة العالمية بأوريغون، أكيد أنكم وجهتهم الاهتمامات إلى منتخب الأواسط المتواجد بمدينة كالي في كولومبيا استعدادا لمباشرة منافسات بطولة العالم لذات الفئة العمرية ؟
أكيد، الوفد وصل إلى مدينة كالي بعد تقسيمه إلى فوجين، حيث غادرت المجموعة الثانية الجزائر صبيحة الجمعة باتجاه كولومبيا، ونتمنى أن يوفق شباننا في هذا الموعد، الذي اعتبره فرصة للاحتكاك بالمستوى العالي وكسب خبرة وتجربة، ولو أن الرهان كبير على الثنائي هيثم شنيتف في سباق 800 متر وزميله إسماعيل بن حمودة في اختصاص المشي (10ألاف متر)، فالشابان يملكان إمكانات كبيرة تجعلنا ننتظر منهما الكثير مستقبلا.
حاوره : كريم كريد